أثارت عملية تفريق المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة "أكديم إيزيك " على سبعة سجون مغربية متباعدةي قلقا متزايدا بشأن ظروف اعتقالهم و الوضع الحقوقي المزري الذي يعيشونه في ظل التنكر لأدنى حقوقهم الإنسانية كسجناء سياسييني في حين تتعالى الأصوات الصحراوية و الدولية المطالبة بتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة التي انضمت إليها جبهة البوليساريوي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراويي في أغسطس 2015. و منذ 16 سبتمبر الجاريي تاريخ تنفيذ قرارات التنقيل التعسفي التي طالت المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة اكديم ازيك نحو العديد من السجون المتباعدة منها سجن "تيفيلت" الواقع على بعد 1346 كلم من العيون المحتلة و سجن بوزكرين الواقع على بعد 460 كلم من العاصمة المحتلة لا زالت الأوضاع التي يعيشها هؤلاء تزداد سوءا يوما بعد يومي بسبب استمرار الإدارات السجنية في التنكر لأبسط الحقوق الانسانية التي يجب أن يتمتع بها هؤلاء السجناء. ففي السجن المحلي "تيفلت 02" يشن كل من المعتقلين السياسيين الصحراويين بنكا الشيخ و حسن الداه و هدي محمد لمين و ابراهيم الاسماعيلي و خدا البشيري اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 11 يوماي احتجاجا على قرار تفريقهم التعسفي عن زملائهم وهو ما ادى إلى "تدهور وضعهم الصحي بشكل كارثي". أما في سجن "تيفلت 01" ي يعيش كل من المعتقلين السياسيين عبد الله التوبالي و بوبيت محمد خونا ظروفا لا تقل سوءا عن زملائهمي أمام تنكر إدارة السجن لأبسط الحقوق و حرمانهم من حاجياتهم الأساسية كالألبسة والأغطية ناهيك عن "الاستفزازات اليومية من طرف إدارة السجن عبر التلفظ بالكلام المستفز و تحريض سجناء الحق العام المتواجدين بنفس السجن على السياسيين الصحراويين". نفس الوضع يعيشه كل من السيد لمجيد سيد احمد و محمد باني بسجن "ايت ملول 02" الرهيب أين يشنان إضرابا مفتوحا عن الطعام بعد تنكر ادارة السجن لأبسط حقوقهم في حين تمعن ذات الإدارة في معاناة المعتقل السياسي محمد امبارك الفقير الذي يعيش حسب المصادر "وضعا كارثيا". و إلى السجن المركزي بالقنيطرة خاض كل من عبد الله لخفاوني و عبد الله أبهاه و محمد البشير بوتنكيزة و محمد بوريال و احمد السباعي و الحسين الزاوي اضرابا انذاريا لمدة 48 ساعة احتجاجا على التنكر المتعمد لحقوقهم و عدم تمكينهم من حاجياتهم الأساسية في حين يعيش السجين السياسي عبد الجليل العروسي وضعا متدهورا بالمركب السجني "عكاشة" حيث يعاني من عدة أمراض أبرزها ارتفاع مفرط لضغط الدم و الآم حادة على مستوى الركبتين. نفس الوضع يعيشه السجين السياسي محمد التهليل بالسجن المحلي بويزكارن و كذا السجين السياسي النعمة الاصفاري بالسجن المحلي العرجات أين يعاني من العزلة بعد تنقيل جميع المعتقلين. كما أقدمت قوات القمع المغربية على التدخل بشكل وحشي ضد المواطنين الصحراويين الذين كانوا بصدد التحضير لوقفة احتجاجية سلمية بمدينة العيون و مدينة بوجدور المحتلةي تضامنا مع معتقلي أكديم إزيكي حيث قامت القوات المغربية بتطويق عدد من منازل عائلات معتقلي أكديم إزيك ومحاصرة الساحات والمنافذ بالعشرات من السيارات والشاحنات المدججة بمختلف أدوات القمع والتنكيل. الحاجة العاجلة لتدخل المجتمع الدولي من أجل حماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وبهذا الخصوصي طالب الأمين العام لجبهة البوليساريوي ابراهيم غاليي الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريسي بحماية المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة من البطش اليومي لآلة القمع المغربية مشيرا إلى ان "التدخل الهمجي المغربي أوقع العديد من الضحايا المدنيين الصحراويين بمن فيهم أفراد من عائلات المعتقلين السياسيين ومختطفين ومعتقلين سياسيين سابقيني ونشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان ومدونين وإعلاميين وغيرهم". وعليهي أكد السيد غالي "الحاجة العاجلة لتدخل المجتمع الدوليي لتطبيق مقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني من خلال الإفراج الفوري عن معتقلي أكديم إزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين وإسقاط الأحكام الجائرة وإجراء الخبرة الطبية الدولية المستقلة على معتقلي أكديم إزيك ونقلهم إلى الصحراء الغربية تطبيقاً لمقتضيات اتفاقية جنيف الرابعة". من جانبهاي حملت لجنة عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة أكديم إزيكي سلطات الاحتلال المغربي مسؤولية الأضرار النفسية والجسدية التي قد تلحق بأبنائها بعد ترحيلهم المفاجئ والتعسفي دون أدنى شروط الاعتقال المعترف بها دوليا. واعربت اللجنة عن استنكارها لإقدام إدارة السجون على اختطاف المعتقلين "إلى سجون مختلفة داخل المغرب دون تمكينهم من إخبار عائلاتهم بأمكنة تواجدهم"ي وهو ما يعتبر انتهاك لحقوقهم. وأكدت ذات اللجنة عزمها خوض كافة الأشكال النضالية المتاحة من أجل مؤازرة المعتقلين والدفاع عنهم داعية "كافة المتضامنين وأصحاب الضمائر الحية تكثيف فعلهم النضالي من أجل إيصال معاناة أبنائنا إلى كافة بقاع العالم والضغط على الدولة المغربية من أجل التوقف عن سياساتها الجائرة والظالمة ضد أبناء الشعب الصحراوي". و بدورهي عبر دفاع المعتقلين السياسيين الصحراويين عن قلقه البالغ إزاء هذا الوضع الذي يعيشه السجناء السياسيون الصحراويون و الذي يأتي قبيل زيارة اللجنة الفرعية لمكافحة التعذيب من 22 إلى 28 أكتوبر المقبل لسجون الإحتلال المغربيي مشيرة إلى أن هذه المسافات ستجعل زيارة مجموع المعتقلين "مستحيلة". ووصفت جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية العدالة المغربية ب "المتوحشة و الحاقدة" عقب تفريق هؤلاء المعتقلين بهدف كسر مقاومتهمي موضحة أن هذا التفريق "الوحشي" يأتي في الوقت الذي دعا فيه الامين العام للأمم المتحدة الى استئناف مسار المفاوضات حيث نظمت عدة اجتماعات لصالح تقرير المصير موازاة مع انعقاد الدورة ال36 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف. يشار إلى ان جبهة البوليساريو الممثل الوحيد للشعب الصحراوي كانت قد انضمت إلى اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 المعنية بحقوق الانسان و حماية الأسرى و المدنيين خلال النزاعات و الحروب. و كانت قد صدرت أحكام تعسفية في حق المعتقلين السياسين الصحراويين مجموعة أكديم إيزيك من طرف محكمة سلا المغربية تتراوح ما بين السجن المؤبد إلى 20 سنة سجنا نافذا و هي الأحكام التي لا تختلف عن تلك التي أصدرتها المحكمة العسكرية بحق نفس المجموعة سنة 2013ي قبل أن تتراجع عن هذه الأحكام بضغط دولي. وتأتي هذه الأحكام الصورية على خلفية العدوان العسكري الذي قامت به قوات الأمن المغربية على مخيم أكديم إيزيك يوم 8 نوفمبر 2010 و بسبب المواقف السياسية الرافضة للاحتلال المغربي للصحراء الغربية و المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق ما يقتضيه القانون الدولي.