الجزائر (2) السنغال (2) ودع المنتخب الوطني «كان 2017» من الدور الأول، بعد التعادل مع السنغال في ختام مباريات الدور الأول للمجموعة الثالثة، لأنه كان لزاما على الخضر الفوز وانتظار «المعجزة»، لكن حسم التوانسة موقعة ليبروفيل في الشوط الأول على حساب زيمبابوي بخر الآمال، ليتحول حلم التتويج باللقب القاري الذي راود ملايين الجزائريين، إلى كابوس من الصعب تجاوز صدمته. المباراة التي شهدت مراهنة المدرب السنغالي أليو سيسي على تشكيلة جلها من البدلاء، باستثناء المدافع كارامبوجي والمهاجم موسى سو، كانت في البداية متكافئة، بانحصار الصراع على مستوى وسط الميدان، لكن النخبة الوطنية اعتمدت على الجناحين لصنع الحملات الهجومية، وهي الطريقة التي أتت بثمارها، إثر عمل جبار قام به هني على الجهة اليسرى، أنهاه بفتحة عرضية ميليمترية بإتجاه سليماني، الذي كان متحررا من المراقبة على مستوى القائم الثاني، فأسكن الكرة بذكاء كبير في الركن العلوي الأيسر لمرمى الحارس خديم ندياي (د:9). هدف مبكر كان بمثابة جرعة أوكسجين للخضر، الذين تشبثوا ببصيص من الأمل، لكن الأخبار التي بلغت مسامعهم من ليبروفيل لم تكن سارة، ما ألقى بظلاله على معنوياتهم، وقد تجلى ذلك من خلال تراجع عطائهم بسبب الانهيار النفسي.رد فعل «أسود تيرانغا» كان محتشما، واقتصر على بعض المرتدات الهجومية، التي كاد على إثر إحداها رأس الحربة موسى سو أن يعيد الأمور إلى نصابها (د:21)، بعد تخلصه من المراقبة، إثر تلقيه تمريرة في عمق الدفاع من كوناتي، لكن الحارس عسلة تدخل ببراعة، وأنقذ مرماه من هدف محقق، قبل أن يهدر محرز فرصة إضافة الهدف الثاني بعد عمل ثنائي ممتاز مع براهيمي. الإحباط النفسي للعناصر الوطنية فسح المجال أمام المنتخب السنغالي لإحكام سيطرته على مجريات اللعب، وهي السيطرة التي كشفت هشاشة الدفاع الجزائري، لأن الأسود تمكنت من تعديل النتيجة قبل دقيقتين من نهاية المرحلة الأولى، بعد كرة مرتدة من ماندي، استغلها ديوب ليطلق صاروخية من خارج المنطقة خادعت الحارس عسلة، معمقا من جراح الجزائريين في هذه الدورة. حسم الأمور في ليبروفيل أفقد موقعة فرانس فيل نكهتها، إلى درجة أن نصفها الثاني لم يختلف عن اللقاءات الودية، بعد سقوط كل الحسابات، لكن اللاعبين الجزائريين بدوا جد متأثرين من نكسة الإقصاء المبكر، وكاد موسى سو أن يمنح التفوق للسنغال (د:49)، برأسية اعتلت العارضة الأفقية بقليل. النجاعة كانت حاضرة من جانب سليماني في الدقيقة 51، لأن محرز ختم الهجمة بفتحة إلى زميله في نادي ليستر سيتي، الذي روض الكرة وحاول رفعها فوق رأس الحارس خديم ندياي، لتسكن بضربة حظ الشباك. رد فعل السنغاليين جاء كان سريعا وقويا، إذ لم تمض سوى دقيقة واحدة فقط حتى نجح موسى سو في التعديل، مستغلا كرة مرتدة ليصوب من على مشارف منطقة العمليات، ليودعها في الركن السفلي الأيمن لمرمى عسلة. باقي الدقائق كانت فرصة للمدربين سيسي و ليكنس للقيام ببعض التغييرات، لأن المباراة أصبحت بطابع ودي، ودون رهان، رغم أن سليماني أهدر فرصة إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 55 بعد تلقيه فتحة من هني، إلا أن ضربته الرأسية مرت جانبية، كما أن موسى سو كان بمثابة القوة الضاربة في الهجوم السنغالي، قبل أن يضيع سليماني فرصة أخرى لتوقيع «الهاتريك» في الدقيقة 76، إثر تلقيه تمريرة ميليمترية من «المايسترو» هني، لكن قذفة سليماني جانبت القائم الأيمن لمرمى ندياي، رغم تواجده معه وجها لوجه. إلى ذلك فإن تيقن العناصر الوطنية من خروجها المبكر من هذه الدورة جعلها تتوجه صوب الهجوم في اللحظات الأخيرة من المباراة، لأنها سعت لإطلاق بارود شرفي، بالفوز على السنغال، الأمر الذي ترك مساحات في الدفاع، و قد كاد البديل ديدهيو أن يمنح التفوق لأشبال سيسي في الدقيقة 85 بتصويبة من على حدود منطقة الجزاء وجد عسلة صعوبة في قطع طريقها إلى الشباك، كما أن محرز فوت على «الخضر» فرصة توديع الأراضي الغابونية بفوز شرفي، بعدما ضيع هدفا محققا في اللحظات الأخيرة، لتكون صافرة الحكم البوتسواني بوندو بمثابة نقطة النهاية للمشاركة الجزائرية في «كان 2017»، وسط خيبة أمل كبيرة، بالإقصاء من الدور الأول. ص/ فرطاس عاد من الغابون بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها المنتخب خسر الروح و ضيع الشخصية في كان للنسيان ودع سهرة أمس المنتخب الوطني الكان من البوابة الخلفية، ولم تدم إقامته في مدينة فرانس فيل أكثر من ثمانية أيام، وهو الذي سبقته سمعته وطموحات أنصاره و ترشيحات المتتبعين التي نصبته على رأس قائمة المرشحين للتتويج باللقب القاري. الخضر الذين صدموا مرة أخرى بحقيقة الملاعب الإفريقية، خسروا التذكرة وثقة الجمهور، وربحوا للأسف لاعبين فقط بتألق المدافع المحوري الشاب رامي بن سبعيني والنشط في الجبهة الأمامية سفيان هني، اللاعبان اللذان كسبا نقاطا إضافية تحسبا للاستحقاقات القادمة، وقدما أوراق اعتمادهما في كان للنسيان، لعبها منتخبنا بلا روح وبعيدا عن المستوى الذي عود عليه أنصاره والمتتبعين، لأن المنتخب الذي يضم ترسانة من النجوم التي تنشط في أكبر الدوريات الأوروبية، ويقوده أفضل لاعب في البريميير ليغ وأفضل لاعب إفريقي للسنة، لا يمكنه مغادرة العرس الكروي القاري بسجل خال من الانتصارات، وخاوي الوفاض، لأن منتخبنا لم يحقق أية مكاسب في الأراضي الغابونية، نتيجة رهان الناخب الوطني على عدد محدود من اللاعبين لم يتعد 14 لاعبا، في الوقت الذي كان بقية أعضاء قائمة 23 مجرد متفرجين، ولم يمنح لهم جورج ليكنس فرصة الاحتكاك وكسب الخبرة القارية، سيما بالنسبة للاعبين في سن الموهبة الصاعدة بن ناصر وحتى عبيد الذي ظل ينتظر هذه الفرصة منذ تخلصه من شبح الإصابات. وأكثر من ذلك فقد منتخبنا في النسخة الواحدة والثلاثين من الكان الهوية والشخصية والكثير من سمعته الإفريقية، فلعب بدون مخالب و كان فريسة سهلة أمام جميع منافسيه الذين دك كل منهم شباكنا بهدفين، في غياب الحصانة الدفاعية وتماسك الخطوط وافتقاد التشكيلة الوطنية لإستراتيجية واضحة المعالم، بعد فشل التقني البلجيكي في رسم منهجية تتلاءم وقدرات لاعبينا، فأدخل الشك في صفوف المجموعة، فلم يعد يعرف الجزائريون بأي فكر وبأي تكتيك يخطط الناخب الوطني مبارياته، بل وبأي تشكيل يلعب في ظل إصراره على رسم مبهم تداخلت فيه الصلاحيات واختلطت الأدوار، بداية بضابط الإيقاع براهيمي الذي تاه فوق المستطيل الأخضر ولم يكن فعالا تماما كما هو حال محرز، وسليماني الذي سجل أمس هدفين وأضاع مثلهما، مرورا بثنائي الارتكاز بن طالب و قديورة الذي عجز عن تأمين المواقع الخلفية ولم يوفق في تقريب الخطوط وصناعة اللعب من الخلف، وصولا إلى القاطرة الخلفية التي تبقى الحلقة الأضعف والصداع الذي يؤرق الطاقم الفني بداية بالتصفيات القارية بعد شهرين والعودة إلى تصفيات المونديال في الصائفة المقبلة، أين تنتظر محرز ورفاقه مأمورية في غاية التعقيد بعد تدشين المشوار بتعادل وخسارة. والحاصل أن منتخبنا خرج من الكان بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، وعجز سهرة أمس عن الانتفاضة ورد الاعتبار لنفسه وللأنصار الذين تحول حلمهم الوردي بتحقيق ثاني لقب في تاريخ الكرة الجزائرية إلى كابوس لا يبعده عنهم سوى العودة بأكثر قوة وشخصية في تصفيات مونديال روسيا. نورالدين - ت تعاقب عليه 4 لاعبين في ظرف 3 أشهر المدافع الأيمن المنصب "المقصلة" لا يزال منصب المدافع الأيمن في المنتخب الوطني يشكل صداعا للجماهير الجزائرية، بالنظر إلى عدم نجاح الطواقم الفنية التي تداولت على الخضر في إيجاد لاعب جيد بإمكانه شغل هذا المنصب بارتياح. وأكدت دورة الغابون التي ودعها رفاق محرز من الدور الأول، بأن الخضر يفتقدون لمدافع أيمن عصري بإمكانه إراحة المنتخب من هذه المعضلة، حيث تلقى الخضر عدة أهداف من الجهة اليمنى، سواء مع المدافع مختار بلخيثر أو ربيع مفتاح. وجرب الناخب الوطني جورج ليكنس في ظرف أقل من ثلاثة أشهر عدة خيارات على مستوى الجهة اليمنى للدفاع، غير أنه عجز في إيجاد اللاعب المناسب، وقبله أقحم راييقاتس لاعب رين الفرنسي مهدي زفان في لقاء الكاميرون لحساب تصفيات المونديال، قبل أن يتم التضحية بخدماته، بعد مردوده المهتز في تلك المواجهة، لتمنح الفرصة بعدها للاعب وفاق سطيف زيتي محمد خثير الذي مر جانبا في لقاء نيجيريا، ما جعله خارج الحسابات في نهائيات «كان» الغابون، لتمنح الفرصة للاعب النادي الإفريقي مختار بلخثير الذي أثبت عجزه في ال45 دقيقة الأولى أمام زيمبابوي، بعد أن تسبب في هدفين ضد الخضر، لتكون الفرصة للاعب إتحاد العاصمة ربيع مفتاح، الذي رغم أنه كان الأحسن مقارنة بمن تناوبوا على هذا المنصب، إلا أنه لا يعد خيارا جيدا لقادم المواعيد، بالنظر إلى كبر سنه، وعدم نجاحه في التوفيق بين الأدوار الدفاعية والهجومية، وسيكون الناخب الوطني جورج ليكنس أو غيره، مطالبا بإيجاد حل لهذه المعضلة التي أصبحت تؤرق الجميع في بيت المنتخب الوطني، وتمني الجماهير الجزائرية النفس في أن يستعيد زفان نسق المنافسة مع ناديه رين، خاصة وأنه أبان خلال المواجهات التي لعبها بأنه أحسن بكثير من زيتي وبلخيثر وحتى ربيع مفتاح. مروان. ب خيب الآمال في الغابون غلام يغيب عن أولى مباريات تصفيات «كان» 2019 سيغيب المدافع الأيسر لنادي نابولي الإيطالي فوزي غلام عن أولى مباريات المنتخب الوطني، خلال التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون 2019، عقب تلقيه للإنذار الثاني في مباراة السنغال لحساب الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية، وتحصل غلام على الإنذار الأول له خلال «كان» الغابون أمام منتخب نسور قرطاج، بعد تسببه في ضربة جزاء ضد اللاعب وهبي الخزري، قبل أن يتلقى الإنذار الثاني في هذه المسابقة أمس أمام أسود التيرانغا، ولن يكون غلام معنيا بأولى مباريات تصفيات «كان» 2019 التي ستنطلق شهر جوان المقبل، ولم يتم تحديد هوية المنافس بعد، على اعتبار أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم لم يضبط بعد برنامج المواجهات، رغم إقدامه على تحديد المجموعات، حيث سيكون الخضر في مواجهة كل من الطوغو والبنين وغامبيا. وخيب غلام الآمال التي كانت معقودة عليه في دورة الغابون، حيث فاجأ الجماهير الجزائرية بمستواه المتواضع، خاصة وأنه مر جانبا في المواجهات الثلاث، ولم يتعرف الأنصار على غلام الذي كان يعد من ركائز المنتخب الوطني، وأحد أهم الأسماء المعول عليها لقيادة الخضر للتتويج بالكان، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام، خاصة وأن مردوده مع ناديه نابولي رائع على كافة الأصعدة.