يشكل نشاط تربية المائيات أحد الرهانات الرئيسية التي تعول عليها ولاية عين تموشنت لتحقيق قيمة مضافة في معادلة الإستثمار الإقتصادي المنتج. فبالإضافة إلى المؤهلات السياحية التي تمتلكها الولاية وأيضا خصوصياتها الفلاحية التي تعتبر رافدا إقتصاديا مهما أضحى قطاع الصيد البحري و تربية المائيات هو الآخر يشكل موردا تسعى السلطات المحلية لإستغلاله في إطار الإستثمار ضمن إستراتيجية تنويع الإقتصاد الوطني التي تتبناها الدولة لكسب رهان المرحلة و تحقيق مداخيل جديدة لفائدة الخزينة العمومية. ويعتبر الموقع الجغرافي لولاية عين تموشنت وإطلالتها على حوض البحر الأبيض المتوسط بشريط ساحلي يمتد على طول 80 كيلومتر أحد العوامل الأساسية التي جعلت النظرة الإستشرافية لمسؤولي قطاع الصيد البحري و تربية المائيات في ترقية سبل الشراكة مع المتعاملين الإقتصاديين و تشجيع الولوج في عالم الإستثمار الخاص بهذه الشعبة تكتسي بعدا ميدانيا أكثر منه نظريا من خلال القفزة النوعية التي بات القطاع يحققها في مجال الإستقطاب الإقتصادي والآفاق الواعدة التي بدأت أولى ثمارها تتبلور على أرض الميدان من خلال مجموع المشاريع الإستثمارية التي دخلت حيز التجسيد رغم حداثة التجربة الجزائرية في مجال تربية المائيات، حسبما ذكره مختصون بالقطاع بالولاية. وتوفر ولاية عين تموشنت 20ألف طن من المنتوج السمكي سنويا من مجموع 100ألف طن كمنتوج وطني أي ما يعادل 20بالمائة وهو ما يجعلها رائدة في مجال تربية المائيات و الصيد البحري حسبما صرح به وزير الفلاحة و التنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزقي خلال الزيارة الميدانية الأخيرة التي قادته للولاية شهر أغسطس المنصرم. ---مشاريع إستثمارية لترقية شعبة تربية المائيات... ويعمل القائمون على القطاع على تحقيق نتائج أكثر من خلال الحرص على تشجيع الإستثمار المنتج خصوصا في مجال تربية المائيات الذي أضحى يشكل رهانا إقتصاديا هاما لترقية المنتوج حسبما أوضحه مسؤولوا القطاع محليا. وقد عرفت شعبة تربية المائيات بالولاية دخول أول مشروع إستثماري خاص مرحلة الإنتاج سنة 2013 من خلال تجسيد مزرعة لتربية المائيات بمنطقة السبيعات الساحلية التابعة إقليميا لبلدية المساعيد بقدرة إنتاجية تعادل 1.000طن سنويا خاصة بتربية الأسماك داخل أحواض على اليابسة إضافة إلى توسيع دائرة المشروع من خلال إنجاز 6أحواض عائمة بعرض البحر غير بعيد عن خليج رأس فيغالو بمعدل إنتاجي يقدر 420طن سنويا حسبما ذكره مدير الصيد البحري و تربية المائيات سحنون بوقبرين. كما تعرف 7مشاريع أخرى خاصة بشعبة تربية المائيات طريقها إلى التجسيد من ضمنها 4مشاريع يعول أن تدخل مرحلة الإستغلال قبل نهاية السنة الجارية من مجموع 28مشروع على المستوى الوطني هي قيد التجسيد حسبما ذكره مسؤولو القطاع. ومن المرتقب أن تكون مدينة بني صاف الساحلية هي الأخرى على موعد مع إنطلاق أول مشروع على المستوى الوطني خاص بتسمين التونة و هو المنتوج الذي يكتسي موقعا هاما داخل سوق السمك على المستوى العالمي بالنظر إلى سعره المرجعي الهام في السوق الدولية مثلما تمت الإشارة إليه. وتتوفر الولاية على منطقة صناعية خاصة بتربية المائيات تتربع على مساحة 8هكتارات ببلدية المساعيد توفر 27تجزئة هي مفتوحة أمام المشاريع الإستثمارية الخالقة للثروة حيث يعول مسؤولو القطاع على تسجيل مشروع لتهيئتها و ربطها بالشبكة الكهربائية لتكون إضافة نوعية للقطاع و حظيرة لمشاريع إقتصادية هامة في شعبة تربية المائيات بالولاية، حسبما اضافه السيد بوقبرين. وتسجل منطقة النشاطات 4 مشاريع استثمارية في هذه الشعبة قيد التجسيد بها. كما يسجل القطاع 5وحدات واقعة بكل من بلديات بني صاف و حمام بوحجر و عين الأربعاء تنشط ي مجال تصدير الإنتاج السمكي نحو عدد من البلدان الأوروبية خاصة إسبانيا بقدرة تصدير تعادل400طن سنويا غالبيتها من منتوج القشريات و الرخويات والجمبري الأحمر . ويسعى القائمون على القطاع بالشراكة مع مجموع المتعاملين الإقتصاديين و مهني الصيد البحري إلى ترقية مستويات الإنتاج خصوصا في شعبة تربية المائيات التي يعول عليها كثيرا في ذات المجال و هي الأهداف المرتقب أن تتحول إلى حقيقة من خلال دخول مجموع المشاريع الإستثمارية الجاري تجسيدها مرحلة الإنتاج، حسبما ذكره مدير الصيد البحري و تربية المائيات . وتتوفر ولاية عين تموشنت على ميناءين للصيد البحري بكل من بني صاف و بوزجار إضافة إلى مرفأ جديد تجري به الأشغال على مستوى منطقة مداغ التابعة لبلدية بوزجار من المرتقب أن يتم إستلامه قبل نهاية السنة الجارية و هي كلها منشآت قاعدية تشكل دعامة أساسية في ترقية مهنة الصيد البحري و مستقبلا واجهة بحرية لترقية الصادرات في ذات المجال يعول عليها مهنيوا القطاع و مجموع الشركاء الإقتصاديين. كما تتوفر بلدية بني صاف على مدرسة للتكوين التقني للصيد البحري و تربية المائيات بقدرة إستيعاب نظرية ب250مقعد تعتبر عنصرا هاما في مجال التكوين ومرافقة مهني القطاع من خلال إكتساب مهارات تقنية وعلمية تعد دعامة أساسية في ترقية شعبتي الصيد البحري وتربية المائيات، حسبما ذكرته مديرة المدرسة.