تم اليوم الأحد بالجزائر العاصمة تكريم 16 تلميذا من مختلف ولايات الوطن الذين فازوا في المسابقة الوطنية الخاصة بفن التراسل الذي نظمته وزارة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال بمساهمة وزارة التربية الوطنية وذلك تمهيدا للمشاركة في الطبعة ال 46 من المسابقة الدولية لكتابة الرسائل. وتم في هذا الاطار اختيار التلميذة رويخة غريني من ولاية جيجل التي تحصلت على المرتبة الاولى في هذه المسابقة من ضمن أربعة تلاميذ الأوائل للمشاركة في المسابقة الدولية لكتابة الرسائل التي ينظمها المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي وذلك بتوجيه رسالتها الى الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة أنتونيوغوتيريس لاختيارها مستشارة له لرفع انشغالاتها حول مختلف المشاكل التي يعاني منها العالم حاليا . ومن بين حوالي 1000 رسالة محررة باللغتين الوطنيتين واللغتين الاجنبيتين اختيرت هذه التلميذة من ضمن 16 تلميذا فازوا في تحرير رسائل تناولت مختلف التحديات التي يوجهها العالم حاليا من بينها قضية الفقر ودور المرأة في المجتمع والتحديات البيئية والاقتصادية . كما تم تقديم تكريم خاص للتلميذة سيليا باباسي من بومرداس التي نجحت في تحرير رسالة باللغة الامازيغية حول دور المرأة في تربية النشء الصالح والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا الاطار اعتبرت وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريت هذه المسابقة الدولية التي تتزامن مع ذكرى اليوم الوطني للعلم الذي تم اقراره تخليدا للمرحوم العلامة عبد الحميد ابن باديس "فرصة لتنمية قدرات الانتاج الفكري والابداعي لذى التلاميذ حيث تعمل على تحسيسهم بالمشاكل التي يشهدها العالم مع منحهم فرصة التعبير عن أمالهم ونظرتهم المستقبلية واقتراح حلول لمواجهة التحديات التي يعرفعها العالم حاليا". لقد أضحى للعلم تقول السيدة بن غبريت "مكانة هامة في عالم يطبعه التطور المتسارع للتكنولوجيا مما يستدعي تعزيز التكوين المستمر بالنسبة للأساتذة خاصة وأن جودة المدرسة تقاس بجودة التعليم" ويستدعي من المدرسة --تضيف الوزيرة في ذات السياق- "أن تمكن التلميذ من اكتساب اليات مرنة للتعلم كيفية التدقيق في الامور وفي النقد وفي التأقلم مع الاوضاع مشيرة أن طموح القطاع يكمن في مرافقة التلميذ ليصبح راشدا مزدهر الشخصية ومسؤول" و في هذا السياق شددت على ضرورة "اجراء تقييم لكفاءات التلميذ من حيث الانتاج الفكري والتحليل والتلخيص والتعبير الشفوي". واوضحت أنه تم لهذا الغرض "اطلاق استشارة وطنية حول نظام التقييم البيداغوجي شارك فيه أزيد من 95 بالمئة من الاستاذة بالرد على الاستبيان الذي أرسل اليهم حيث سيتم تقديم نتائج هذه العملية في الملتقى الوطني الذي سينظم في 29 ابريل الحالي" . أما وزيرة البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال هدى ايمان فرعون فقد أكدت من جهتها على ضرورة مواصلة "تعميم التعليم في أرفع مستوياته والنهوض بالتكوين بكل أبعاده" مؤكدة بأن "تطوير المنشآت القاعدية للتعليم والتكوين عبر التراب الوطني كان من المجالات المحورية في سياسات الاستثمار خلال العقدين الفارطين إصرارا من رئيس الجمهورية على تأمين ما يكفي من التأطير النوعي وضمان وفرة المعلمين وتكوينهم قناعة بأن أهم استثمار هو بناتنا وأبناءنا". وشددت السيدة فرعون على ضرورة "إدراج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في منظومة التعليم والتكوين حتى تتقلص تدريجيا الفجوة الرقمية" مما يستدعي كما قالت السعي قدما "لعصرنة قطاع التربية وادخاله الى العصر الرقمي وذلك بالتعجيل بتقليص الفجوات المعرفية الى جانب المشاركة في صياغة المحتوى المتداول على الشبكة والتزام اليقظة بشأن تأمين المبادلات و كذا الحرص على صدق المعلومات ". واعتبرت أن تحصيل العلم والمعارف محور أساسي وقضية من قضايا الأمن القومي فهو يساهم في الاستقرار الداخلي والأمن الخارجي والتنمية والرخاء، خاصة وأن التقدم الاقتصادي يتأثر بالتعليم وجودته "معتبرة "العلم سلاح المستقبل وبقاء الأمم وذلك من خلال الارتكاز على التكنولوجيا والثورة المعلوماتية" . من جهته يرى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بأن "التنمية الاجتماعية في مختلف المجالات مرتبطة أساسا بترقية العلم والمعرفة وذلك بتحسين مستوى التربية لتكوين جيل قوي وواع بمسؤوليته تجاه مجتمعه ووطنه"داعيا في نفس الوقت الى "تكريس الثقافة الاصلية للمجتمع لدى الاطفال حتى يساهم في المستقبل في رفع الرهانات ومواجهة مختلف التحديات ويكون قادر على انجاز المشاريع خاصة وتلقين الطفل كيف يتعاطى مع المعلومة وطرق توظيفها في ظل تنامي تكنولوجيات الاعلام والاتصال". من جهتها أكدت رئيسة اللجنة الوطنية للتحكيم السيدة عائشة باركي على أهمية تنظيم هذه المسابقة الخاصة بكتابة الرسائل الموجهة للمتمدرسين والتي سمحت كما قالت باختيار التلاميذ الفائزين في المسابقة الوطنية وانتقاء منهم الفائزة بالمرتبة الاولى لتمثيل الجزائر في المسابقة الدولية للرسائل الذي ينظمه الاتحاد العالمي للبريد مشيرة الى ان اللجنة تلقت أزيد من 10 الاف مشارك تم اقتناء 16 فائزا منهم.