عبر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اليوم الأحد عن "بالغ حزنه وأساه" ل "الفقد الأليم" للمفكر الجزائري "الكبير" مالك شبل الذي دافع طوال مسيرته عن إسلام "بعيد عن الراديكالية والتطرف". وعدد السيد ميهوبي -في بيان تعزية- الخصائص الفكرية للراحل معتبرا أنه "من الكفاءات العلمية المتخصصة في شؤون الإسلام والديانات المقارنة حيث يعرف باطلاعه الواسع في قضايا الدين المعقدة" مضيفا في هذا السياق أنه "استطاع على مدار أكثر من ثلاثة عقود من أن يقدم للقاريء العربي والغربي على حد سواء وبرؤية أكثر جرأة وحداثة قراءة مختلفة عما كان سائدا". وأضاف الوزير أن مالك شبل "استطاع بمعرفته الواسعة خاصة في الجانب الديني أن يدافع عن الإسلام بطريقة علمية وموضوعية بعيدة عن الراديكالية والتطرف ما أكسبه احتراما في الأوساط الثقافية والفكرية بفرنسا والعالم". وذكر السيد ميهوبي بأن الراحل يعتبر "أول من أدخل مفهوم +إسلام التنوير+ ضمن أدبيات الإعلام الفكري والديني في الغرب" وذلك من خلال "تحاليله المميزة ومحاضراته التي ألقاها عبر العالم حيث وقف في وجه كل من حاول تشويه الدين أو استعماله لأغراض سياسية مدمرة" يقول الوزير. وأكد الوزير أن عالم المعرفة والفكر سيشهد له ب"مساهمته الثمينة" في التفكير حول الإسلام والحداثة واعتباره واحدا من المفكرين الذين "كرسوا جهودهم في كيفية إقامة جسور تواصل" بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط مشيرا في هذا الصدد إلى أن الفقيد كان "دائم التردد على وطنه ومسقط رأسه ومؤمنا بجزائريته حتى النخاع". ويعتبر مالك شبل -وهو من مواليد 1953- من أبرز المختصين في قضايا أنتروبولوجيا الأديان حيث بدأ مشوراه الأكاديمي بالجزائر قبل أن ينتقل لباريس ويدرس علم النفس والأنتروبولوجيا وعلوم الأديان ليعرف بعدها في الأوساط الفكرية الفرنسية والغربية بمساهمته في التفكير حول الإسلام والحداثة. وخلف الفقيد -الذي درس في العديد من الجامعات عبر العالم- رصيدا فكريا من 35 كتابا أبرزها "قاموس الرموز الإسلامية" و"موسوعة القرآن" و"شرح الإسلام" و"الإسلام والعقل: صراع الأفكار" إلى جانب ترجمة للقرآن الكريم ودراسات ومقالات تحليلية حول الإسلام. وسيوارى جثمان الفقيد الثرى بعد غد الثلاثاء بمسقط رأسه سكيكدة، حسبما علم اليوم لدى أحد أفراد عائلته.