تمت المصادقة على عملية ''إستعجالية'' تستهدف إزالة مخلفات الأحداث الأليمة التي كانت قد شهدتها منطقة ميزاب والتي سيتم إطلاقها في آجال ''قريبة" من قبل مديرية حفظ التراث الثقافي وترميمه بوزارة الثقافة ، حسبما استفيد من المسؤول المكلف بالتراث بمديرية الثقافة لولاية غرداية . هذه العملية التي سبقها تشخيص شامل ودقيق من قبل خبراء في مجال ترميم التراث الثقافي والمعماري ، وفقا لقانون التراث 04/98 ، قد استغرقت وقتا، سيما فيما تعلق منه بإجراءات المصادقة على كل مرحلة دراسة من قبل الوزارة الوصية ، مثلما أوضح محمد علواني . وقد أنجزت تلك الدراسات على أربع مراحل لكل موقع من طرف الخبراء بمساهمة أعضاء المجتمع المدني بهدف إعادة إبراز القيمة الثقافية لهذه الكنوز التراثية القديمة ، وجعلها عاملا مساهما في التنمية الاقتصادية المحلية ، سيما في مجالي السياحة والصناعة التقليدية ، كما أضاف ذات المسؤول . كما حظيت سهل ميزاب أيضا بتصنيفه " قطاعا محميا" من قبل السلطات العمومية بإصدار في 4/6/2005 مرسوما تنفيذيا رقم 05/209 الذي يسمح بإعداد مخطط الحفظ بما يتوافق مع قانون التراث 04/98 الصادر في 15/7/1998. ويرى من جهته النسيج الجمعوي المحلي أن عملية صيانة وترميم المعالم الجنائزية وغيرها من المقابر التي تضررت خلال الأحداث الأليمة التي كانت قد شهدها سهل ميزاب ، ''بالكاد تؤتي ثمارها في الميدان'' . وفي رسالة رفعت إلى السلطات المعنية ، سلمت نسخة منها إلى "وأج" ، ذكر أعضاء النسيج الجمعوي الفاعلين في مجال المحافظة على التراث الثقافي المادي واللامادي بميزاب أن البرنامج الإستعجالي لترميم خمسة مواقع مسجلة من قبل السلطات العمومية في 2014 قد ''تأخر '' تجسيده في الميدان عقب استعادة منطقة غرداية السلم والسكينة . ودق أعضاء النسيج الجمعوي بغرداية "ناقوس الخطر" بخصوص حالة التدهور" المتقدمة" لهذا التراث الذي يتشكل أساسا من المعالم الجنائزية ، على غرار مقابر المشائخ " باعيسى أوعلوان" و" بابا ولجمة" ، ومحضرة عمي موسى الذي يعد واحدا من مؤسسي قصر غرداية في سنة 1100 ، ومسجد الشيخ عمي سعيد ، وساحة الرحبة بوسط قصر غرداية العتيق . هذه الكنوز التراثية التي تشهد تدهورا لحالتها يوما بعد يوم بفعل عوامل الزمن ، وقسوة التقلبات المناخية، وسلوكات الإنسان ، مما يساهم في تشويه الماضي المضيء لميزاب ، وتتطلب تدخلا ''إستعجاليا'' ، سيما على مقربة حلول موسم ربيع 2018 الذي يعد بإطلاق باقة من الأنشطة الثقافية والسياحية بالمنطقة ، كما ورد في ذات الوثيقة. وأطلق أعضاء المجتمع المدني المحلي بميزاب نداء ملحا من أجل تظافر الجهود لتدارك تدهور هذا الرصيد التراثي للمنطقة وإعادة ترميمه وتثمينه ، والعمل سويا من أجل إيجاد حلول ملائمة من شأنها أن تضمن حفظه وحمايته وإحياءه.