طمأن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وهو يستعد للقاء دائني بلاده يوم الاثنين بالعاصمة كراكاس في تسديد ديونها واستبعد بشكل قاطع توقفها عن القيام بذلك رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الا أن الاستياء يبقى واضحا ازاء العقوبات الأمريكية المفروضة على هذا البلد وتأثيرها على أية خطوة باتجاه حلحلة الوضح. وتهدف مفاوضات فنزويلا ودائنيها اليوم لمناقشة اعادة جدولة جزء من ديونها البالغة نحو 150 مليار دولار, منها 28 مليارا للصين, وحوالي 8 مليارات لروسيا. وقالت تقارير اعلامية أن السلطات الفنزويلية شكلت لجنة لإعادة التفاوض على مديونيات تقدر ب60 مليار دولار, وأنها ستعقد الاجتماع للوصول إلى حل مع الدائنين. فقد شدد الرئيس مادورو, الذي وضع منذ توليه الرئاسة في 2013 سداد المديونيات أولوية سياسته, على أن بلاده لن تتوقف "أبدا" عن سداد ديونها. وقال في خطابه التلفزيوني الأسبوعي أمس الاحد "أبدا, لن يصل التوقف عن السداد إلى فنزويلا", مضيفا أن "إستراتيجيتنا هي إعادة التفاوض وإعادة تمويل كل الدين". وبالمناسبة اكد الرئيس مادورو ان المفاوضات مع الصين "تسير بصورة واضحة مثالية", وانه تم مع موسكو "التوصل إلى اتفاق لإعادة هيكلة ثلاثة مليارات دولار من الديون". وكان الرئيس الفنزويلي قال الخميس الماضي أن شركة النفط التابعة للدولة "دي في إس إيه" ستدفع 1.1 مليار دولار من مستحقات الديون القائمة عليها في 2017, ثم ستعيد هيكلة باقي التزاماتها مع البنوك والمستثمرين. -كراكاس تستهجن "عدوان واشنطن المستمر" من خلال فرض العقوبات- وتلقي فنزويلا باللوم في ازمتها على العقوبات الامريكية المفروضة عليها منذ عدة أشهر والتي كان اخرها تلك التي أعلنتها وزارة الخزانة الأمريكية الخميس الماضي. وكتب وزير الخارجية الفنزويلي, خورخى ارياس على تويتر في هذا الشان أن "هذه الأعمال تشكل جزءا من الحملة العدائية المنظمة من قبل الحكومة الأمريكية ضد فنزويلا, وتريد مرة أخرى خلق زعزعة الاستقرار والعنف في بلادنا". وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية, الخميس, عن توسيع قائمة العقوبات ضد فنزويلا, لتشمل 9 أشخاص, من بينهم مسؤولين كبار. الجدير بالذكر, أن الرئيس الأميركي, دونالد ترامب, كان قد صرح, في وقت سابق, بأن الولاياتالمتحدة تنظر في كافة الخيارات بشأن فنزويلا, بما في ذلك "الخيار العسكري". وحسب المتتبعين فان العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على فنزويلا منذ اغسطس "تجعل من الصعب على هذا البلد الحصول على الأموال من المستثمرين الدوليين". وقد اتهم مادورو وكالات التصنيف المالية التي خفضت هذا الأسبوع تصنيف ديون فنزويلا بأنها جزء من "الحرب المالية" التي تشنها الولاياتالمتحدة. وجاءت العقوبات الامريكية في أعقاب الانتخابات الوطنية الفنزويلية التي أجريت في 15 أكتوبر الماضي. والتي قالت وزارة الخزانة إن الانتخابات شابها "الكثير من المخالفات التي توحي بقوة بحدوث تزوير" على حد قولها. وهو الامر الذي نفته كراكاس بشدة واكدت نزاهة هذا الاقتراع. وحظرت الولاياتالمتحدة على المؤسسات الأمريكية في أغسطس الماضي شراء أي سندات فنزويلية جديدة, وهو ما سيصعب ,وفق المتتبعين, عملية إعادة تمويل الديون القائمة من خلال طرح سندات جديدة. وعاشت فنزويلا البلد الجنوب أمريكي 4 أعوام من الركود في ظل الأزمة الاقتصادية التي تسببت في نقص المنتجات الأساسية وارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية. الى ذلك اعلن الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية, لويس الماغرو , أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع اليوم لمناقشة الوضع في فنزويلا. وكتب الماغرو في تغريده على حسابه في موقع تويتر اليوم ان مجلس الأمن الدولي في نيويورك سيعقد اجتماعا من المقرر أن يقام على أساس صيغة آريا (اجتماعات ذات طابع غير رسمي), لمناقشة الوضع في فنزويلا. وكانت منظمة الدول الأمريكية, حاولت مرارا خلال اجتماعاتها, التي كان آخرها في يونيو الماضي, أن تعتمد بيانا بشأن الوضع في فنزويلا, إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. بدورها, قالت السلطات الفنزويلية, إنها "لن تعتمد أي حل يصدر عن منظمة الدول الأمريكية بشأن الوضع في البلاد".