استطاعت الجزائر بفضل إستراتيجيتها لتطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال من فرض نفسها كأحد البلدان الأكثر حيوية في هذا المجال خلال سنة 2016. و بالفعل حققت الجزائر خلال هذه السنة تقدما معتبرا في إطار سياستها الرامية إلى بناء مجتمع المعلومات و الاقتصاد الرقمي من خلال تحسين مكانتها بتسع مراتب ضمن التصنيف الذي أعده الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية و اللاسلكية في قراره المتعلق بمجتمع المعلومات خلال سنة 2016 . و حسب هذه الوثيقة فان الجزائر توجد هذه السنة ضمن البلدان الثلاثة الأولى في العالم التي حققت تقدما أكثر في مجال مؤشر تطور تكنولوجيات الإعلام و الاتصال من 3.74 في سنة 2015 إلى 4.40 في سنة 2016 أي من المرتبة ال112 إلى المرتبة 103 في ظرف سنة واحدة. و يذكر أنه ما بين 2010 و 2015 لم تتقدم الجزائر سوى بمرتبة واحدة لتنتقل من المرتبة 114 إلى المرتبة 112 في التصنيف العالمي الذي شمل 167 بلد في مجال مؤشر تطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال. و قد اعتبر الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية و اللاسلكية هولين زهاو خلال زيارته إلى الجزائر أنه فيما يتعلق بتطوير تكنولوجيات الإعلام و الاتصال لسنة 2016 فان الجزائر تقدمت ب " سرعة" لتتجاوز نسبة ال115 بالمئة مقارنة ببلدان الأخرى من القارة الإفريقية و تتقدم ب 9 مراتب ضمن التصنيف العالمي " هو شيئ فريد من نوعه في العالم العربي". و عليه فان إستراتيجية الجزائر الالكترونية التي اعتمدها قطاع البريد و تكنولوجيات الاعلام و الاتصال سنة 2013 بهدف تنويع تكنولوجيات الاتصال الحديثة منها الانترنت ذو التدفق السريع و السريع جدا للهاتف الثابت و النقال بدأت في إعطاء نتائج ملموسة. و قد سمحت هذه السياسة بتدعيم الانترنيت ذو التدفق السريع للهاتف الثابت من خلال بلوغ أكثر من 70000 كلم من شبكة الألياف البصرية و هي تكنولوجيا تسمح بربط أسرع ب 5 مرات من الأسلاك النحاسية (من 20 ميغااوكتي إلى 100 ميغا اوكتي). و إضافة إلى الألياف البصرية عملت الجزائر على تحسين انترنيت الهاتف النقال من خلال اطلاق الجيل ال4 في سنة 2016 و هو شبكة تسمح بتدفق أسرع ب 10 مرات مقارنة بالجيل ال3 المتوفر منذ ثلاث سنوات. و يسمح الجيل ال4 بتحميل أسرع للمضامين و إرسال أفضل من هاتف ذكي أو من لوحة الكترونية. هذا و سيكون من السهل جدا مشاهدة الفيديوهات بجودة عالية و الاستماع إلى المحتويات الصوتية و تحميل الصور و الملفات ذات الحجم الكبير مما يساهم في تسهيل حياة المواطنين و المهنيين الذين يستعملون هواتفهم كوسيلة عمل. خدمة الجيل الرابع تعزز استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال أطلقت تكنولوجيا الجيل الرابع رسميا مطلع أكتوبر الفارط بعد أن انتظرها المواطنون و المتعاملون عدة سنوات ومن المرتقب أن تعزز هذه التكنولوجيا استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الجزائر. و فور الشروع في استغلالها من قبل المتعاملين الثلاث للهاتف النقال (موبيليس و أوريدو و جازي) عرفت تكنولوجيا الجيل الرابع إقبالا كبيرا من طرف مستعملي الانترنيت الجزائريين الذين سارعوا بعد الإعلان عن إطلاقها إلى الوكالات التجارية لتحديث شرائحهم من الجيل الثالث . واستلزم الأمر بالنسبة لبعض المستعملين تغيير هواتفهم الذكية بجهاز أخر يتطابق مع تكنولوجيا الجيل الرابع وهو الأمر الذي بعث بديناميكية في سوق الهاتف النقال. هذا ودفعت هذه الديناميكية بمتعاملي الهاتف النقال إلى التعجيل بتعميم تكنولوجيا الجيل الرابع بالجزائر متجاوزين في بعض الحالات الأهداف المحددة في دفتر الشروط. ومع حلول هذه التكنولوجيا الحديثة توقع المختصون انتشارا مهما لتكنولوجيات الإعلام والاتصال لا سيما ظهور محتويات جديدة و خدمات محلية فضلا عن تطور الواقع الافتراضي. فبالنسبة لوزارة البريد و تكنولوجيات الإعلام والاتصال يندرج إطلاق تكنولوجيا الجيل الرابع ضمن أولويات السياسة الوطنية الرامية إلى تأسيس إدارة عصرية أكثر وأقرب و مرفق عام يضمن خدمات مبسطة وذات جودة للمواطنين. ومن جهة أخرى أطلقت الجزائر توازيا مع إطلاق تكنولوجيا الجيل الرابع الدفع الالكتروني وهي خدمة تهدف إلى تسهيل المعاملات التجارية و تعد أيضا من بين المراحل الرئيسية لمسار عصرنة المنظومة البنكية و منظومة الدفع المندرجتان في إطار إستراتيجية الجزائر الالكترونية. وحسب الخبراء لا يهدف الدفع الالكتروني إلى التقليل من تكاليف وأجال المعاملات البنكية فحسب بل يساهم أيضا في تحسين الوضع المالي للشركات. وستسمح هذه الخدمة الجديدة بالقيام عن بعد عن طريق الانترنيت بطريقة أمنة و سريعة على مدار الأسبوع بعمليات شراء سلع/أو خدمات من المواقع التجارية للشركات التي تقبل الدفع عبر الانترنيت باستعمال بطاقة الدفع ما بين البنوك. هذا وتم في هذا الإطار منح أزيد من 500.000 كلمة سر لحاملي البطاقات البنكية (المقدر عددهم ب 3ر1 مليون) في غضون أسابيع فقط عن تاريخ إطلاق خدمة الدفع الالكتروني التي خصت في البداية حوالي عشرة بنوك وعشر شركات.