ستنعقد اللجنة المختلطة للتعاون الثنائي الجزائري - الفيتنامي في دورتها ال11 نهاية شهر نوفمبر المقبل ، حسبما صرح به مدير عام قسم بلدان آسيا بوزارة الخارجية اليوم الأحد بالجزائر العاصمة . وأوضح السيد بومدين قناد بمناسبة الاحتفال بالذكرى 55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الفيتنامية بمقر الأرشيف الوطني أن اجتماع اللجنة المختلطة للتعاون الثنائي الجزائري الفيتنامي في دورتها 11 ستعقد نهاية نوفمبر المقبل من أجل "تجسيد الآمال المشتركة للبلدين والذي نطمح أن يتوج أشغال الاجتماع بالتوقيع على إتفاقية في مجال الأرشيف. وأشار إلى أنه هذه الوقفة التاريخية التي تسترجع جانب مهم من العلاقات الديبلوماسية التاريخية المتينة بين البلدين بعد مرور 55 سنة هي بمثابة "محطة للتذكير" بأن دولة الفيتنام في 28 أكتوبر 1962 كانت من الدول السباقة التي بادرت بإرساء علاقات دبلوماسية مع الجزائر مثلما كانت الأولى في الاعتراف بالحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية سنة 1958. و بعد أن أكد على علاقات الود والتعاون المتبادل بين البلدين في مجالات عديدة وتبادل الزيارات العالية المستوى على مدار عقود أشار الى أن الفيتنام تعد اليوم من بين البلدان ذات الحركية الإقتصادية الديناميكية بالمنطقة الآسيوية حيث تعرف مؤشرات نمو قوي وارتفاع في حجم الصادرات ومركز جذب كبير للإستثمارات الخارجية وذلك "يعكس مناخ النمو المتواصل في الفيتنام" . وذكر أن زيارة الوزير الاول الفيتنامي الى الجزائر في 2005 سمحت كذلك باعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية ودعم التعاون الاقتصادي والتجاري. وأفاد أن الجزائر وتحت قيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تعرف منذ 20 سنة عملية واسعة من الإصلاحات الاقتصادية وذلك ضمن مسار إدماجها في التجارة الدولية . كما تم في إطار تدعيم التعاون الثنائي الشراكة تجسيد مشاريع عديدة في مجال الطاقة والفلاحة والصيد و سيمتد هذه التعاون مستقبلا لقطاعات أخرى على غرار الصحة و الصناعات الغذائية و السياحة للوصول لتحقيق شراكة إسترايتيجة بين الطرفين . من جهته أشاد السفير الفيتنامي في الجزائر فام كيوك ترو ب" خصوصية " و"عمق " العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين واعتبرها علاقات " ناضجة " تسمح بالمرور والإنتقال " لشراكة إستراتيجية أوسع " في عدة مجالات راجيا أن تكون السنة الجديدة "بداية" مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين لدعم التعاون الثنائي في شتى المجالات . وتطرق إلى العلاقات التاريخية التي كانت باستمرار كما قال "منطلقا محفزا على تطوير التعاون وترسيخ أواصر الصداقة بين البلدين والشعبين اللذين تربطهما الكثير من القواسم المشتركة". ومن جهته أوضح مدير عام الأرشيف الوطني الدكتور عبد المجيد شيخي أن العلاقات الجزائرية الفيتنامية "لها إمتداد وجذور في التاريخ ولا ترتبط بمرحلة الثورة" فقط مذكرا بلقاء رائد الحركة الوطنية مصالي الحاج بالبطل الثوري الفيتنامي هوشي مينه بباريس مطلع القرن ال20 حيث تدارسا القضية الإستعمارية والجرائم الفرنسية ضد الشعوب المستعمرة . وذكر أن الإحتفال اليوم بالذكرى 55 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والفيتنام " تستوقفنا لنعيد فتح صفحة مضيئة من التاريخ تدعونا لكتابة التاريخ المشترك الجزائري الفيتنامي سواء فيما يخص مرحلة الكفاح المسلح أو بعد العدوان الأمريكي على الفيتنام وذلك بعيدا عن المصادر والمراجع الفرنسية" . وبالمناسبة التي عرفت حضور وجوه تاريخية وممثلي السلك الديبلوماسي في الجزائر عرضت جمعية أضواء السينمائية فيلم " زهرة اللوتس" للمخرج الراحل عمار العسكري وهو نموذج للتعاون الثقافي والتاريخي بين البلدين يعكس تلاحم الثورتين ضد الإستعمار . كما تم بالمناسبة إفتتاح معرض يضم 23 ملصقة تتضمن وثائق ومخطوطات ورسائل بين قادة البلدين تعكس حجم التعاون بين الجزائر والفيتنام التاريخية.