أعرب الوزير الأول أحمد أويحيى يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة عن تفهم الطرف الاسباني لقرار الحكومة "الظرفي" المتعلق بتقليص الواردات الجزائرية جراء انخفاض أسعار البترول في السوق الدولية، مؤكدا أن العلاقات الثنائية بين البلدين "لا تنحصر فقط في الجانب الاقتصادي". وقال السيد أويحيى خلال الندوة الصحفية التي نشطها مع رئيس الحكومة الاسباني، ماريانو راخوي، "يسعدني أن أبلغكم التفهم الكامل لأصدقائنا الاسبان الذين تقبلوا الأمر (تقليص الاستيراد) لأن القرار هو أولا إجراء ظرفي، و ثانيا لكون العلاقات الجزائرية الاسبانية تجاوزت مستوى العلاقات العادية لتصبح علاقة جيران ولا تنحصر فقط في القضايا الاقتصادية". وأفادت الحكومة الاسبانية في بيان لها عشية انعقاد الدورة السابعة للاجتماع الثنائي الجزائري الاسباني، أن "الجزائر شريك استراتيجي بالغ الأهمية"، حيث تزود نسبة 49،8% من الغاز المستهلك في اسبانيا كما تعتبر فاعلا من الدرجة الأولى في المغرب العربي و في الاتحاد الإفريقي بالإضافة إلى كونها شريكا وفيا و موثوق بالنسبة لإسبانيا". كما أوضحت الحكومة الاسبانية أن "اسبانيا تعتبر البلد الأوروبي الوحيد الذي عقد اكبر عدد من الندوات رفيعة المستوى مع الجزائر" مما يوضح "درجة الالتزام التي يتشبث بها البلدان"، مذكرة أن الندوات رفيعة المستوى التي تعقدها اسبانيا مع دول المغرب العربي هي هامة جدا بما أن الأمر يتعلق ببلدان ذوي المصالح المتقاسمة مع اسبانيا. و بالنسبة لإسبانيا تعتبر الجزائر "مزود طاقة و شريكا اقتصاديا هاما" في افريقيا كما أن تواجد اسبانيا في الجزائر قد تجلى في قطاعات الطاقة و المياه و تسيير النفايات و النقل و كذا الصناعات الكيماوية و الملاحة الجوية. و حسب ارقام الجمارك الجزائرية تعد اسبانيا ثالث زبون للجزائر ب4،1 مليار دولار من الصادرات الجزائرية وخامس ممون ب3،1 مليار دولار من الواردات الجزائرية. اويحيى: الحضور الاقتصادي الاسباني خارج المحروقات "لا يزال متواضعا" و اعتبر الوزير الأول احمد اويحيى خلال منتدى الأعمال الجزائري-الاسباني اليوم الثلاثاء بالجزائر بأن الحضور الاقتصادي الاسباني في الجزائر خارج المحروقات "لا يزال متواضعا". واوضح السيد اويحيى بان "العلاقات السياسية والتعاون والمبادلات التجارية بين الجزائر وإسبانيا بلغت مستويات تدعو إلى الارتياحي لكنه للأسف ليس الحال بالنسبة للاستثمارات". وأشار في هذا السياق إلى أن الحضور الاقتصادي الاسباني في الجزائر يظل محتشما حيث يبلغ عدد مشاريع الشراكة المبرمة خلال السنوات ال15 الأخيرة 47 مشروعا بقيمة لا تتجاوز 2 مليار يورو. "صحيح باننا سجلنا أيضا قدوم 500 مؤسسة اسبانية إلى الجزائر منذ عام 2000 لكنها جاءت في إطار عقود إنجاز محددة المدة. وبالفعلي عادت كل هذه المؤسسات إلى بلادها فور الانتهاء من الورشات"ي يضيف الوزير الأول. وينعقد هذا المنتدى على هامش الدورة السابعة للاجتماع الثنائي الجزائري-الاسباني رفيع المستوى بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الاسباني للجزائر ماريانو راخوي براي.