أكد الوزير الأول أحمد أويحيى يوم الخميس بالجزائر العاصمة, أن السلطات العمومية عازمة على "رفع تحدي" عملية ترميم قصبة الجزائر مع احترام المقاييس والمعايير التقنية التي أقرتها منظمة اليونسكو لحماية المعالم المصنفة ضمن التراث العالمي. و أوضح الوزير الأول رد عن سؤال شفوي قرأه نيابة عنه وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوةي خلال جلسة علنية بمجلس الامة أن "ترميم قصبة الجزائر يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للسلطات العمومية بالنظر إلى الإشكاليات القانونية والإدارية والمالية التي تواجهها", مؤكدا أن السلطات العمومية "عازمة على رفع هذا التحدي مع الأخذ بعين الإعتبار ضرورة احترام المقاييس و المعايير التقنية التي أقرتها منظمة اليونسكو لحماية المعالم المصنفة ضمن التراث العالمي". و أبرز الوزير الأول يالأهمية التي تمثلها قصبة الجزائر باعتبارها من أعرق المواقع الحضرية المطلة على البحر الابيض المتوسطي التي تتميز بهندستها المعمارية الراقية و تجمع بين المنشآت العسكرية و المدنية والاقتصاديةي و الهياكل الدينية يمشيرا إلى أن تصنيف هذا الإرث التاريخي ضمن التراث الثقافي العالمي من قبل منظمة اليونسكو سنة 1992 لخير دليل و تقدير لمدى أهميته. و في هذا الصدد ي أكد السيد أويحيى أن "المحافظة على هذا الصرح الحضاري وحمايته لما له من رمزية في قلوب الجزائريين و ما يجسده من حقبات تاريخية توالت على بلادنا على مدى قرون ي من بين أولى اهتمامات السلطات العمومية التي لطالما اهتمت بالعمل على استعادة بريقه و الوجه اللائق به". وقد كان هذا المشروع-كما قال- محل متابعة دائمة من الحكومةي حيث تم عقد العديد من المجالس الوزارية المشتركة قصد تقييم معدل انجاز المخطط ذاته مشيرا إلى أن المرحلة الاولى لتنفيذ هذا المخطط تضمنت جملة من العمليات الاستعجالية. و يتعلق الأمر" بترميم و اعادة تهيئة 212 بناية ي 07 منها تعد معالم تاريخية و 05 مساجد عتيقة و 09 منازل تاريخية و 57 فضاء و ترحيل 411 عائلة وتنظيف 114 موقعا حيث تم رفع ما يقارب 130.000 متر مكعب من الردوم والنفايات المنزلية ". و حسب الوزير الأول فقد تبين على ضوء التقارير الدورية المقدمة حول تنفيذ مجمل عمليات الترميمي أنه "من الأنسب تحويل المشروع إلى ولاية الجزائري و ذلك لضمان التنسيق بين مختلف القطاعات والهيئات المعنية وتجاوز الإشكاليات المرتبطة بالوضعية القانونية لأصحاب الممتلكات". واستطرد قائلا أنه على هذا الأساس"تم الإنطلاق في أشغال ترميم عدة وحدات تراثية ودينية بالمدينةي على غرار مسجد البراني وملحقاته ي و مخزن البارود بقصر الداي ي وقصر حسن باشا و 07 بنايات أخرى تتواجد في عمق القصبة منها المقر القديم للمسرح الوطني ومنازل تاريخية استعملت كمأوى للمجاهدين خلال حرب التحرير المجيدةي كما تم الشروع في عمليات طمر الشبكات الكهربائية وتجديد قنوات التجميع والتطهير". من جهة أخرىي-كما قال- " تم تسخير الوكالة الوطنية لتسيير انجازات المشاريع الكبرى للثقافةي من أجل مرافقة مصالح ولاية الجزائر في كل ما يتعلق باحترام قواعد الهندسة المعمارية وتلك المعتمدة من طرف مكاتب الدراسات و مؤسسات الإنجاز" . و أضاف أنه يتم حاليا اتخاذ التدابير الإدارية الضرورية من أجل الإنطلاق في تنفيذ ثلاث عمليات تتمثل في "متابعة وانجاز أشغال ترميم قصر البايات و قصر الداي وكذا الدراسات التقنية الخاصة ب 33 جزء مبرمج ضمن مخطط التدخل الذي يغطي أكثر من 200 ملكية بالقصبة".