تم إبراز مناقب الشهيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة المدعو "سي الحواس" في أشغال ندوة تاريخية أقيمت يوم الأربعاء بمسقط رأسه بلدية مشونش بولاية بسكرة و ذلك بمناسبة الذكرى ال 58 لاستشهاده إبان ثورة التحرير الوطنية. و جاء بالمناسبة في رسالة وجهها وزير المجاهدين الطيب زيتوني للمشاركين في هذه الندوة قرأها نيابة عنه مدير المجاهدين بالولاية بأن هذه الذكرى المخلدة للبطل الرمز العقيد سي الحواس "تعود معها ذكرى تضحيات وبطولات هذا القائد الفذ الذي يحتذى به في الشجاعة ونكران الذات حيث كان متقدما الصفوف الأولى في كل الأوقات ومتحديا كل الظروف باذلا النفس والنفيس في سبيل عزة وسيادة الوطن". وأضاف الوزير في رسالته أن هذا الشهيد "صاحب سيرة عطرة موشحة بالخصال والشمائل فهو ممن اتسم بشيم العظماء الشامخين وكان متميزا بالإقدام والحكمة لامثيل لهما وكان شوكة في حلق المحتل الفرنسي إلى أن أسلم روحه إلى ربه شهيدا في معركة غير متكافئة مع العدو بمعية العقيد عميروش ومجموعة من إطارات و ضباط جيش التحرير الوطني بجبل ثامر بضواحي بوسعادة بولاية المسيلة". من جهته ذكر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو بأن العقيدين الشهيدين سي الحواس وعميروش قائدان كبيران ليس على مستوى الولايتين اللتين كانتا تحت قيادتهما بل كان لهما دور كبير إبان الكفاح المسلح. و قال في هذا السياق " إن سي الحواس الذي تم اليوم إحياء ذكرى استشهاده بمسقط رأسه كان قائدا ملهما و تمتع بالحكمة والرزانة والقدرة على التنظيم العسكري والمدني". واستغل السيد عبادو المناسبة ليؤكد بأن نيل الجزائر لاستقلالها كان ثمرة تضحيات جسام قائلا في سياق حديثه "عرفنا الثورة والحرب في فترة حكم ديغول الذي استخدم قدرات فرنسا و حلف شمال الأطلسي لكن حين فشل في إخماد لهيب الثورة اعترف مرغما باستقلال الجزائر." كما يعد سي الحواس "نموذجا رفيعا" في القيادة والاستشراف وحسن تقدير الأمور والتواضع مع الناس والمجاهدين رغم المسؤوليات التي كانت ملقاة على عاتقه في جبهات القتال لذلك فإن تلك القيم ينبغي أن تكون بمثابة دروس يتم تلقينها للناشئة في مختلف الأطوار التعليمية" مثلما أكد عليه من جهته الأستاذ فرحات نجاحي أحد أصدقاء الشهيد وهو من المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية بمناطق الأوراس والزيبان. وعلى هامش مراسم تخليد هذه الذكرى التي احتضنتها قاعة المحاضرات بمتحف سي الحواس تم تكريم ابن الشهيد الدكتور شعبان إلى جانب كوكبة من رفاق الكفاح و مسؤولين محليين. للإشارة فقد استهل إحياء هذه الذكرى بتوجه المشاركين في الندوة إلى روضة الشهداء بنفس البلدية حيث تم رفع الألوان الوطنية و وضع باقة من الزهور وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الزكية.