إختتمت، أمس، قمة الأمريكيتين التي تعقد في ترينيداد وتوباغو بعد أن سادت أجواء من التفاؤل بسبب اللهجة الجديدة في التخاطب بين الولاياتالمتحدة ودول أميركا اللاتينية ذات التوجهات اليسارية. لكن أجواء الدفء الدبلوماسي لم تحل دون بروز خلافات حول البيان الختامي للقمة. وقال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز: إن بلاده وحلفاءها من الدول اليسارية بوليفيا ونيكاراجوا والدومنيكان وهندوراس، لا تعتزم التوقيع على الإعلان الختامي لمؤتمر قمة الأمريكيتين احتجاجا على استبعاد كوبا من الاجتماع. وأوضح شافيز: ليس هناك وقت لتغيير هذه الوثيقة. كنا نود أن نناقشها، ولكن نظرا لعدم وجود الوقت، فإننا لن نوقع عليها. وركزت بعض مناقشات يوم السبت على كوبا وهي الدولة الوحيدة في الأميركتين التي لا يوجد لها تمثيل في أعمال القمة حيث جرى تعليق عضوية الدولة الشيوعية في منظمة الدول الأمريكية في عام 1962 بناء على توصية من واشنطن. وكانت أجواء القمة قد شهدت أجواء وصفت بأنها إيجابية خاصة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء دول أميركا اللاتينية بمن فيهم شافيز الذي قال إنه سيعيد سفير بلاده إلى واشنطن بعد سبعة أشهر من قيامه بطرد السفير الأمريكي في كراكاس تضامنا مع بوليفيا. وقال متحدث أمريكي: إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والرئيس الفنزويلي ناقشا السبت إعادة السفيرين الأمريكي والفنزويلي إلى كراكاس وواشنطن. وبحثت قمة الأمريكيتين سبل مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية وتنمية موارد الطاقة ومعالجة مخاطر تغير المناخ وتهريب الأسلحة والمخدرات. وركزت المناقشات على أثار الأزمة العالمية التي أوقفت النمو. وهددت بإعادة ملايين الناس إلى حالة الفقر في الدول النامية في المنطقة. وأعلن أوباما عن إنشاء صندوق تنمية للتمويلات الصغيرة بقيمة مائة مليون دولار لمساعدة المقرضين الصغار في نصف الكرة الأرضية الغربي على الاستمرار في تقديم القروض رغم الركود العالمي. لكن الاجتماع هيمنت عليه مناقشات حول العلاقات الأمريكية الكوبية بعدما أشار كل من أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو إلى استعدادهما للدخول في محادثات لمحاولة إنهاء العداء المستمر منذ فترة طويلة بين بلديهما. وكان أوباما قد وعد مع افتتاح أعمال القمة يوم الجمعة ببداية جديدة في العلاقات بين واشنطن وهافانا. إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس شدد على أن الكرة في ملعب كوبا. وقال: سنواصل تقييم ومراقبة ما يحدث. إننا تواقون لنرى ما الذي تنوي الحكومة الكوبية عمله. وأبلغ أوباما 33 زعيما آخر من كل أنحاء الأمريكيتين بأنه يريد بداية جديدة مع كوبا وأنه على استعداد لمناقشة هافانا في قضايا تتراوح بين حقوق الإنسان والاقتصاد، لكنه يريد من هافانا في المقابل أن تجري إصلاحات سياسية، وهو شرط عرقل أي تقارب في الماضي. ونال أوباما استحسانا خلال مقابلة حارة مع الرئيس الفنزويلي وهو دائما منتقد شرس للولايات المتحدة وسياساتها. وانضمت البرازيل إلى فنزويلا ودول الكاريبي في الإشادة بأوباما.