جاء الإطلاق المتعثّر لتقنية الجيل الرّابع اللاّ سلكي-الثابت ليؤكّد التخلّف التكنولوجي الرّهيب الذي تشهده الجزائر، هذا التخلّف التكنولوجي تعكسه التقارير والتصنيفات الدولية، حيث تحتلّ بلادنا المرتبة ال 131 في التصنيف العالمي الخاص باستغلال تكنولوجيات الإعلام والاتّصال لسنة 2013 بعد أن كانت في المرتبة ال 118 سنة 2012. من المؤسف كثيرا أنه رغم الإمكانيات المالية والمادية والبشرية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر إلاّ أنها توجد في ذيل الترتيب عندما يتعلّق الأمر بسلّم التصنيف التكنولوجي، والصورة تزداد قتامة حين نعلم بأنه تتقدّم على الجزائر العديد من الدول الإفريقية الفقيرة وغير المستقرّة سياسيا مثل دولة مالي التي احتلّت المرتبة ال 122 إلى جانب العديد من دول القارّة مثل المغرب الذي احتلّ المركز ال 89 ومصر ال 80، ويرجع الكثيرون هذا التخلّف إلى سوء التأطير والمتابعة من قِبل السلطات المعنية. وقد استاء العديد من الرّاغبين في الاشتراك ضمن خدمات الجيل الرّابع من تأخير إطلاقها عمليا بالرغم من كلّ المجهودات التي تبذلها الدولة، والتي تتمثّل في مشاريع وتنظيمات تهدف إلى ترقية قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتّصال لتكون هذه البداية المتعثّرة لانطلاق الجيل الرّابع في الجزائر كمؤشّر يدلّ على التخلّف الذي لازالت الجزائر تعاني منه إلى حد الآن. الجيل الرّابع.. السبيل لتدارك التأخّر تعتزم الجزائر من خلال الشروع يوم السبت في تسويق هاتف الجيل الرّابع اللاّ سلكي-الثابت وتعميم استعمال الجيل ال 3 ++ في ديسمبر المنصرم تدارك التأخّر الذي سجّلته في مجال إدراج تكنولوجيات الإعلام والاتّصال بفضل تعميم الرّبط اللاّ سلكي. وكانت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال زهرة دردوري قد صرّحت الثلاثاء الماضي خلال حفل الإطلاق الرّسمي للجيل ال 4 للهاتف اللاّ سلكي-الثابت بأن (اللّجوء إلى تكنولوجيات حديثة ناجعة أكثر وسهلة الاستعمال هو خيار لابد منه إذا أردنا تدارك التأخّر الذي نسجّله في مجال إدراج تكنولوجيات الإعلام والاتّصال). وقد شرع في تسويق هذا الهاتف اللاّ سلكي-الثابت عبر كامل التراب الوطني في مقرّات الولايات ال 48، مع التعميم التدريجي له على مستوى كلّ ولاية. تغطية شاملة.. سرعة فائقة ودقّة عالية حسب المتعامل العمومي اتّصالات الجزائر الذي أطلق هذه التكنولوجيا فإن الجيل الجديد من هذه التكنولوجيا اللاّ سلكية المستعملة في أغلبية البلدان المتطوّرة (سيسهّل) على الزبائن استعمال شبكة الأنترنت ذات التدفّق العالي، ويرى هذا المتعامل أن خيار الجيل ال 4 للهاتف اللاّ سلكي-الثابت قد اعتمد نظرا لليونته وسهولة تعميمه وتنافسيته. للعلم، فإن الجيل ال 4 للهاتف اللاّ سلكي-الثابت يجب أن يخصّ أوّلا المناطق التي لا يمكن فيها تعميم الخطّ المشترك الرّقمي بسرعة فائقة، وكذا المؤسسات ثمّ في مرحلة ثانية الأسر. وينصّ مشروع تعميم الجيل ال 4 على استفادة مليونين من التدفّق السريع في سنة 2016، علما بأن مجال استعمال هذا النّوع من الهاتف محدود. وحسب اتّصالات الجزائر فإن الجيل ال 4 للهاتف اللاّ سلكي-الثابت بالجزائر هو تكنولوجيا تكميلية لتلك الموجودة مثل الخطّ المشترك الرّقمي بسرعة فائقة والجيل ال 2 والجيل ال 3 ++، كما لجأت الجزائر أيضا إلى تكنولوجيات أخرى (ناجعة) و(سهلة) التعميم والتطبيق من أجل تدارك التأخّر الذي تسجّله في مجال إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتّصال، ومن بين هذه التكنولوجيات الجديدة تعميم الهاتف النقّال من الجيل ال 3 ++ الذي أطلق في ديسمبر الماضي. وقد سجّل استعمال الجيل ال 3++ (ارتياحا كبيرا) لدى مستعملي الأنترنت على الهاتف بالتدفّق العالي، ممّا دفع متعاملي الهاتف النقّال (موبيليس العمومي و(أوريد) الخاص إلى مضاعفة العروض من أجل التموقع بهذه السوق (المزدهرة)، حسب المختصّين. ومن خلال استعمال الجيل ال 3 ++ فإن سوق الحواسب المحمولة والهواتف الذكية واللّوحات الالكترونية شهد (ازدهارا كبيرا) عبر التراب الوطني، كما أن التجهيز المتزايد للمؤسسات والأسر بوسائل الاستفادة من الأنترنت، وكذا التطوّر السريع للمستعملين الجدد، خصوصا الفيديو دفع السلطات العمومية إلى مضاعفة الاستفادة من شبكة الأنترنيت، حسب الوزارة. وعليه، وموازاة مع تطوّر الأنترنت المتنقّل تواصل الجزائر وضع الألياف البصرية من أجل ربط كلّ المناطق التي يفوق عدد سكانها 1.000 نسمة بشبكة الهاتف الكلاسيكي بهدف توفير ربط بالأنترنت ذي التدفّق العالي والعالي جدّا. ويذكر أن أكثر من 53.000 كلم من الألياف البصرية تمّ وضعها عبر التراب الوطني في إطار برنامج 200.000 كلم. كما تعمل الجزائر أيضا على استخلاف كلّ الخطوط الهاتفية الكلاسيكية بأخرى أنجع مثل النّحاس من الجيل الجديد من أجل ربط أفضل من شأنه ضمان خدمات الاتّصال بمستويات ذات نوعية، كما تعتزم الجزائر عند نهاية السنة القادمة تعميم استعمال الهاتف المحمول من الجيل ال4 المتميز بتدفق أسرع من تدفق الجيل ال 3 ++. ورغم كلّ هذه المعطيات التي تكشف مدى الاهتمام الحكومي والمؤسساتي بالمجال التكنولوجي والجهود التي تبذلها الدولة ساعية إلى ترقية قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتّصال ما يزال القطاع يعاني التأخّر نتيجة سوء التسيير أحيانا وضعف آليات التجسيد والرقابة، لتبقى الجزائر في ذيل الترتيب العالمي لخدمات تكنولوجيات الاتّصال.