أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال يوم السبت بالجزائر العاصمة، على حفل تخرج الدفعة ال46 للمدرسة الوطنية للإدارة "أحمد مدغري"، والتي حملت اسم رئيس الجمهورية الراحل أحمد بن بلة . وحضر هذا الحفل وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي وعدد من أعضاء الحكومة وولاة الجمهورية وعدد من الطلبة السابقين بالمدرسة . وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد السيد بدوي أن المدرسة الوطنية للإدارة كانت ولاتزال فضاء"للجد والمثابرة والتفكير والتصور والعمل التطبيقي" من أجل تكوين الاطار الكفء واعداده لتحمل المسؤولية في مختلف مجالات الادارة والتسيير" مبرزا ان مصالحه تولي اهتماما بالمدرسة لكونها "خزان " لعنصر بشري كفء متفتح على العالم وملم بالتحديات التي تحيط بالبلاد . وذكر أن البرنامج التكويني بالمدرسة تم تعديله منذ سنة 2016 بإصلاحات عديدة تتماشى مع ما تحتاجه الادارة من عنصر بشري قادر على "رفع التحديات " في جو يسوده تعميم استعمال تكنولوجيات الاعلام والاتصال وتفرضه "سرعة التنفيذ" والتكفل بمستلزمات الادارة وبضرورة تلبية احتياجات المواطن، مضيفا أن عصرنة المدرسة هي كذلك أداة من أدوات عصرنة الادارة العمومية لذلك --حسبه --فالتكوين في المجال القانوني والاداري والمناجمت يكتسي "طابعا خاصا" مشيرا الى أن الدور المنوط بالمدرسة "سيتعزز أكثر" في ظل الأسس التي رسمها دستور 2016 سواء تعلق بالخدمة العمومية او خدمة المواطن او الجماعات الاقليمية التي "منحها بعدا جديدا ممثلا في الديمقراطية التشاركية وتفعيل الديمقراطية ودعمها "بما يسمح من تعبئة الطاقات والكفاءات البشرية لتفعيل التنمية. وكشف الوزير أن التصور الذي يراد ان يكون "أساس" اصلاح المدرسة الوطنية للإدارة يترتب عليه بالخصوص تحديد أهداف بيداغوجية تراعى فيها الجوانب النظرية والتطبيقية في البرنامج العام ، مذكرا أن هذا التصور يندرج في مسار العصرنة الذي رسمته الدولة لينخرط في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية ، مؤكدا انه رغم الأثار الجانبية للازمة الاقتصادية وانخفاض الموارد المالية ، إلا أن الدولة --يضيف الوزير --"لم تتخل ضمن هذا البرنامج عن التنمية وترقية الفرد وحمايته". وأبرز ان المدرسة "عززت " الادارات بأكثر من 6300 اطار منذ نشأتها سنة 1964 ، مؤكدا في نفس السياق ان مسار عصرنة الإدارة وخدمة المواطن الذي انطلق ،" استوفى حيزا وافرا " من برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و"برزت معالم نتائجه" بتقريب الإدارة من المواطن وتبسيط الإجراءات وتنظيم أنشطة مختلف المصالح لخدمة مستعملي المرافق العمومية ، لافتا الى ان هذا " التغيير الايجابي" أصبح واقعا ملموسا يعيشه المواطن يوميا في تعاملاته مع الإدارة . وأوضح ان الرقي بالخدمة العمومية الى المستوى المنشود من طرف الحكومة والمحددة معالمه في برنامج رئيس الجمهورية "لا يمكن الوصول اليه الا من خلال تظافر جهود الجميع في مختلف المستويات " مبرزا ان حمل الدفعة اسم الرئيس الراحل أحمد بن بلة لها من " الدلالات والمغازي " يمكن استنباطها كون أن الرئيس بن بلة هو " أول من أرسى اللبنات الأولى للإدارة الجزائرية في ظرف صعب بعد الاستقلال تميز بقلة الإطارات وندرتها " ، داعيا في الختام الطلبة المتخرجين الى التحلي بروح المبادرة وتحمل المسؤولية . وخلال هذا الحفل كرم الطلبة المتفوقين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، وتسلم التكريم نيابة عنه الوزير الأول عبد المالك سلال ، وذلك نظير جهوده الرامية إلى "ترقية " الإدارة وعصرنتها وكذا اهتمامه بالمدرسة الوطنية للإدارة ، واعترافا كذلك بما قدمه للشعب والبلاد دون " كلل او ملل"، حسب ما جاء على لسان ممثل الطلبة . كما تم أيضا تكريم عائلة الرئيس الراحل أحمد بن بلة والوقوف دقيقة صمت ترحما على روحه.