تم تنظيم زواج جماعي لفائدة حوالي 150 زوج من العائلات الفقيرة والمحرومة نهاية الأسبوع الفارط عبر مناطق متفرقة من ولاية غرداية وذلك في حفل زفاف جماعي أقيم وفقا لعادات وتقاليد الأجداد بالمنطقة. ويعد هذا الحدث الذي يتزامن مع عطلة الربيع وأقيم في جو احتفالي بمبادرة من النسيج الاجتماعي ممثلا في جمعيات الأحياء والجمعيات الدينية لمناطق متليلي وغرداية وضاية بن ضحوة وبريان والقرارة وبتمويل كامل من طرف المحسنين فرصة ترقية وتعزيز قيم التضامن والتماسك الاجتماعيي حسبما أكده إمام خلال حفل عقد قران جماعي بثنية المخزن (غرداية) . وتهدف هذه المناسبة إلى " تشجيع ومساعدة الشباب يواجهون صعوبات مادية على الزواج والاندماج في المجتمع قبل الوقوع في الانحراف"ي كما أوضحه من جهته احد منظمي الزواج الجماعي بحي مرمد (غرداية). وقد تم تنظيم هذه التظاهرة الموجهة للعائلات البسيطة وفقا للتقاليد البحتة التي تميز منطقة غرداية والمستوحاة من عادات وتقاليد الأجداد والتي تعبر عن التضامن والمساعدة التي نشأت في مختلف قصور وادي ميزابي كما ذكره أيضا احد أعيان بني يزقن (بلدية بنورة). وقد استغرقت التحضيرات لهذا الزفاف الجماعي شهور عديدة كما كشف عنه أحد منظمي عرس جماعي يضم حوالي عشرين زوجا بمنطقة العطف مبرزا أن العرسان استفادوا من برنامج تحضيري كامل بحسب الاحتفالية المحلية حول دور مؤسسة الزواج في تكريس قيم الاستقرار والازدهار في المجتمع . وتم خلال حفل الزفاف تقديم خطب حول فضل الزواج في تكريس قيم الاستقرار والتضامن الاجتماعي وكذا حول دور الزوجين في تماسك المجتمع الإسلامي من طرف الأئمة فضلا عن توزيع "هدايا'' للأزواج وهم يرتدون بدل تقليدية خاصة بالعرس الغرداوي تتمثل عادة في أجهزة كهرومنزلية مفيدة في الحياة الزوجية قبل أن تتفرق جموع الحاضرين . وبعد الانتهاء من مؤدبة العشاء والتي تتألف أساسا من الكسكس المحضر بفضل هبات وتبرعات المحسنين تقوم عادة الأجداد بالمنطقة على أن يتقدم الأزواج الجدد رفقة مساعديهم (الوزران) أمام مئات المدعوين الذين يرتدون لباسا ابيضا على منصة هيئت خصيصا للمناسبة من اجل حفل تلبيس العريس الجديد. ويحضر حفل اللباس المنتظر بشغف خلال سهرة هذا الزفاف أفراد عائلات وأصدقاء العرسان والمحسنين والمتبرعين بالإضافة إلى السلطات المحلية وكذا بعض السياح والزوار العابرين للمنطقة . ويرغب عديد الزوار والسياح الذين يزورون غرداية لأول مرة اكتشاف سحر وأصالة العرس الجماعي وكذا عادات لباس العرسان ما دفع بأصحاب الوكالات السياحية إدراج في خدماتهم هذه العادات الخاصة بالاحتفال بالزفاف بغرداية.