يطمح منتجو الفراولة بولاية جيجل خلال الموسم الحالي لتحقيق إنتاج يتجاوز 14 ألف طن من هذه الفاكهة ما يمثل زيادة معتبرة مقارنة بالموسم الفلاحي المنصرم الذي سجل خلاله إنتاج 10 آلاف طن من مختلف أنواع الفراولة. كما يتطلع الفلاحون في المستقبل القريب لتغطية احتياجات السوق المحلية للفراولة مما سينعكس إيجابا على أسعار هذه الفاكهة التي تحظى بشعبية كبيرة في الولاية. و مع اقتراب موعد العيد التقليدي السنوي للفراولة الذي ستحتضن طبعته الثالثة عشرة "ساحة الجمهورية" بمدينة جيجل في العشرين من أبريل الجاري يواصل الفلاحون جني ثمار 20 مليون شتلة من النوع المبكر للفراولة ''فونثانا''من داخل البيوت البلاستيكية المتربعة هذا الموسم -حسبهم- على 340 هكتار أي بزيادة في المساحة المخصصة لها ب20هكتارا مقارنة بالموسم المنصرم و ذلك عبر 11 بلدية تقع معظمها بشرق الولاية بالنظر للظروف المناخية الملائمة لهذا النوع من الزراعة. و استنادا لرئيس جمعية منتجي الفراولة بالولاية الطاهر مشاريح و في ظل غياب إحصائيات دقيقة لدى المصالح الفلاحية بشأن المساحات المزروعة و التي تنقص و تزيد حسب الظروف المتوفرة في كل منطقة فقد ظفرت قرية بني معزوز ببلدية سيدي عبد العزيز بحصة الأسد في مجال المساحات المخصصة لهذه الزراعة حيث بلغت سنة 2014 ما لا يقل عن 58 هكتارا قبل أن تتوسع هذه المساحات لتشمل مناطق أخرى. فحسب ذات المصدر فقد بلغت المساحة المخصصة لزراعة الفراولة بقرية واد عجول ببلدية جمعة بني حبيبي في الوقت الحالي 57 هكتارا و ببلديات العنصر 39 هكتارا و العوانة 2,2 هكتار و القنار 8 هكتارات والشقفة 3 هكتارات والأمير عبد القادر 4 هكتارات و بعض من المزارع بمحيط بلديات جيجل و زيامة منصورية و قاوس لتصبح بعد هذه السنوات الشعبة الفلاحية الأكثر نشاطا و تطورا بالولاية. إصرار على الذهاب بعيدا في حال توفر ظروف جيدة و صرح رئيس الجمعية الولائية لمنتجي الفراولة بولاية جيجل بأنه رغم الزيادات المعتبرة في تكاليف الإنتاج بنسبة 60 في المائة مقارنة بالمواسم المنصرمة حيث بلغت تكاليف البيت البلاستيكي الواحد 140 ألف دج بالنسبة للنوع المبكر و 170 ألف دج للنوع الرفيع ذي الشتلة المجمدة ''فريقو بلونت'' إلا أن المزارعين عازمون على "الذهاب بعيدا في هذا المجال في حال توفرت لديهم سوق للجملة و الظروف الجيدة و الملائمة لتسويق محصولهم خاصة تلك المتعلقة بالتخزين و التوضيب و التحويل". و أكد المتحدث أن الفلاحين ''قادرون على تطوير الإنتاج حتى في مجال الزراعات الأخرى داخل البيوت متعددة القباب والتكنولوجيا الزراعية الرفيعة'' مضيفا بأن أغلب الفلاحين يطالبون بإنشاء سوق للجملة تمكنهم من الوصول إلى المستهلك مباشرة بأسعار أدنى مما هي عليه منذ عدة مواسم حيث سيطر الوسطاء و أصحاب المستودعات و غرف التجميد على عمليات تسويق الإنتاج لمختلف جهات الوطن في كل سنة و ذلك منذ 2001 تاريخ بداية التجارب الأولى لزراعة الفراولة بجيجل على مساحة لم تكن تتعدى آنذاك ال4 هكتارات. متعاملون أجانب مهتمون بالاستثمار في إنتاج شتلة الفراولة بجبجل واستنادا لأحد فلاحي قرية بني معزوز ببلدية سيدي عبد العزيز المعروفة بأجود أنواع الفراولة فإن عدة بلدان أوروبية منتجة لشتلات الفراولة أبدت اهتمامها لإقامة شراكة في مجال زراعة المشاتل بولاية جيجل متأسفا في ذات الوقت كون المناطق المرتفعة بالولاية لا تتوفر على الظروف المناخية و التربة الرملية المناسبة لنمو و تكاثر الشتلات الأمر الذي عرقل سعي السلطات الولائية و الفلاحية في الوصول إلى شراكة مع الأجانب و أبقى على التبعية في استيراد شتلات الفراولة من إسبانيا و إيطاليا من قبل مستوردين جزائريين "لا علاقة لهم بالمجال الفلاحي" على حد تعبير بعض الفلاحين. و كان والي جيجل العربي مرزوق كشف مؤخرا عن مفاوضات جارية مع أطراف إسبانية للاستثمار في إنتاج الشتلات مطمئنا الفلاحين عن قرب الشروع في إنتاج شتلات محلية بالولاية شريطة توفر الظروف المناخية المناسبة. و في هذا السياق يدعو منتجو الفراولة الذين تحدثت إليهم وأج إلى تكثيف الدورات التكوينية للفلاحين و مرافقتهم في مختلف مراحل الإنتاج كون هذه الشعبة الفلاحية تتطلب -حسبهم- مهارات تقنية وفنية عميقة و التحكم فيها بطرق مدروسة لاسيما في استعمال المبيدات و الوقاية من الأمراض.