يحبس الغامبيون أنفاسهم قبل ساعات عن موعد تنصيب السيد أداما بارو الذي أعلنته لجنة الانتخابات فائزا في الاقتراع الرئاسي، وإصرار الرئيس المنتهية ولايته، يحيى جامع، على البقاء في الحكم وإعلانه حالة الطوارئ "تحسبا لأي تدخل خارجي". ويبدو إن الرئيس جامع ليس أي استعداد للتخلي عن السلطة بسهولة، وذلك بالرغم الضغوطات الدولية وتهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، بالتدخل عسكريا لتنحيته، والدعوات المتكررة للتمكين من انتقال "سلمي" و"سلس" للسلطة لخلفه بارو، الفائز في الانتخابات التي جرت في الفاتح ديسمبر الماضي. فبعد إصراره على البقاء في الحكم ما لم تفصل المحكمة العليا في الطعن الذي تقدم به في نتائج الانتخابات التي يتهم "أطراف خارجية" بتزويرها، ها هو يعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة 90 يوميا، قبل يومين من انتهاء عهدته الرئاسية. وقد شجب جامع،خلال كلمة متلفزة أمس الثلاثاء - أعلن خلالها حالة الطوارئ- ما وصفه ب"التدخل الخارجي" في الانتخابات في غامبيا، وحذر من أي أعمال خارجة عن قانون أو إثارة للعنف أو أي أعمال تهدف للإضرار بالأمن العام والسلام للبلاد، مؤكدا أن قوات الأمن لديها تعليمات بالمحافظة على السلام والقانون والنظام بشكل تام. وكان الرئيس جامع قد قبل بنتائج الانتخابات فور الإعلان عنها مطلع ديسمبر الماضي وهنأ منافسه بارو معترفا بخسارته، إلا أنه تراجع عن موقفه بعد أسبوع من ذلك متقدما بطعن لدى المحكمة العليا في البلاد لمراجعة نتائج الاقتراع الذي أكدت لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة في البلاد، أنه اتسم ب"العدالة والشفافية". وقد أجلت المحكمة العليا إصدار قرارها حول هذا الطعن إلى شهر مايو المقبل على أقصى تقدير بسبب "نقص القضاة" على حد تقديرها. الإبقاء على موعد تنصيب الرئيس في الأراضي الغامبية دون تغيير تشير التقارير إلى أن تنصيب أداما بارو على رأس البلاد، سيتم في الموعد المحدد له يوم غد الخميس دون تغيير، باعتباره الرئيس المنتخب من طرف الشعب الغامبي في اقتراع ديمقراطي. وحسب المحللين، فإن المرجح أن لا يتم تنصيب بارو - الذي يتواجد حاليا في السنغال - في غامبيا كما كان مقررا، تفاديا لأي أحداث قد تتسبب في انزلاق للأوضاع في البلاد. ووفقا للدستور الغامبي فإن تسليم السلطة لابد أن يتم على الأراضي الغامبية، ووفقا للقانون الدولي، فإن السفارات الغامبية في العالم، تعد جزءا لا يتجزأ من الدولة الغامبية، وبالتالي، فبالإمكان إقامة مراسيم التنصيب على مستوى إحدى التمثيليات الدبلوماسية الغامبية في الخارج. وفي هذا الصدد، يقول وزير الخارجية النايجيري، جيوفري أوييما - أحد أعضاء مجموعة الوساطة لدول غرب إفريقيا في الأزمة الانتخابية الغامبية - "الحلول موجودة. ربما سيكون مستحيلا على الرئيس أداما بارو أداء القسم في بانجول، وفي هذه الحالة يسيتم القيام به في مكان آخر من الأراضي الغامبية. وكما هو معلوم فإن السفارات تعد جزءا من أراضي الدول التي تمثلها". ومع احتقان الوضع السياسي في البلاد، إختار آلاف الغامبيين الفرار نحو السنغال وموريتانيا وغينيا بيساو، تحسبا لأي تدهور أمني مع اقتراب موعد نقل السلطة. ويترقب المجتمع الدولي بكثير من الحذر، التطورات التي ستصاحب مراسيم تنصيب الرئيس الغامبي الجديد، خاصة مع التهديدات الإفريقية بالتدخل "عسكريا" لتنحية الرئيس جامع "الفاقد للشرعية" في حال عرقلته لانتقال "سلمي" و"سلسل" للسلطة.