إقتربت القوات الخاصة العراقية, من مشارف نهر دجلة الذي يمر وسط الموصل, مركز محافظة نينوي شمال العراق لتحرز بذلك تقدما بالتزامن مع قوات أخرى مما أجبر تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية(داعش) الإرهابي, على التقهقر في آخر معقل كبير للتنظيم في البلاد. وطرد تنظيم (داعش) الإرهابي من أكثر من نصف المناطق التي كان يسيطر عليها شرقي نهر دجلة الذي يشطر المدينة لكنه ما زال يسيطر على المناطق الواقعة إلى الغرب من النهر. وبمجرد وصول القوات العراقية إلى النهر سيكون من الصعب على مقاتلي التنظيم الدفاع عن الموصل. وقال متحدث إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية تقدمت يوم السبت لتصبح على بعد بضع مئات من الأمتار من نهر دجلة وجسر استراتيجي هناك وهو أقرب نقطة بلغتها على الإطلاق من نهر دجلة في الموصل بعد شن هجوم ليلي لم يسبق له مثيل في الليلة السابقة في منطقة قريبة. إستعادة الموصل بدأت في إحراز تقدم بوتيرة أسرع تخوض القوت العراقية منذ 17 أكتوبر معارك شرسة ضد تنظيم داعش لاستعادة مدينة الموصل التي إستولى التنظيم عليها منذ أكثر من سنتين, والتي تعتبر المعقل الرئيسي الاخير للارهابيين في العراق. ومنذ أكتوبر حققت القوات العراقية تقدما كبيرا في المدينة لا سيما الجهة الشرقية للقوات, حيث أكد المتحدث بإسم قوات مكافحة الإرهاب في العراق صباح النعمان, إن تكتيكات جديدة وتنسيقا أفضل يدعم تقدم القوات العراقية في مدينة الموصل مبرزا أنه "باتت قوات جهاز مكافحة الإرهاب, قيادة العمليات الخاصة أو الرتل الجنوبي على بعد 500 متر تقريبا من الجسر الرابع وهو أول جسر على نهر دجلة". كما تمكن جهاز مكافحة الإرهاب من السيطرة على حي الغفران (حي البعث سابقا) ودخل حي الوحدة المجاور, حيث جاء في بيان منفصل للجيش إن الشرطة الإتحادية العراقية إستعادت السيطرة على مجمع طبي في حي الوحدة بجنوب شرق الموصل وذلك في تحول مهم بعد إضطرار وحدات الجيش للإنسحاب من الموقع في الشهر الماضي تحت وطأة هجمات مضادة من داعش. وقال النعمان إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الإتحادية "تسير بالموازنة في المحورين" في جنوب شرق الموصل. كما واصلت قوات "مكافحة الإرهاب" العراقية تقدمها بأحياء الساحل الأيسر شرق مدينة الموصل , ووصلت إلى مشارف جامعة الموصل بالمحور الشمالي للعمليات ضد التنظيم الإرهابي. وقال قائد القوات الخاصة الأولى بمكافحة الإرهاب اللواء سامي العارضي "إننا أصبحنا على مشارف جامعة الموصل ونقتحم أحياء جديدة في المدينة ونواصل عملية تفتيش وتطهير للأحياء المحررة" مبرزا أن إستكمال تحرير أحياء الساحل الأيسر سيتحقق خلال أيام قليلة . اتفاق عراقي تركي ..توجه نحو حل الخلافات بين البلدين قريبا بعد توتر بين الجانبين التركي والعراقي -قبل بدء الحملة العسكرية على مدينة الموصل- إثر خلاف نشب بعد قيام أنقرة بنشر قواتها في شمال شرق الموصل, توصل البلدان إلى إتفاق بشأن إنسحاب القوات التركية من منطقة قرب الموصل وسط جهود من الطرفين لتحسين العلاقات بينهما. وكات بغداد قد دعتمرارا تركيا لسحب قواتها , حيث تفيد تقارير تركية الى وجود نحو الفي جندي تركي في العراق بينهم 500 في بعشيقية حيث يدربون متطوعين عراقيين للمشاركة في معركة تحرير الموصل. وتتهم بغداد جارتها بخرق سيادتها غير ان تركيا تشدد بالمقابل على ضرورة وقف أي نشاط لحزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق قاعدة له. وعقب الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم, للعراق أمس السبت, أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي, إن بغداد توصلت إلى اتفاق مع أنقرة بشأن طلب العراق إنسحاب القوات التركية من بعشيقة. وصرح من جهته, يلدريم في مؤتمر صحفي مشترك مع العبادي "ناقشنا مسألة بعشيقة" مضيفا "نرى هذا التقدم الكبير الذي يجري إحرازه بشأن طرد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) من المنطقة, وإتساقا مع ذلك سنحل هذه المسألة (بعشيقة) بطريقة ما ستكون ودية". وأفاد بيان مشترك بعد لقاء رئيسي الوزراء بأن البلدين اتفقا على إحترام سيادة كل منهما على أراضيه وأشار إلى بعشيقة بأنها "معسكر عراقي". كما رحب يلدريم بتصريحات أدلى بها العبادي في الآونة الأخيرة وذكر خلالها أن العراق لن يسمح لحزب العمال الكردستاني بالإضرار بتركيا من داخل الأراضي العراقية. وقال يلدريم "هذا يظهر بأفضل أسلوب ما يمكن أن نفعله سويا وما يمكن أن نقوم به ضد الإرهاب". وتحاول تركيا إبعاد المسلحين الأكراد عن حدودها سواء مع العراق أو مع سوريا وتخشى من أن يؤدي وجودهم إلى تشجيع التمرد الكردي على أراضيها.