استقطبت الأبواب المفتوحة التي تنظمها الأكاديمية العسكرية لشرشال "الرئيس الراحل هواري بومدين" بتيبازة بدءا من اليوم الإثنين ب"قوة" فئتي الشباب و النساء لاكتشاف قلعة التكوين العسكري بالجزائر. وتعد التظاهرة السنوية التي تدوم إلى غاية يوم ال12 يوليو الجاري --وتأتي أياما فقط بعد الاحتفالية التقليدية الخاصة بتخرج الضباط-- فرصة أمام الشباب للتعرف عن قرب عن فرص التكوين بها و شروط الالتحاق بصفوف الجيش الوطني الشعبي. وكانت المحطة الأولى لأفواج الزوار القاعة المتعددة النشاطات أين تم بث شريط وثائقي يؤرخ لنشأة و مراحل تطور هذا الصرح التكويني و فرص التكوين بحضور المدير العام للتعليم العالي العميد بوراس نور الدين و إطارات الأكاديمية. وتهدف التظاهرة التي تندرج في إطار مخطط الاتصال للقوات البرية لسنة 2017 إلى التدعيم المتواصل لروابط جيش-أمة من خلال التعريف بأعرق مؤسسة تكوينية للجيش حسب ما ذكره رئيس مصلحة الإيصال و الإعلام و التوجيه المقدم سيد علي جمودة في كلمة افتتاح الأبواب نيابة عن قائد الأكاديمية اللواء علي سيدان. وأوضح المقدم حمودة لدى تدشينه "الأبواب المفتوحة" أن التظاهرة تأتي أيضا ل "تجسيد سياسة الانفتاح التي تنتهجها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على المواطنين سيما فئة الشباب منهم" و إعطاء الصورة الحقيقية للأكاديمية و التطور الحاصل في مستوى التعليم بها. وشكل متحف الأكاديمية ثاني محطة زارها الشباب و العائلات المرفوقة بالأبناء حيث تمكن الزوار من الاطلاع على تاريخ الجزائر عبر مختلف الأزمنة التي مرت بها إلى جانب القاعة الخاصة بتاريخ الأكاديمية باعتبارها "النواة الصلبة لجهاز التكوين العسكري بالجزائر". كما اطلع ضيوف الأكاديمية على القاعدة المادية لهذا الصرح من خلال التجهيزات التقنية و العلمية و البيداغوجية وقاعات المطالعة و مخابر اللغات قبل أن تختتم الجولة التوجيهية بالاطلاع على معرض يضم مختلف أنواع الأسلحة الآلية. وتسمح مختلف هذه الإمكانيات "بتكوين دفعات تتمتع بدرجة عالية من الكفاءة المهنية و ضمان مستوى يرقى إلى طموحات القيادة العليا للجيش" حسب العميد بوراس مشيرا إلى أن موسم 2016-2017 الذي شهد تخرج ضباط حاملين لشهادة الماستر لأول مرة في تاريخ التكوين العسكري بالاكادبمية يعد "ثمرة" حرص القيادة العليا للجيش على ترقية نوعية التكوين و الاهتمام الخاص الذي توليه له. وتوفر الأكاديمية العسكرية بشرشال عددا من أنماط التكوين منها الأساسي الموجه خصيصا للمجندين لصالح جميع قوات ومصالح الجيش الوطني الشعبي وتعليم عالي الموجه لدورة القيادة والإتقان إلى جانب التكوين العسكري القاعدي المشترك والتكوين الجامعي وفق نظام "أل أم دي" حسب المدير العام للتعليم العالي. وقد مرت الأكاديمية التي فتحت أبوابها سنة 1963 بخمسة مراحل آخرها عام 2007 أين منح لهذه المؤسسة طابع تكويني جديد يتمثل في تعليم أساسي من طورين بهدف "توحيد التكوين لجميع ضباط الجيش الوطني الشعبي وفتح جسور على التكوين الجامعي" يضيف العميد بوراس. يبقى حفل تخرج الدفعات الذي يقام سنويا وسط أجواء احتفالية كبيرة بحضور إطارات سامية في الدولة من بين الأحداث البارزة التي ينظمها الجيش الوطني الشعبي و تستقطب اهتمام إعلامي كبير.