نظمت يوم السبت بالمقبرة المسيحية ببولوغين (سانت أوجين سابقا) بالعاصمة وقفة ترحم على روح شهيد الثورة فيرناند ايفتون (1226-1957) و المجاهد جورج أكومبورا (1926-2012). و قد جرت هذه الوقفة الترحمية بحضور عائلات و أقارب و اصدقاء الفقيدين و مجاهدين قدماء من بينهم وزير الداخلية سابقا يزيد زرهوني. و يعد الشهيد فيرناند ايفتون الجزائري الوحيد من أصول أوربية الذي حكم عليه بالاعدام و نفذ فيه عن طريق المقصلة في فبراير 1957 من طرف الدولة الفرنسية. و كان الفقيد عضوا في الحزب الشيوعي الجزائري قبل أن يلتحق بجبهة التحرير الوطني. و قد قرر فيرناند ايفتون الذي كان يعمل خراطا بمصنع الغاز بالحامة (رويسو سابقا) وضع قنبلة على مقربة من خزان الغاز في وقت تقل فيه الحركة لتفادي وقوع ضحايا غير أنه تم اكتشاف القنبلة و توقيف ايفتون. و اثر محاكمة سريعة صدر في حق هذا المناضل الشاب حكم بالاعدام. و في صبيحة 11 فبراير 1957 تم تنفيذ الحكم بالمقصلة بسجن باربروس (سركاجي) مع رفيقيه محمد لخنش المدعو "علي شافلالا" و محمد ونوري المدعو " بتي ماروك". أما جورج أكومبورا الذي كان يقاسمه نفس الزنزانة فقد توفي سنة 2012 اثر مرض عضال. و كان المرحوم قد حكم عليه بالاعدام لكنه استفاد من العفو. و قد شارك أكومبروا في الثورة قبل الحكم عليه بالاعدام اثر الاعتداء على محافظة الشرطة في لارودوت (المرادية) في سنة 1956 و قد اختار بعد الاستقلال الجنسية الجزائرية. و خلال الادلاء بشهادتها أشارت أرملة جورج أكومبورا أن زوجها و فيرناند ايفتون كانا صديقين مضيفة أن زوجها " بقي متأثرا باعدام ايفتون الى غاية وفاته في سنة 2012". و من جهته صرح المحكوم عليه بالاعدام الجزائري عبد القادر قروج المدعو جيلالي الذي كان معتقلا رفقة ايفتون أنه كان في الزنزانة رقم 24 بسركاجي التي كانت تطل على الساحة التي تنفذ بها عمليات الاعدام. كما أضاف يقول " سمعت من زنزانتي ايفتون و هو يهتف " تحيا الجزائر" بلهجته الفرنسية لأنه لم يكن يتقن اللغة العربية". و استرسل قائلا و هو يبكي " لقد قال فرناند قبل وفاته " ان حياة انسان أي حياتي لا تعني الا القليل. الأهم هو الجزائر و مستقبلها". من جهة أخرى دعا الحاضرون الذين أدلوا بشهاداتهم بهذه المناسبة المنظمة الوطنية للمجاهدين الى اطلاق اسماء الشهداء و المجاهدين من أصول أوربية على الشوارع و المباني العمومية و الجامعات و المدارس.