شرع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين في زيارة إلى العاصمة العمانيةمسقط لبحث آخر مساعي نزع فتيل الحرب في اليمن قبيل انتقال السلطة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. ووفقا لبيان سابق صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية فمن المقرر أن يلتقي كيري خلال زيارته التي أعلن عنها منذ الرابع من نوفمبر الماضي بسلطان عمان قابوس بن سعيد ووزير الخارجية يوسف بن علوي لبحث "جهود التوصل إلى تسوية بشأن اليمن". وتوقعت مصادر مطلعة أن يلتقي كيري بالمتحدث الرسمي للحوثيين ورئيس وفد المليشيا التفاوضي محمد عبدالسلام المتواجد في مسقط منذ أكثر من أسبوع والتي وصلها في زيارة غامضة مرجحة أن يتم اللقاء بمعية وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي. ويضم وفد الحوثيين المتواجد في مسقط رئيس الوفد التفاوضي محمد عبدالسلام وعضوي الوفد حمزة الحوثي ومهدي المشاط. ومن المتوقع أن يتوجه كيري بعد ذلك إلى دولة الإمارات ليبحث مع المسؤولين هناك التسوية السياسية في اليمن. وما يزال الجانب الحكومي يرفض بشكل تام خارطة السلام الأممية الأخيرة التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد باعتبار أنها "تكافئ الحوثيين" ويطالب بخارطة طريق جديدة لا تمس شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي. وكان الرئيس اليمني قد وصف مؤخرا "خارطة الطريق" التي تقدم بها مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لحل الازمة اليمنية ب "المجزأة والمفخخة". ونهاية أكتوبر الماضي رفض الرئيس اليمني خطة السلام الجديدة التي اقترحها المبعوث الأممي لليمن واعتبرها بأنها "مكافأة للانقلابين" و لا تنسجم مع المرجعيات المتفق عليها. من جهته أكد عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني, ضرورة أن يعمل إسماعيل ولد الشيخ أحمد, مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن, على وضع خارطة طريق جديدة تأخذ بعين الاعتبار المرجعيات المتفق عليها وما تم الاتفاق عليه في مشاورات السلام السابقة في سويسرا والكويت حتى ينعم اليمن بسلام حقيقي مستدام. وتشمل خارطة الطريق سلسلة إجراءات أمنية وسياسية "متسلسلة ومتوازية من شأنها أن تساعد على إعادة اليمن للسلام وللانتقال السياسي المنظم" حسب المبعوث الاممي. وترتكز خارطة الطريق على إنشاء لجان عسكرية وأمنية تشرف على الانسحابات وتسليم الأسلحة في صنعاء والحديدة وتعز كما ستعنى هذه اللجان بمهمة ضمان إنهاء العنف العسكري والإشراف على سلامة وأمن المواطنين ومؤسسات الدولة. وتتطرق الخارطة كذلك إلى مجموعة إجراءات سياسية انتقالية تشمل مؤسسة الرئاسة بما في ذلك تعيين نائب رئيس جديد وتشكيل حكومة وفاق وطني لقيادة المرحلة الانتقالية والإشراف على استئناف الحوار السياسي وإكمال المسار الدستوري ومن ثم إجراء الانتخابات. ورعت الأممالمتحدة ثلاث جولات من مشاورات السلام في اليمن لكنها لم تفلح في وضع حد للنزاع الدائر في البلاد عبر نقاط اتفاق جوهرية. تصاعد المواجهات في مختلف جبهات القتال عشية وصول كيري لمسقط تصاعدت المواجهات في مختلف جبهات القتال في اليمن عشية وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مسقط لمناقشة خطة السلام الأممية. فقد اعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية مقتل وإصابة العشرات من مسلحي جماعة انصار الله الحوثي المسلحة وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مديريتي حرض وميدي القريبتان من الحدود مع السعودية. وذكر المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابعة للحكومة أن القوات وبمشاركة مدفعية التحالف قصفت مواقع المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في المديريتين التابعتين لمحافظة حجة الحدودية وأن القصف أسفر عن مقتل وإصابة العشرات فضلا عن فرار آخرين مضيفا أن القصف طال أيضا تعزيزات عسكرية للحوثيين والحق بهم خسائر مادية وبشرية. الحوثيون من جهتهم قالوا إنهم قصفوا بالمدفعية مواقع القوات الموالية للحكومة في محافظة مأرب كما استهدفوا مواقع هذه القوات في محافظة تعز وان طيران التحالف شن سلسلة من الغارات استهدفت منطقة الصافية بمديرية الظاهر ومديرية كتاف وأن المدفعية السعودية استهدفت عدة مزارع في منطقة النعاشوة بمديرية حيدان بمحافظة صعدة . وباء الكوليرا يجتاح اليمن في ظل إنهيار النظام الصحي وفي ظل إنهيار النظام الصحي نتيجة الحرب وإنعدام الخدمات في معظم المحافظات اليمنية أصبحت الكوليرا تضاعف معاناة بلد انهكتها حرب قتلت الآلاف, فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية امس الأحد انها سجلت حالات اشتباه بوباء الكوليرا في 11 محافظة يمنية, بعد أن كان محصورا في 5 محافظات. وقال بيان للمنظمة " أن عدد حالات الكوليرا المؤكدة مختبريا وصل إلى 86 حالة في اليمن" مضيفا " حتى اليوم سجلت 4119 حالة اشتباه بالمرض في 11 محافظة معظمها في تعز وعدن". وفي أكتوبر الماضي أعلنت المنظمة تسجيل أول ثلاث حالات بوباء الكوليرا وفي مطلع نوفمبر الجاري أعلنت المنظمة ارتفاع عدد حالات الوفاة بالوباء إلى ثماني حالات توزعت في خمس محافظات يمنية. وتشير تقديرات المنظمة العالمية إلى أن أكثر من 7.6 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بمرض الكوليرا كما أن أكثر من 3 ملايين نازح معرضون تعرضا خاصا لخطر الإصابة بالوباء في اليمن. وكان اليمن شهد حتى قبل 1995 انتشارا للوباء وتم محاصرته من قبل السلطات الصحية اليمنية ومنظمات دولية. وأكد بيان للصحة العالمية أن الصراع الممتد منذ أكثر من 19 شهرا في اليمن أدى إلى إضعاف الخدمات الصحية واضطرار أكثر من 1800 مرفق صحي إلى إيقاف خدماته كليا أو جزئيا. وفي إطار المساعدات الإنسانية أعلنت منظمات مجتمع مدني عربية وتركية و دولية أمس الأحد أنها ستتكفل بإرسال سفينة مساعدات إنسانية إلى اليمن الذي يعيش حربا منذ نحو عامين. وجاء الإعلان حسب صحيفة (ديلي صباح) التركية خلال مؤتمر عقدته المنظمة العالمية للإغاثة والتنمية (يمنية مستقلة), بالتعاون مع "اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي" في إسطنبول. للإشارة فإن المنظمة العالمية للإغاثة والتنمية هي مؤسسة إنسانية طوعية مستقلة تهتم بتنمية الإنسان ومقرها الرئيسي مدينة إسطنبول وتأسست في عام 2015, و تسعى إلى تنفيذ مشاريع وبرامج إغاثية وتنموية للمجتمع. ويعيش اليمن حربا منذ نحو عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية من جهة ومسلحي الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى,مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة , حيث تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80 في المئة من السكان) بحاجة إلى مساعدات, وأسفر القتال عن مقتل 7 آلاف و70 شخصا,وفقا لمنظمة الصحة العالمية.