استمتع عشاق الفن الرابع بعاصمة الأوراس يوم الخميس بمسرحية "أسلي تسليث" أو (عريس وعروس ) التي أخرجها لمسرح باتنة الجهوي الفنان صالح بوبير. وتابع محبو أب الفنون طيلة ساعة من الزمن وباهتمام كبير تفاصيل هذه المسرحية الناطقة بالشاوية والتي اقتبسها الفنان علي جبارة عن نص "طلب زواج" للكاتب المسرحي الروسي أنطون تشيخوف حيث صفقوا مطولا للثلاثي الذي صنع الفرجة على الخشبة وبعث بالدفء في قاعة عروض مسرح باتنة رغم برودة الطقس الشديدة . ويروي هذا العمل الجديد الذي أنتج خصيصا للمشاركة في منافسة الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي ستحتضنه باتنة في الفترة من 10 إلى 17 ديسمبرالجاري قصة شاب تعلق بجارته الشابة فتقدم لوالدها لخطبتها لكنه يفاجأ عندما يلتقي بها أنها تجهل الأمر . ويجد الشاب صعوبة كبيرة في مصارحة الفتاة ويصعب خجله من المهمة ويدخل في نقاش عشوائي معها ينتهي بخصام بين الطرفين لكن في آخر لحظة يخبر الوالد ابنته بأن الجار الشاب جاء لخطبتها فتدخل في حالة هستيرية وتطلب من أبيها إحضاره لتعتذر له و يتشاجرا مرة أخرى ويتدخل الأب ويوجه ضربة قوية لجاره تفقده الوعي ومن شدة الخوف يضطر الأب و ابنته لقبول طلب الشاب رغم الخلافات. وتخلل هذا العرض الذي تميز بالمرح لحظات قوية تفاعل معها الجمهور بالتصفيق لاسيما و أن الفنان القدير صالح بوبير استطاع من خلال تقمصه لدور الأب أن يضفي لمسة خاصة على المسرحية وساعده في ذلك حسب الفنان المسرحي سمير أوجيت خبرته في أب الفنون التي تعدت 30 سنة . و صرح بوبير ل/وأج بعد إسدال الستار على العرض بأن "أسلي تسليث" بروحها الجزائرية الشاوية تسلط للضوء على زاوية من واقع المرأة في زمن تزاحمت فيه المسؤوليات موضحا بأن إخراجه لهذا العرض وتقمصه لأحد أدواره أمام ممثلين شابين (عائشة مسعودي وعزالدين بن عمر) هو بمثابة "تمرير المشعل للجيل الصاعد." من جهتهم اعتبر أغلب الحضور الذين تقربت منهم وأج أن المسرحية تحمل رسالة اجتماعية هادفة و زاد من عمق مغزاها حنكة الفنان بوبير الذي أدى دوره حسبهم- بإتقان وعفوية وتلقائية. أما مقتبس القصة علي جبارة فأكد بأن المسرحية اعتمدت على إمكانات الممثلين وقدرتهم على العطاء فوق الخشبة مبينا بأن اختيار نص لتشيخوف يهدف إلى الخروج بالمسرح الناطق بالأمازيغية من النطاق المحلي والفلكلوري والارتقاء به و لم لا إلى العالمية. وتعد مسرحية "أسلي تسليث" ثالث عمل مسرحي في مسيرة مسرح باتنة الجهوي يقتبس من أعمال أنطون تشيخوف بعد مسرحيتي "الذب" و "الدبلوماسي".