تمكن الجيش العراقي فى اليوم ال29 من عملية استعادة مدينة الموصل (شمالا) من قبضة تنظيم ما يسمى ب(داعش) الارهابي من استرجاع قرية و تلال "النمرود" وتطهير والتوغل في 11 منطقة ضمن محاور المدينة المختلفة تحسبا لدخول وسط الموصل الذي يبدو أنه "بات أمرا وشيكا", حسب قادة عسكريين. وأعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله تحرير قرية و تلال النمرود التاريخية بشرقي الموصل ورفع العلم العراقي فوقها وتكبيد التنظيم الارهابي خسائر بالأرواح والمعدات. يشار إلى أن التنظيم الارهابي قام بتدمير وتجريف اثار مدينة النمرود الاثرية بعد اشهر من سيطرته عليها. و اضاف الفريق الركن رشيد يارلله في إيجاز صحفي حول سير عمليات تحرير الموصل أن قواته استعادت السيطرة على قرية النعمانية ومنطقتين جنوبالمدينة وتوغلت في 5 أحياء أخرى في الساحل الأيسر (الضفة الشرقية) منها. وقال يار الله ان الجيش دخل داخل أحياء (الانتصار) و(جديدة المفتي) و(الشيماء) و(السلام) و(يونس السبعاوي)" و أنه مستمر فى تطهير الطرق والمباني من العبوات الناسفة التي زرعها عناصر (داعش). الى ذلك صرح الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد في جهاز مكافحة الإرهاب التابع للجيش العراقي لتلفزيون العراق إن "قواته أنهت تطهير أحياء كركوكلي والاوربيجي والقادسية ودخلت إلى حي البكر ضمن المحور الشرقي كما تمكنت من تقليص المسافة بينها وبين حافة نهر دجلة إلى 3 كم. من جهته قال قائد الشرطة الاتحادية إن قواته تستعد للتوغل في الموصل من الجهة الجنوبية بعد استعادة كل المناطق الواقعة في الجبهة وصولا لأطراف المدينة. ومن شأن فتح جبهة جديدة داخل المدينة تخفيف حدة الضغط الكبير الذي تتعرض له قوات مكافحة الإرهاب العراقية التي توغلت منذ نحو أسبوعين داخل المدينة من جهة الشرق. تقارير عن قرب الدخول قلب الموصل و مع تحقيق الجيش العراقي "لانجازات" ميدانية و تمكنه من استرجاع مساحات كبيرة من اراضي الموصل, يتحدث قادة عراقيون عن قرب دخول القوات الحكومية الى وسط الموصل لحسم المعركة. فقد صرح قائد الشرطة الاتحادية ان قواته "تستعد للشروع بمرحلة اقتحام مدينة الموصل". وقال الفريق رائد شاكر جودت في بيان إن الشرطة الاتحادية حررت كامل مساحة المحور الجنوبي في نينوى والبالغة 1846 كيلومترا مربعا مضيفا أن "هذه القطعات استعادت السيطرة على 94 قرية وقتلت 935 إرهابيا" منذ انطلاق عمليات تحرير الموصل يوم 17 اكتوبر الماضي. و من جهته صرح نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي "إن ساعات قليلة تفصل القوات العراقية عن دخول مدينة الموصل". إلا أنه أردف قائلا " إن القوات العراقية لا تتعجل الدخول حرصا منها على حياة المدنيين". وأمام "الانتصارات" التى تم تحقيقها لمحاربة (داعش) أعرب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني عن ارتياحه "للتعاون والتنسيق" ما بين قوات "البيشمركة" الكردية والجيش العراقي, وقال "إن التعاون بين الجانبين شكل سببا رئيسيا في تحقيق الكثير من الانتصارات على تنظيم (داعش) الإرهابي. جاء ذلك خلال لقاء البارزاني في أربيل, أمس مع سفير الولاياتالمتحدة لدى العراق دوجلاس سيليمان والوفد المرافق له. يذكر ان عملية تحرير الموصل تجري بمشاركة القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية وبدعم واسناد طيران التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. قلق دولي حول مصير المحاصرين و النازحين أبدى المجلس النرويجي للاجئين "قلقه الشديد" إزاء مصير 1.2 مليون عراقي محاصرين في مدينة الموصل جراء المعارك الضارية فيما قدرت سلطات إقليم كردستان العراق أن أعداد النازحين من مدينة الموصل إلى مناطق الإقليم بلغت أكثر من 52 ألفا. وقالت وزارة الهجرة العراقية إن عمليات النزوح ما زالت مستمرة من المناطق التي انتزعت من تنظيم (داعش). و حسب مسؤول في الحكومة العراقية فان الأممالمتحدة شرعت في إقامة مخيم جديد في ناحية القيارة جنوب الموصل يتسع لنحو 18 ألف نازح من المدينة. وأضاف أن "عمليات النزوح من مدينة الموصل متواصلة وهناك جهود تبذلها وزارة الهجرة لإغاثة النازحين وتوسيع مخيمات النزوح الموجودة قرب الموصل". وكانت وزارة الهجرة العراقية أعلنت أمس السبت عن نزوح 47 ألف شخص من مدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية في 17 أكتوبر الماضي. وبدأت القوات العراقية في 17 أكتوبر الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة الموصل أسفرت حتى الآن عن استعادة أكثر من 140 قرية وبلدة ومدينة وحي ومنطقة بمحيط مدينة الموصل وداخلها حسب آخر بيان صادر عن وزارة الدفاع العراقية أول أمس السبت.