وصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ يوم الخميس إلى مدينة عدن "العاصمة المؤقتة" جنوب اليمن في محاولة لاستئناف محادثات السلام في وقت تتواصل فيه ردود الفعل الدولية المناوئة للخطوة التي اقدمت عليها جماعة الحوثي وحلفاءها باعلان "حكومة انقاذ وطني" بصنعاء. ولد الشيخ في "مهمة صعبة" لاستئناف مفاوضات السلام اعلن مصدر في الحكومة اليمنية بأنالمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وصل محافظة عدنجنوبي اليمن اليوم للقاء قيادات الحكومة الشرعية في إطار "مهمة صعبة" لاستئناف مفاوضات السلام. ومن المقرر أن يسلم الجانب الحكومي للمبعوث الدولي خطابا رسميا يتضمن ملاحظاته على خريطة الطريق والمطالبة ببديل عنها. وكان الرئيس اليمنيعبد ربه منصور هاديوصل إلى عدن السبت الماضي قادما من السعودية وهي المرة الأولى التي يعود فيها إلى عدن منذ عام. وفي وقت سابق من الشهر الماضي أعلنت الحكومة اليمنية امتناعهاعن قبول الخطة التي عرضها ولد الشيخ لإنهاء الحرب وقالت السلطات اليمنية حينها إن الخطة "تمثل مكافأة للحوثيين لانقلابهم على الشرعية". وقد جددت قوىالحراك الجنوبيوفعاليات سياسية وشعبية موقفها الرافض للخطة. وقالت في مهرجان أقامته في عدن بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لاستقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني إن مبادرة ولد الشيخ تراجعت خطوات إلى الوراء وطالبت المبعوث الأممي بضرورة العودة إلى قراراتمجلس الأمن. "حكومة الانقاذ الوطني" تواجه ادانة واسعة قوبل تشكيل تحالف جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء ل"حكومة انقاذ وطني" بردود أفعال واسعة منددة بهذه الخطوة الأحادية. وأعلن الحوثيون وحلفاؤهم من حزب صالح مساء يوم الاثنين الماضي تشكيل "حكومة إنقاذ وطني" برئاسة عبدالعزيز بن حبتور. ووصفت الرئاسة اليمنية تشكيل الحوثيين وحلفائهم لحكومة بصنعاء تأكيد على "تعزيز الانقلاب وتنهي أي خطوة ممكنة للسلام". وفي السياق ذاته قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن تشكيل الحوثيون لحكومة بصنعاء يثبت سوء نواياهم وهم بذلك "يقضون على ما تبقى من آمل في مسار المشاورات وينسفون كل جهود الحوار والسلام". وأضاف هادي في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى ال 49 للاستقلال 30 نوفمبر "بينما كانت المشاورات توشك على التوصل لاتفاق في الكويت قام الحوثيون بإعلان ما يسمى بالمجلس السياسي في تحد واضح للمجتمع الدولي واليوم يعلنون تشكيل "حكومة مسخ ميتة" هي في الحقيقة إثبات موقفهم الفعلي والعملي من المشاورات بشكل واضح وسوء نواياهم تجاهها وعدم جديتهم نحوها". وأكد هادي بالمقابل أن الأيدي مازالت ممدودة للسلام مجددا الترحيب بكل الجهود الأممية والإقليمية لإحلال السلام في اليمن وفقا للمرجعيات الوطنية والقرارات الدولية. من جهته وصف المبعوث الاممي الى اليمن إعلان جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح عن تشكيل ما أسموها بحكومة جديدة في اليمن بأنها عقبة جديدة وإضافية لمسار السلام. وشدد ولد الشيخ في بيان له على أن هذا القرار لا يخدم مصلحة اليمنيين في هذه الأوضاع الحرجة وان القرار يتعارض مع الالتزامات التي قدمها الحوثيون إلى الأممالمتحدة. من جهته ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بإعلان الحوثيين وصالح بتشكيل ما سمي بحكومة إنقاذ وطني ووصف هذا الاجراء بأنه "عار من الشرعية ويمثل امتدادا للنهج الانقلابي الذي لا يريد الحوثيون التخلي عنه". واعتبر أبو الغيط أن مثل هذه الخطوة تعد تصعيدا يعكس عدم استعداد الحوثيين للتعاطي بشكل إيجابي ومسؤول مع جهود الوساطة الجارية حاليا والتي يباشرها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد. بدورها أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن رفضها واستنكارها لإعلان جماعة الحوثي وصالح عن تشكيل حكومة في اليمن. واعتبر الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني ذلك دليل على عدم جدية الحوثيين في الدخول بالمفاوضات السياسية و"سعيهم إلى تعطيل الجهود الحثيثة التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد لوقف الحرب في اليمن". يشار الى ان الحكومة المعلنة من قبل الحوثيين أدت اليمين الدستورية أمام رئيس المجلس السياسي الأعلى (شكله تحالف الحوثي وصالح نهاية يوليو الماضي) صالح الصماد في القصر الجمهوري بالعاصمة. (حسب وكالة الانباء اليمنية "سبأ" التي تديرها الجماعة). ويسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على العاصمة صنعاء منذ 28 سبتمبر من العام 2014 فيما تتخذ حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من مدينة عدنجنوب اليمن "عاصمة مؤقتة" للبلاد. وتخوض قوات موالية للحكومة اليمنية والرئيس هادي بدعم من تحالف عسكري عربي تقوده السعودية معارك ضد الحوثيين وحلفائهم منذ أواخر مارس من العام 2015 لمنعهم من السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد.