أشاد رئيس الجمهورية، سيد عبد العزيز بوتفليقة، في برقية تعزية بعث بها إلى أسرة المجاهد جلول خطيب، الذي وافته المنية أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 79 عاما، بخصال المرحوم، مبرزا نضاله في تحرير الوطن من قبضة الإستعمار وإسهامه "بكل إخلاص ووفاء" في بناء الدولة الوطنية الحديثة. وقال رئيس الجمهورية في برقية التعزية : "بعميق الحزن والأسى، تلقيت نبأ انتقال الأخ جلول خطيب إلى رحمة الله وعفوه، وإنه لمؤلم أن نفقد واحدا من مناضلينا الذين نذروا شبابهم لتحرير الوطن من قبضة المحتل وأسهموا بكل إخلاص ووفاء في بناء الدولة الوطنية الحديثة، وما كان أملهم إلا أن يروا الجزائر تحيا حرة كريمة ينعم شاباتها وشبانها في كنف العزة والسؤدد". وأضاف قائلا : "إنه لمؤلم أن نودع رفيقا من الرعيل الأول الذين لبوا نداء الوطن حين تعالت من جبالنا الشم صيحة الجهاد، وواصلوا جهادهم بعد الإستقلال حين كان الوطن في أشد الحاجة إلى كل ما لدى أبنائه من جهد وطاقة وإبداع. ومؤلم أكثر أن نرى اليوم أعمار الراحلين عنا متقاربة وأرزاؤهم متتابعة، ويقيننا بأن الزمن يكر بسرعة نحو رفاقهم الباقين". "ولكن ما عسى أن يفعل المرء أمام حكم القدر --يستطرد الرئيس بوتفليقة-- سوى أن يذعن له ويلوذ بالصبر، وأن يرفع كفيه ويتوجه للمولى جل جلاله بالدعاء: +اللهم يا من وسعت رحمته كل شئ، إرحم عبدك جلول وأكرم وفادته واحتسبه في الشهداء والأبرار والصديقين، وأدخله مدخلا مباركا في جنات النعيم، اللهم أنزل في قلوب أهله الأكارم وذويه البررة ورفاقه في السلاح الأشاوس الصبر والسلوان وعوضهم فيه خيرا، ووف لهم أجر الصابرين، إن يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب+". وخلص رئيس الجمهورية إلى القول : "وأعرب لهم جميعا في هذه المحنة الأليمة عن وقوفي إلى جانبهم ومشاركتهم ألم الفراق، مفصحا عن جميل العزاء وخالص الدعاء". "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".