دعا المجتمع الدولي إثر القصف الذي شنه حسب مصادر متطابقة طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أمس السبت في اليمن على المئات من المشاركين في مراسيم تشييع جنازة والد وزير الداخلية الموالي للحوثيين في صنعاء جلال الرويشان أطراف النزاع الى الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني. وفي ظل تضارب الانباء والآراء حول مصدر الهجوم، قالت "قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية" في اليمن على ان قواتها تلقت "تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر"، وهذا بعد ان اتهمتها بعض الاطراف بأنها هي من نفذت الهجوم متسببة في ذلك في مقتل العديد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني وقيادات الجيش والأمن وسط غياب أي تفاصيل عن العدد النهائي لضحايا التفجير. ومن بين القتلى -حسب مصادر اعلامية- العديد من "القيادات العسكرية والشرطية" الموالية للحوثيين وعدد من الأكاديميين،غير أنه لم تصدر أية أعداد عن الرقم النهائي للضحايا، وكان آخر رقم أعلنته وزارة الصحة في صنعاء هو مقتل 90 وإصابة 566 معظمهم في حالة خطيرة وتشير أنباء الى ارتفاع عدد القتلى الى أكثر من 140 حتى الآن. من جهتها نفت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية ما تناقلته بعض وسائل الاعلام بشان وقوف القيادة وراء الانفجار الذى وقع عصر أمس في القاعة الكبرى للمناسبات في حي حدة بصنعاء حيث أقيم عزاء الرويشان معربة عن "عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة". وشددت على انه سيتم إجراء تحقيق "بشكل فوري" من قيادة قوات التحالف وبمشاركة خبراء من الولاياتالمتحدةالأمريكية والذين تم الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة وسوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق. --ردود أفعال دولية مستنكرة للمأساة-- توالت ردود الفعل الدولية المنددة بمأساة امس حيث استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجوم الذي استهدف أمس المشاركين في مراسيم تشييع جنازة الرويشان، داعيا إلى إجراء تحقيق "عاجل" و"حيادي" في هذه الحادثة. وطالب الأمين العام كل الأطراف بضرورة الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني بما في ذلك المبادئ الأساسية بشأن التناسب والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية واتخاذ التدابير الاحترازية من أجل حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية مشددا على ضرورة تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. ومن جانبه، دعا منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمى ماكجولدريك، إلى إجراء تحقيق "فوري" في هذا "الهجوم المروع"، مطالبا المجتمع الدولي بممارسة "الضغط والتأثير على جميع الأطراف لضمان حماية المدنيين ووقف العنف ضد المدنيين في اليمن فورا". وأشار ماكجولدريك الى أن مجتمع العمل الإنساني في اليمن "أصيب بالصدمة ويشعر بالغضب إزاء هذا الحادث". بدوره أدان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد،هذا الهجوم قائلا "إنه اليوم حزين على اليمن وتعجز الكلمات عن التعبير عن مدى الأسى الذي نعيشه جميعا"، مؤكدا أن الحرب الدائرة في اليمن يجب ان تتوقف مشيرا إلى أن الأممالمتحدة أكدت أن استهداف التجمعات الأسرية عمل "غير انساني" ويتناقض مع القوانين الدولية وأنه يجب معاقبة الفاعلين. --وضع أمني و سياسي معقد والحكومة تجدد رغبتها في إحلال السلام-- في الوقت الذي تستمر فيه أعمال العنف في اليمن وفي العاصمة صنعاء خاصة بعد استلاء الحوثيين و انصار الرئيس المخلوع عبد الله صالح على العاصمة في 2014 ،أكد الوفد الحكومي اليمني لمشاورات السلام امس التزام الحكومة ورغبتها الجادة في إحلال السلام ووقف نزيف الدم اليمني وفقا للمرجعيات والأسس المتفق عليها الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 . وخلال لقاء رئيس الوفد المفاوض نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ امس قال ان "الانقلابيين في تحد مستمر للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن ومساعي إحلال السلام وان أي مقترحات للهدنة أو وقف إطلاق نار يجب ان يصاحبها فك للحصار عن المدن وفتح الطر2ق وتسيير قوافل الإغاثة الإنسانية وان وقف إطلاق النار يجب ان يكون شاملا وجديا وليس شكليا كما يريده الانقلابيون" . وكان المبعوث الأممي قد نقل للجانب الحكومي موافقة "الميليشيا الانقلابية" لمتطلبات وقف إطلاق النار في الوقاالذي طالب الوفد الحكومي فيه بتوفير الضمانات اللازمة لعدم خرق الهدنة من قبل الانقلابيين وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق وفتح الممرات الانسانية الى مدينة تعز المحاصرة من خلال اتفاق مكتوب وخطوات محددة متفق عليها مسبقا لضمان وقف إطلاق النار في أقرب وقت وتجنيب اليمنيين ويلات الحرب. -- وضع انساني متدهور -- وعلى الصعيد الإنساني ،حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونسيف" من المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها اليمنيون وخاصة الأطفال بعد إعلان السلطات الصحية في صنعاء رصد حالات إصابة بمرض الكوليرا وهو ما يضاعف المخاطر الصحية في ظل تدهور النظام الصحي في البلاد. و في هذا السياق، أوضح جوليان هارنس ممثل اليونيسيف في اليمن أن هذا الوباء يضاعف من بؤس الملايين من الأطفال في اليمن وسوف تقوم المنظمة بدعم المرافق الصحية لعلاج حالات مرض الكوليرا واحتوائه والعمل مع الشركاء لرفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي هذا المرض الخطير. من ناحية أخرى، حذر ستيفن أوبراين منسق الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة من الوضع الإنساني الصعب في اليمن وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال الصغار وخاصة في الحديدة، وأكد أن التحدي الرئيسي هو المعدل الرهيب لسوء التغذية بين الأطفال الصغار حيث أصبحت الامدادات أكثر صعوبة بسبب الوضع الحالي.