على إثر موجة الحرائق التي شبت عبر مختلف ولايات الوطن منذ شهر يونيو الفارط وأتت على حوالي 3906 هكتار من الغطاء النباتي ومست عددا معتبرا من القرى, أعطى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تعليمات بتعويض الضحايا الذين تكبدوا خسائر عبر 17 ولاية من الوطن. وأحصت المديرية العامة للغابات عشر ولايات "الأكثر تضررا" بفعل هذه الحرائق وتتصدرها ولاية تيزي وزو بخسائر تناهز 1202 هكتار من الغطاء النباتي متبوعة ببجاية باتلاف 668 هكتار والمدية في المرتبة الثالثة بخسائر تقدر ب 457 هكتار. وفي هذا الإطار, قام وزير الداخلية والجماعات المحلية, نور الدين بدوي, يوم الاثنين, بزيارة عمل لولاية تيزي وزو حيث وقف على حجم الخسائر التي خلفتها حرائق الغابات الأخيرة, انطلاقا من قرية آث رحمون ببلدية اث يحي موسى حيث أعلن "أن رئيس الجمهورية كلفه بطمأنة الضحايا وتعويضهم عن جميع الخسائر التي لحقت بالمناطق التي مستها حرائق الغابات من سكان وأشجار مثمرة وقطيع أغنام وخلايا نحل". وتم بالمناسبة, تنصيب لجنة على مستوى الولاية لإحصاء كافة الخسائر وتعويض المتضررين, سيما بهذه البلدية الواقعة على بعد 25 كلم جنوب غرب الولاية والتي تعد الأكثر تضررا من الحرائق التي اندلعت في الفترة الممتدة ما بين الثلاثاء إلى الجمعة الماضيين والتي راح ضحيتها كروان رابح ( 64 سنة), متأثرا بالحروق البليغة التي تعرض لها والذي قدم السيد بدوي تعازي الحكومة لعائلته. وبذات الولاية, قام المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري أمس الأحد بزيارة تفقدية, ووقف على تكفل فرق الحماية المدنية بحرائق الغابات التي اندلعت في وقت واحد في عدة بلديات وعلى الوسائل التي جندت لها. وجاءت هذه الزيارة في الوقت الذي كان يعمل فيه رجال الحماية المدنية على اطفاء حريق "متوسط" والذي يعد الوحيد المسجل اليوم بتيزي وزو والذي اندلع بغابة تامغوت في الجهة التابعة لبلدية عزازقة حسب نفس المصدر. وساهم ارتفاع درجات الحرارة التي فاقت 45 درجة وهبوب الرياح والاحراش والعشب اليابس في جعل مهمة عناصر الحماية المدنية اكثر صعوبة, حسب شهادات استقتها وأج بالبلديات المتضررة. وقامت مديرية الحماية المدنية بتجنيد جميع عناصرها (اعوان وضباط) ووسائلها المادية من بينها 60 آلية لمواجهة الوضعية الكارثية لاسيما يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين مما دفع بالوالي محمد بودربالي إلى اعلان المخطط الاستعجالي وتنصيب خلية ازمة. من جهة أخرى تم الاربعاء الفارط ارسال الدعم من الحماية المدنية من ولايتي بومرداس والبويرة للمساهمة في هذه التدخلات التي شارك فيها ايضا المحافظة المحلية للغابات والجيش الوطني الشعبي و مديريات الاشغال العمومية والموارد المائية ووحدة الجزائرية للمياه والمواطنين والمؤسسات المحلية. للإشارة, فقد أتت الحرائق التي شبت عبر مختلف ولايات الوطن منذ شهر يونيو الفارط على زهاء ال3906 هكتار من الغطاء النباتي جراء نشوب 643 بؤرة حريق عبر أكثر من أربعين بلدية عبر الوطن. وتتوزع هذه الخسائر, حسب ما أعلن عنه مدير حماية التراث الغابي بالمديرية العامة للغابات, على 928هكتار من الغابات و1409 من الأحراش و1570 هكتار من الأدغال. وقد تقرر تعزيز جهاز مكافحة حرائق الغابات خلال الأيام القليلة القادمة للحيلولة دون وقوع خسائر أخرى والمحافظة على التراث الغابي الوطني, حيث تعمل لجان توجيهية هذه الأيام على مستوى الولايات أكثر تضررا بفعل الحرائق وذلك في مسعى مرافقة تلك الوحدات العملية في الميدان. ويضم جهاز مكافحة الحرائق الموزع عبر مختلف مناطق الوطن 3500 عون غابي و2500 عون متعاقد يعملون على تدعيم مهام فرق التدخل المتواجدة بعين المكان الأمر الذي يتطلب تدعيمهم ب12000 عون من الحماية المدنية. وتم مباشرة فتح تحقيقات بمساعدة عناصر الدرك الوطني بغية تحديد الأسباب الحقيقية وراء نشوب هذه الحرائق.