أعلن الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية سي الهاشمي عصاد يوم السبت بسكيكدة عن الإطلاق الرسمي لخدمة الرقم الأخضر 1066 لأجل تعميم استعمال اللغة الأمازيغية. وأوضح السيد عصاد خلال إطلاقه هذه الخدمة و ذلك على هامش ندوة إعلامية بعنوان "الأمازيغية في الجزائر : واقع وآفاق" بمناسبة إحياء الذكرى ال23 لإنشاء المحافظة السامية للغة الأمازيغية التي احتضنها قصر الثقافة بوسط المدينة أن هذا الرقم الأخضر سيعمل على التكفل بالترجمات إلى اللغة الأمازيغية. وأضاف بأن هذا الرقم الأخضر من شأنه أن يساعد على اختيار الأسماء والألقاب الأمازيغية للمواطنين في إطار الحالة المدنية، فضلا على الكتابة المقننة للغة الأمازيغية. من جهة أخرى تطرق السيد عصاد في كلمته إلى استراتيجية المحافظة السامية للأمازيغية حيث أكد أنها تعتمد في أساسها على التعليم التدريجي لهذه اللغة في مختلف الهيئات من مدارس وجامعات، منوها بالشراكات الكثيرة المبرمة بين ذات المحافظة ومختلف الوزارات والهيئات الرسمية على غرار شراكتها مع وزارتي التربية الوطنية والاتصال سنة 2015 وغيرها. وأشاد كذلك بالشراكة المثالية القائمة بين المحافظة السامية للأمازيغية و وكالة الأنباء الجزائرية التي أطلقت أول موقع رسمي بالأمازيغية في مايو 2015 بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير من ولاية قسنطينة"، معتبرا هذه الشراكة تعد "أحسن مثال وأحسن نموذج لما يجب أن تكون عليه الشراكة لخدمة المصالح العامة للدولة الجزائرية." وبخصوص قطاع التربية الوطنية، أكد سي الهاشمي عصاد أن المعاينة الميدانية التي تقوم بها سنويا المحافظة السامية للغة الأمازيغية قد أظهرت "القفزة النوعية" لتعداد التلاميذ المتمدرسين باللغة الأمازيغية على المستوى الوطني والذي انتقل من 37690 تلميذا سنة 1996 إلى 43725 تلميذ خلال دخول 2017 على مستوى 38 ولاية يتم بها تدريس هذه اللغة، معلنا أنه سيتم إدراج تعليم اللغة الأمازيغية بولاية سكيكدة وذلك في غضون الدخول المدرسي المقبل. وكشف سي الهاشمي عصاد أنه سيتم ابتداء من الدخول الجامعي المقبل فتح شعبة (ماستر ترجمة لغة أمازيغية- لغة عربية) بمعهد الترجمة بجامعة الجزائر و كذا فتح شعبة تكوين أساتذة التعليم الابتدائي (تخصص لغة أمازيغية) بالمدرسة العليا للأساتذة بورقلة. كما تم --كما قال-- اقتراح إنشاء مشروع أكاديمي باللغة الأمازيغية بجامعة سكيكدة من طرف المحافظة السامية للغة الأمازيغية. وتسعى المحافظة السامية للغة الأمازيغية، حسب أمينها العام، بالشراكة مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتجسيد مشروع كبير خاص بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية، مؤكدا بأن هذه الورشة قد انطلقت. وتطرق سي الهاشمي عصاد في مستهل مداخلته في هذه الندوة إلى المجهودات الكبيرة التي قامت بها المحافظة السامية للغة الأمازيغية لترقية هذه اللغة من خلال تشجيع الإصدارات في الأدب الأمازيغي وكذا الإسهام المتواصل في ترسيخ تقليد الاحتفال بعيد يناير و ذلك منذ 1999. في ذات السياق أشاد الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية بجهود رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أقر 12 يناير عيدا وطنيا للأمازيغية وعطلة مدفوعة الأجر وهي الجهود التي سمحت --كما قال-- بترقية اللغة الأمازيغية، مذكرا أيضا بجهود رجال ونساء ساهموا في إطلاق عمل أول هيئة رسمية في الجزائر مكلفة بإعادة الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغية. وسيواصل سي الهاشمي عصاد زيارته إلى ولاية سكيكدة يوم غد الأحد إلى بعض مؤسسات قطاعي التربية الوطنية والتكوين و التعليم المهنيين و من المزمع أيضا أن يتم فتح نادي لتعليم اللغة الأمازيغية بدار الثقافة محمد سراج بوسط المدينة و ذلك في إطار مبادرة بالتنسيق مع مديرية الثقافة.