بعد إشراف تقنيين من عدة جنسيات على المنتخب الجزائري لكرة القدم, منها فرنسية وأخرى روسية وبعضها رومانية, فإن المدرب الجديد للجزائر, لوكاس ألكاراس, يعد أول ناخب من جنسية إسبانية يشرف على العارضة الفنية للخضر منذ الاستقلال. ورغم تداول أسماء أوروبية على تدريب النخبة الجزائرية, إلا أن "المدرسة" الاسبانية لم يسبق وأن تولى احد من "خرجيها" زمام الطاقم الفني للجزائر. وبهذا سيكون ألكاراس أول مدرب إسباني يكتشف الأجواء الحماسية للجماهير الجزائرية المتعطشة للانتصارات, غير أن بعض العناصر الوطنية التي سبق لها اللعب في اسبانيا أو تنشط في بطولة "الليغا" الاسبانية حاليا تعرف جيدا "العقلية" الاسبانية في طريقة العمل عموما والتدريبات والتكتيك بوجه الخصوص. أما بالنسبة لصانع العاب الخضر ونادي بورتو البرتغالي حاليا, ياسين براهيمي, فإن الحدث سيكون خاصا بالنسبة اليه, كيف له وأن هذا التقني سبق له وأن دربه قبل ثلاثة مواسم عندما كان ينشط في صفوف نادي غرناطة (2013-2014). ويعتبر الفرنسي لوسياد ليدوك أول مدرب اجنبي يشرف على الجزائر وذلك ما بين سبتمبر 1966 الى يناير 1969, بعدها خلفه مدربون محليون, ولم يتم الاستنجاد بأجنبي حتى سبتمبر 1979 مع اليوغسلافي زدرادكو راجكوف والذي غادر منصبه في مايو 1981. لتخلفه بعدها المدرسة السوفياتية سابقا (روسيا حاليا) مع المدرب ايفغيني روغوف (يوليو 1981- فبراير 1982), لكنه عاد وتولى الامور مرة ثانية من اكتوبر 1986 الى مارس 1988. ولم يأت اي اجنبي بعد ذلك الا بعد عقد من الزمن, لما حل الروماني مارسيل بيغوليا الذي لم يعمر طويلا (يوليو 1998- اغسطس 1998). ليخلفه بعد سنتين, مواطنه ميرسيا رادوليشكو وهو الآخر لم يلبث على العارضة الفنية سوى خمسة اشهر, خلال فترة كان المنتخب الوطني يخوض التصفيات المؤهلة الى مونديال 2002 بكوريا واليابان. وبعد عدد من الاخفاقات, استنجدت الاتحادية الجزائرية (الفاف) مرة اخرة بالمدرسة الاوروبية لكن هذه المرة مع مدرب بلجيكي, اسمه جورج ليكنس والذي رحل في ظرف ستة اشهر (يناير 2003- يوليو 2003), ليأتي بعده بسنة مدرب من نفس الجنسية ويتعلق الامر بروبير واسيج غير انه اكتفى بأربعة اشهر من العمل (مايو 2004- سبتمبر 2004). وعادت مرة اخرى المدرسة الفرنسية لتتولى شؤون الفريق الجزائري, وكان ذلك مع جون ميشال كافالي الذي عمل من مايو 2006 الى اكتوبر 2007 والذي, حسب البعض, يعود اليه الفضل في تكوين نواة المنتخب الوطني المتأهل الى كأسي العالم وافريقيا سنة 2010. وبعد عهد سعدان الذي اعاد الخضر الى الواجهة بعد سنوات عجاف, رحل هذا الاخير ليخلفه مدرب بوسني ويتعلق الامر بالمدرب "المثير للجدل" وحيد خليلوزيتش والذي "عمر طويلا" مقارنة مع بقية المدربين الاجانب. وبقي خليلوزيتش على رأس الخضر لمدة ثلاث سنوات (يونيو 2011- يونيو 2014) وهو الذي اعاد مجددا الجزائر الى الواجهة ودخل التاريخ من اوسع ابوابه عندما كان مهندس التأهل التاريخي ولأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية للدور ثمن النهائي لمونديال 2014 بالبرازيل. غير انه فضل الرحيل من الباب الواسع, ليخلفه مباشرة مدرب فرنسي "غير معروف" اسمه كريستيان غوركيف والذي مكث مع الفريق الوطني قرابة سنتين (اغسطس 2014- مارس 2016). لتبقى العارضة الفنية "شاغرة" لحوالي شهرين حيث تولى نبيل نغيز تدريب الفريق الوطني بالنيابة. وفي يونيو 2016 استقدم الرئيس السابق للفاف محمد روراوة مدرب من صربيا, وهو ميلوفان راييفاتش, والذي أسال الحبر الكبير في الاوساط الاعلامية الجزائرية بسبب الخلافات التي حدثت بينه وبين كوادر المنتخب الوطني بسبب "مشكل اللغة والتواصل", الامر الذي عجل برحيله في اكتوبر 2016. ليستقر القرار مرة اخرى على اجنبي وهو العائد جورج ليكنس الذي كان "عاطلا" عن العمل لمدة, حيث لم يلبث هذا الاخير سوى ثلاثة اشهر فقط وذلك من نوفمبر 2016 الى يناير 2017 اي عقب الخروج المخيب لزملاء براهيمي من الدور الاول لكأس افريقيا بالغابون. ليبقى "السوسبانس" سيد الموقف منذ يناير, بعد تداول الصحافة الوطنية عدة اسماء سيما من اسبانيا, الى غاية استقدام "الايبيري" لوكاس ألكاراز المقال قبل أيام قليلة من نادي غرناطة (الرابطة الاولى الاسبانية), ليكون بذلك أول مدرب إسباني يحصل له شرف تدريب المنتخب الجزائري.