انطلقت تظاهرة الأبواب المفتوحة حول الأكاديمية العسكرية لشرشال، أمس، بحضور إطارات من الأكاديمية وعدد كبير من المواطنين الذين جاؤوا للاطلاع على مهام هذه المؤسسة التعليمية التابعة للجيش الوطني الشعبي، وكانت التظاهرة مناسبة للطلبة الحائزين على شهادة البكالوريا لهذا العام للتعرّف عن قرب على فرص التكوين المتاحة بها، والتعريج على المسار التكويني للأكاديمية ومختلف التخصصات التي تتوفر عليها في سياق مواكبة التحولات التكنولوجية التي تعرفها البلاد. وأعطى القائد المساعد للأكاديمية العسكرية بشرشال، العميد بوعافية بلقاسم، إشارة انطلاق هذه التظاهرة التي تدوم ثلاثة أيام والتي تميزت بإقبال كبير من الطلبة الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا لهذه السنة، من أجل التعرّف عن قرب على أهم العروض التكوينية التي تمنحها الأكاديمية. وفي كلمة ترحيبية أكد رئيس قسم التوجيه والإعلام الرائد عبد النور بوحيلة، أن تنظيم هذه الأبواب التي تدوم ثلاثة أيام، يندرج في إطار تطبيق مخطط الاتصال لقيادة القوات البرية لسنة 2014 و"تدعيم الروابط بين الجيش والأمة"، إلى جانب التعريف بالأكاديمية كأعرق مؤسسة تكوينية للجيش الوطني الشعبي، ومن ثم إطلاع المواطنين على شروط التجنيد ومسار التكوين بها. وإذ أوضح أن الأكاديمية العسكرية لشرشال تظل مؤسسة للتكوين الأساسي والعالي ذات طابع عسكري، علمي، ثقافي ورياضي، فقد أشار السيد بوحيلة، إلى أنها تتوفر على قاعدة مادية وبيداغوجية لبلوغ أهداف التكوين والتدريب المسطرة من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي. وفي معرض حديثه عن التظاهرة، أوضح رئيس قسم التوجيه والإعلام أنها تعكس قوة وتماسك الجيش ومدى تفتحه على المجتمع، مضيفا في هذا السياق أن هذه الأبواب المفتوحة تعد فرصة للجمهور للوقوف عند التطور الحاصل في المؤسسة العسكرية في سياق التأقلم مع الطرق الاحترافية الجديدة، وبلورة جسور التعامل و تعزيز الروابط بين الجيش والشعب. وقد تم بهذه المناسبة عرض شريط وثائقي عن الأكاديمية تحت شعار "قلعة العلم والالتزام" أبرز مراحل تطور مسار الأكاديمية التي استفادت خلال السنوات الماضية، من وسائل بيداغوجية هامة بالاعتماد على نمط تكويني نوعي يواكب التحولات التكنولوجية الجديدة لهذه المؤسسة العسكرية، التي ساهمت منذ إنشائها في تكوين آلاف الإطارات العسكرية من ضباط وضباط صف متعاقدين إلى جانب الجنود. وشكلت الإطلالة على متحف الأكاديمية أولى محطات الأبواب المفتوحة، حيث تمكن الزوار من الاطلاع على تاريخ الجزائر عبر الأزمنة، من خلال الآثار التي يزخر بها هذا المتحف مرورا بالمقاومات الشعبية إلى الثورة التحريرية. كما يضم هذا المتحف قاعة خاصة بتاريخ الأكاديمية باعتبارها النواة الصلبة لجهاز التكوين العسكري بالجزائر، وتم عرض معلومات تاريخية مدونة بوقائع وصور عن التحولات التي عرفتها هذه المؤسسة صاحبة الصيت الدولي الواسع، كونها أشرفت على تكوين طلبة من دول أجنبية أصبحوا اليوم يتولون مهمات قيادية هامة في بلدانهم. وتم بهذا الخصوص عرض صور للقيادات الوطنية التي تولت رئاسة الأكاديمية منذ إنشائها، إضافة إلى قوائم الدفعات المتخرجة وفق التسلسل الزمني، في حين تم تخصيص جناح لعرض الزيارات والهدايا التي قدمها الشركاء من الدول الشقيقة والصديقة للأكاديمية خلال زياراتهم لها. من جهة أخرى تم تنظيم جولة ميدانية إلى بعض المراكز المتخصصة بالأكاديمية، وكانت البداية من مخبر اللغات حيث يتوفر على أحدث الوسائل التكنولوجية لتسهيل تعلمها في إطار مواكبة التحولات الراهنة في العالم، إلى جانب زيارة مجمع علمي "طالب عبد الرحمان" الذي يتوفر على ناد و مكتبة، ثم المدرسة الملحقة "عبان رمضان" التي تضم مراكز تكوين لمختلف التخصصات، حيث تضم مكاتب دائرة التكوين العسكري، مكتبة علمية وعسكرية، مدرج بسعة 248 فردا، قاعات للمحاضرات والأنترنت و قاعات دراسية متخصصة، ليكون حقل الرمي الإلكتروني الخاص بالمنافسات آخر محطة في هذه الجولة. وتسمح مختلف هذه الإمكانيات " بتكوين دفعات تتمتع بدرجة عالية من الكفاءة المهنية وضمان مستوى يرقى إلى طموحات القيادة العليا للجيش"، حسب رئيس مصلحة الإعلام والاتصال والتوجيه. وقد أعجب الضيوف لا سيما الشباب منهم بهذه الجولة التي شكلت فرصة للتعرّف عن قرب على مهام الأكاديمية في مجال تخرج الدفعات وتنظيم المنافسات الرياضية الوطنية والبطولات، في حين أبدى طلبة بكالوريا هذا العام اهتمامهم بمختلف التخصصات المتاحة، حيث لم يترددوا في الاستفسار عن كيفية وشروط الالتحاق بالأكاديمية. وتم في هذا الصدد توزيع دليل على الحاضرين يوضح مسار التجنيد في مؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي، علما أن مسابقة الدخول إلى المدرسة بالنسبة لفروع الرياضيات، العلوم الفيزيائية والتكنولوجية، اللغة العربية واختبار في التربية البدنية والفحص الطبي، تتم بالتسجيل عبر الأنترنت و تم تحديد تاريخ 31 جويلية الجاري آخر أجل لاستلام الملفات. وقد خصص لزوار الأكاديمية طاقم من العسكريين لتقديم الشروحات والرد على كل التساؤلات التي تطرح في مختلف المحطات التي قاموا بزيارتها، مدعمين بذلك بمطويات تم توزيعها تتضمن كل المعلومات المتعلقة بآجال وشروط الالتحاق بالمدارس العسكرية بالجزائر.