أويحيى يدعو المؤسسات الفيتنامية للاستفادة من مزايا البرنامج الخماسي دعا الوزير الأول السيد أحمد أويحيى، أول أمس، المؤسسات الفيتنامية إلى استغلال الفرص المفيدة التي يتيحها البرنامج الخماسي التنموي الذي باشرته الجزائر بغلاف مالي يفوق 200 مليار دولار، لا سيما من خلال إبرام شراكات مع نظيراتها الجزائرية تعود بالفائدة على الطرفين، فيما أبرز الرئيس الفيتنامي السيد نغويان مينه تريات ضرورة تدارك التأخر المسجل على مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين مؤكدا عزم قيادتي البلدين على دفعها أكثر للارتقاء بها إلى مستوى العلاقات التاريخية والدبلوماسية الممتازة. فخلال إشرافه رفقة رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية على افتتاح منتدى الأعمال الجزائري الفيتنامي بفندق ''شيراتون'' بالعاصمة، أكد السيد أويحيى أن المخطط الخماسي الحالي الذي يخصص أزيد من 200 مليار دولار للاستثمارات العمومية، يتيح فرصا عديدة لإبرام شراكات مفيدة بين المؤسسات الجزائرية والفيتنامية في العديد من الميادين، مشيرا إلى أنه بإمكان المؤسسات الجزائرية في هذا الإطار أن تستفيد من الخبرات الفيتنامية التي باتت قوية، فيما تستفيد المؤسسات الفيتنامية من جهتها من توسيع تواجدها وحجم أعمالها في الخارج، فضلا عن جني أرباح معتبرة في الجزائر. وفي إطار إبرازه لسياق المردودية والأمن الاقتصادي الذي يطبع جو الأعمال في الجزائر ذكر الوزير الأول مخاطبا رؤساء المؤسسات الفيتنامية بأنه فضلا عن توفيرها لحجم أعمال هام، فإن الجزائر تتيح لهم إمكانية الحصول لديها على القروض الضرورية للاستثمار بالشراكة مع المؤسسات الجزائرية، وذلك بفضل قدراتها المالية على الوفاء، والقائمة على احتياطات صرف مقدرة بحوالي 150 مليار دولار، مؤكدا في هذا الصدد بان المؤسسات الفيتنامية المدعوة إلى استغلال هذه الإمكانيات الثمينة ''ستستقبل كممثلة لأمة تربطها ببلادنا مودة عريقة''. كما أكد الوزير الأول الذي استعرض المؤشرات الإيجابية التي أصبحت تميز الاقتصاد الكلي الجزائري بفضل البرامج والسياسات التنموية الرشيدة التي خطط لها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر وفيتنام تجمعهما مودة متينة، قائمة على تضامن متبادل وفعال على مر تاريخ البلدين، معتبرا بأنه من الضروري العمل على إعطاء هذه العلاقات المتميزة مزيدا من المحتوى على درب معركة التنمية، التي يستفيد منها اقتصاد كلا البلدين، ولاسيما من خلال تقاسم التجارب وتظافر القدرات الكثيرة المشتركة. ومن جانبه أبرز الرئيس الفيتنامي في كلمته إمكانيات التعاون المعتبرة القائمة بين البلدين في كافة القطاعات، ولا سيما منها الفلاحة والطاقة والتجارة، معربا عن عزم قيادتيهما على إعطاء دفع أكبر للعلاقات الإقتصادية التي لا زالت تعاني حسبه من ضعف نسبي، والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات التاريخية والدبلوماسية الممتازة. وبعد أن أكد وجود تفاهم سياسي جد ايجابي بين البلدين، وكذا تطابق واسع في وجهات النظر بين الفيتنام والجزائر حول المسائل الإقليمية والدولية، أبرز السيد تريات الفرص المتعددة المتاحة أمام المتعاملين للاستثمار في البلدين، مشيرا إلى أن المحادثات التي جمعته بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكذا مع عدد من الوزراء، سمحت بتحديد ثلاث اولويات لترقية التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويتعلق الأمر حسب الرئيس الفيتنامي بتوسيع المبادلات التجارية بين الطرفين، والتعاون في مجال المحروقات، حيث أوضح في هذا الصدد إمكانية نسج شراكة في مجال استكشاف البترول في فيتنام وفي الجزائر وتوسيعها إلى العمل المشترك خارج البلدين، بينما تتعلق الأولوية الأخرى بتكثيف الاستثمار في بعض القطاعات التي يتوفر فيها البلدان على خبرة كافية على غرار قطاع الفلاحة. وذكر الرئيس الفيتنامي الذي وجه دعوة للوزير الأول لزيارة بلده بتوقيع البلدين بمناسبة زيارته التي أنهاها أول أمس على ثمانية اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم، مؤكدا بأن هذه الاتفاقات التي ستتعزز باتفاقات أخرى ستبرم خلال اجتماع اللجنة المختلطة العليا الجزائرية-الفيتنامية، تؤكد رغبة حكومتي البلدين في دفع التعاون الاقتصادي بينهما.