تعرض المنتخب الجزائري لكرة القدم, الذي ضيع نسبة كبيرة من حظوظه في التأهل الى مونديال 2018 بروسيا, الى خيبة امل جديدة بخروجه من الدور الاول من نهائيات كأس افريقيا للأمم 2017 بالغابون, اثر تعادله امام السينغال سهرة اليوم الاثني بفرانسفيل بنتيجة (2-2) الشوط الاول (1-1) ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الثانية للمنافسة القارية. وبعد تعادل مخيب أمام زيمبابوي (2-2) وخسارة قاسية و مريرة امام تونس (1- 2), لم يكن مصير التشكيلة الوطنية بين يديها, حيث كانت بحاجة الي "معجزة حقيقية" للمرور الي الدور الثاني من المنافسة وهو الفوز على السينغال و انهزام تونس امام زيمبابوي. واذا كانت العيون مركزة على مباراة فرانسفيل, فإن قلوب الجزائريين وآذانهم كانت تترقب مستجدات ما يحصل في ميدان العاصمة ليبروفيل الذى احتضن لقاء تونس- زيمبابوي. لكن "نسور قرطاج" حسموا الامور مبكرا بسحقهم "المحاربون" بنتيجة 4-1 في الشوط الاول قبل ان ينهوا المواجهة (4-2). وشهدت البداية بين الجزائر و السينغال محاولات من الطرفين لكن دون تجسيد, غير ان الفعالية كانت من جانب الخضر, حيث افتتح سليماني باب التهديف في الدقيقة العاشرة اثر تمريرة مميزة من سفيان هني. وحاول بعدها الفريق الوطني مضاعفة النتيجة, حيث أضاع ماندي (د 13) فرصة امام شباك شبه شاغرة بعد ركنية من محرز. رد "أسود التيرانغا" جاء في الدقيقة 21 حيث سدد موسى سو كرة قوية تصدى لها الحارس عسلة على مرتين, قابلتها تسديدة من محرز (24) خارج الإطار. مرة أخرى براهيمي يمرر على طبق لرياض محرز والحارس خديم ندياي الى الركنية, ليرد عليه إسماعيلا سار (د37) وعسلة ينقذ الموقف. وجاء الهدف السينغالي في الدقيقة 44 عبر بابا ديوب اثر تسديدة خارج منطقة الجزاء بعد كرة مرتدة من الدفاع باغثت الحارس الجزائري. المرحلة الثانية كانت سريعة سيما من الجانب الجزائري, حيث اضاف اسلام سليماني الهدف الثاني للجزائر بعد تمريرة من محرز وذلك في الدقيقة 50. غير ان الاخطاء والهفوات الدفاعية كلفت الجزائر غاليا, حيث وبعد ثلاث دقائق فقط عدل موسى سو النتيجة ل"الاسود". وسدد هني كرة من بعيد في الدقيقة 75 لكن الحارس انقذها ولو بصعوبة. وضيع سليماني فرصة ذهبية (د 76) لاضافة الهدف الثالث عندما تلقى كرة دقيقة من براهيمي حيث انفرد بالحارس خديم ندياي لكن كرته مرت بجانب القائم. في الدقيقة 85 صوب موسى سو كرة ارتطمت بالدفاع لتعود الى محمد ديامي الذي قدم كرة صاروخية لعسلة الذي عانى في انقاذ الموقف. رد عليه محرز, احسن لاعب افريقي لسنة 2016, بسلسلة من المراوغات في الدقيقة 88 لكن كرته فوق الاطار. وحاول الخضر في اللحظات الاخيرة ترجيح الكفة غير ان ذلك لم يكن كافيا لتنتهي المواجهة بتعادل مخيب (2-2). ليحزم الوفد الجزائري بذلك أمتعته ويعود الى أرض الوطن بخروج مخيب من الدور الاول على الرغم من الامكانيات المسخرة من اجل بلوغ الدور الثاني. وباتت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) مطالبة بإيجاد الحلول اللازمة في أقرب وقت سيما وأن الخضر مقبلون على تحديات صعبة لم يتبق لها متسع من الوقت, أهمها تصفيات مونديال 2018 بروسيا وتصفيات كأس افريقيا للأمم 2019 المقررة بالكاميرون.