أنهى الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد زيارة قصيرة أمس إلى مدينة عدن عاصمة جنوب اليمن، التقى خلالها بالرئيس عبد ربه منصور هادي ضمن مهمة لإقناعه بالجلوس إلى طاولة المشاورات السياسية التي تريد المنظمة الأممية إطلاقها السبت القادم بمدينة جنيف السويسرية من أجل التوصل إلى تسوية الصراع المسلح هذا البلد. وتحادث ولد الشيخ أحمد مع الرئيس هادي لمدة ساعة قبل مغادرته عدن، التي تُعد العاصمة المؤقتة لليمن في انتظار استرجاع العاصمة صنعاء من قبضة المسلحين الحوثيين. وقال مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية إن "المبعوث الأممي سعى لإقناع الرئيس هادي بالموافقة على الدعوة الموجهة له للمشاركة في المحادثات المقررة عقدها في 12 ديسمبر الجاري بمدينة جنيف السويسرية، ولكن المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أكد أن هذه المهمة تبدو صعبة بسبب مماطلة ومواقف من وصفهم بالانقلابيين؛ في إشارة إلى جماعة "أنصار الله" التي يقودها النائب السابق عبد الملك الحوثي. وتُعد هذه أول زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى مدينة عدن التي استرجعتها القوات اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بعد تدخّل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن شهر مارس الماضي، والذي أعطى دفعا قويا للجيش اليمني، تراجع على إثره المسلحون الحوثيون من عدة مناطق خاصة بجنوب البلاد. ويعكف الدبلوماسي الموريتاني منذ أسابيع، على التحضير لعقد هذه المحادثات التي أُجلت عدة مرات بسبب تضارب مواقف الطرفين؛ حيث تواصل الحكومة اليمنية اتهام الحوثيين بعدم تقديم إشارة تؤكد عزمهم على تطبيق مضمون اللائحة 2216، التي تنص على انسحابهم من كل المحافظات التي احتلوها منذ بداية العام إضافة إلى وضع سلاحهم. وهو الموقف الذي أكده وزير الخارجية اليمني عبد المالك المخلافي، الذي قال إن "الانقلابيين يرفضون وضع أسلحتهم، ولا يسمحون للحكومة بممارسة مهامها" انطلاقا من العاصمة صنعاء، التي لاتزال في قبضة المتمردين. وأضاف: "إنهم إلى غاية الآن لم يعلنوا على أسماء وفدهم المفاوض، ويسعون للتصعيد على أرض الميدان؛ من خلال قصفهم الأحياء السكنية بمدينة تعز" الواقعة جنوب غرب اليمن، والتي لاتزال في قبضة الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد صالح. وتأتي زيارة المبعوث الأممي غداة تسليم الحكومة اليمنية لهذا الأخير ملاحظاتها النهائية على مسودة الأجندة الخاصة بالمشاورات القادمة بينها وبين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، والتي تعتزم الأممالمتحدة عقدها قبل منتصف الشهر الجاري لاحتواء الأزمة اليمنية.