احتدم القتال في اليمن بين القوات الحكومية والتحالف العسكري بقيادة السعودية وبين جماعة انصار الله (الحوثي) يوم الخميس وفي اليوم الثاني من معركة "النصر الذهبي" لاسترجاع الحديدة غرب البلاد والسيطرة على ميناءها الاستراتيجي وسط مخاوف من توقف نشاط هذا الشريان الحيوي والمصدر الرئيسي للإغاثة والمساعدات إلى اليمنيين. وتواصل طائرات وسفن التحالف بقيادة السعودية اليوم مساندتها للمقاومة اليمنية المشتركة في قصفها مواقع للحوثيين في الحديدة باليمن لليوم الثاني على التوالي سعيا للسيطرة على الميناء الرئيسي في اليمن فيما وصف بأكبر معركة تشهدها الحرب الجارية في البلاد. وقال سكان ومسؤولون في الجيش اليمني أن "التحالف ضرب أيضا الطريق الرئيس الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء في الشمال لمنع وصول أي تعزيزات للحوثيين والذين يسيطرون على المدينتين". وفي تطور ميداني جديدي تمكنت القوات المشتركة من تحرير منطقة النخيلية في مديرية الدريهميي وسط معارك عنيفة ضد الحوثييني فيما تتداول أنباء عن اقتراب القوات اليمنية من ميناء الحديدة بحوالي 3 كيلو مترات. ووفق تقارير محلية فان حدة المعارك تصاعدت بشكل رئيسي بالقرب من المطار ومنطقة الدريهيمي جنوبي مدينة الحديدة . ووصفت معركة الحديدة بالحاسمة في الصراع باليمن كما تعد المرة الأولى الذي تتقدم فيه قوات الحكومةي بدعم من التحالف الذي تشارك فيه غالبية دول الخليجي للسيطرة على مدينة رئيسية في اليمن وتوجد بها أعداد كبيرة من قوات الحوثي. ورغم الانباء عن شراسة المعارك حول الميناء الا أن نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية يحيى شرف الديني أكد منذ وقت قصير اليوم أن الميناء يعمل بشكل طبيعي ولا صحة لما "يروج له الإعلام المعادي". وأوضح أن الميناء هو ميناء مدني ومعني بتقديم الخدمات الإنسانية والتجارية ويدار بقيادة مدنية متخصصة وممتثلة للمنظومة الدولية لأمن الموانئ وتخضع السفن المرتادة إليه لإجراءات رقابية من الأممالمتحدة ويمثل شريان حياة اليمنيين. وأشار إلى أن العمل في الميناء يجرى طبيعيا وبكل سلاسة وهناك حمولات يتم تفريغها حاليا من القمح لشركة استثمارات, إضافة إلى سفينة قمح أخرى تابعة لمنظمة الغذاء العالميي كما يوجد هناك نواقل أخرى في رصيف المحروقات في انتظار تفريغ حمولتها. ودعا وسائل الإعلام إلى تحري المصداقية والدقة واستقاء المعلومات من مصادرها خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها اليمن. وكان الجيش اليمني اعلن الاثنين الماضي مقتل 250 عنصرا من مسلحي الحوثي وكذا أسر ما لا يقل عن 143 أخرين خلال أسبوع في معارك الساحل الغربي للبلاد. -- مخاوف دولية من تأزم الموقف الإنساني بسبب المعارك في الميناء -- وتقع مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر وتعتبر مركزا للأنشطة التجارية والصناعية في اليمن وتقدر الأممالمتحدة وشركاؤها أن نحو 600 ألف مدني يعيشون بها وبالمناطق المجاورة لها وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في اليمن. وانطلقت عملية عسكرية تحت اسم "النصر الذهبي" لاستعادة الحديدة وميناءها من قبضة مسلحي جماعة الحوثي أمس الاربعاء بعد ان كان الجيش اليمني اعلن مؤخرا سيطرته على الخط الرابط بين تعز والحديدة. وبعد ساعات من اعلان القوات الحكومية عن بدء عملية "النصر الذهبي" طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بحسم عسكري لاستعادة المدينة وميناءها بعد أن "وصلت الأمور في المحافظة إلى درجة الكارثة الإنسانية". وقال هادي ان "ما وصلت اليه الأمور بالحديدة لا يمكن السكوت عليه, جراء الممارسات الحوثية وتعنتها في التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في اليمن". بالمقابل ابدى استمراره في "السعي للحل السلمي المستند على المرجعيات الأساسية" . ويواجه حوالي ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة في البلد الذي مزقته الحربي والمدينة الساحلية هي المكان الذي تصل إليه معظم المساعدات الخارجية ومن ثم توزع على بقية المناطق التي يسيطر عليها الحوثي. وأفاد تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأن 61 في المائة من الأغذية التي استوردها اليمن في عام 2017 دخلت البلاد عبر الحديدة. وأثار الهجوم على الحديدة ي الذي يقول محللون أنه سيكون أكبر معركة حتى الآن في الحرب باليمني المخاوف من وقوع خسائر كبيرة بين السكان المدنيين البالغ عددهم 400 ألف نسمة . كما كشف تقرير للأمم المتحدة أن النزاع الدائر في اليمن تسبب في أزمة إنسانية حادة إذ تشير التقديرات إلى أنه حتى نهاية عام 2017 وصل عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي وبحاجة إلى إجراءات عاجلة إلى 17 مليون يمني 8.4 مليون منهم يعانون من الانعدام الشديد في الأمن الغذائي ومعظمهم يقطنون الشمال. -- مجلس الأمن يعقد اجتماعا عاجلا لبحث هجوم التحالف على الحديدة-- اكدت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم الخميس اجتماعا لإجراء مشاورات عاجلة بخصوص هجوم التحالف العربي بقيادة السعودية على ميناء الحديدة اليمني الخاضع لسيطرة الحوثيين. ونقلت تقارير اعلامية عن دبلوماسيين قولهم أن الجلسة ستعقد في الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت غرينيتش بطلب من بريطانياي وستكون ثاني اجتماع لمجلس الأمن خلال الأسبوع الجاري حول مستجدات الأزمة اليمنية. وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد شدد في بيان له على ضرورة ألا تؤثر العملية العسكريةي التي تقودها القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف العربيي على تدفق البضائع والمساعدات عبر الميناء الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر. ووصف عميد الدبلوماسية البريطانية استمرار تدفق الإمدادات الغذائية والوقود والمواد الطبية إلى اليمن بأنه أمر حيويي مضيفا أن التحالف أكد له مراعاته المخاوف الإنسانية في خطط عملياته. ودعا جونسون الحوثيين إلى الامتناع عن تعريض منشآت الميناء للخطر أو عرقلة نقل المساعدات الإنسانية.