أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفث، منذ وصوله إلى صنعاء، لقاءات مع قيادات حركة أنصار الله (الحوثيين) في مسعى لفض الخلافات القائمة بغية التوصل الى حلول تضع حد لوضع عسكري وأزمة إنسانية تعصف بالبلاد منذ ازيد من ثلاث سنوات، خاصة تلك المتعلقة بالتطورات العسكرية في محافظة الحديدة الساحلية التي ترتبت عنها عواقب إنسانية وخيمة. وذكرت مصادر إعلامية ان غريفث وصل مع عدد من معاونيه واتجه نحو المدينة للقاء قيادات مع الحوثيين بحيث لم يدل لحد الساعة بأي تصريح باستثناء توضيح إطار زيارته لليمن والمرتبطة بمسعى للحد من الخسائر جراء المعركة الدائرة بين الجيش الحكومي المدعم من طرف التحالف العربي ومجموعات أنصار الله المسلحة. وقال مصدر دبلوماسي على وجه الخصوص ان زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء تهدف لمناقشة التطورات العسكرية في محافظة الحديدة الساحلية مضيفا ان غريفث سينقل شروط للتحالف العربي بإخلاء الحوثيين مدينة الحديدة دون قتال علما ان الميناء الواقع بالمنطقة هو الرئيسي الوحيد الذي يسيطر عليه الحوثيون وينظر إليه باعتباره شريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يتعرضون لخطر المجاعة حيث تمر اكثر من 70 بالمائة من الواردات عبره. واوضحت المصادر ان المبعوث الاممي لليمن سيقترح على الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء نقل السلطة في الحديدة الى لجنة تشرف عليها الاممالمتحدة. وكان غريفث قد ادلى بتصريحات سابقة مؤخرا اعرب فيها عن اعتقاده بأنه من الممكن إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب في اليمن وان جماعة الحوثيين اكدت له رغبتها في إنهاء الحرب وعبرت عن استعدادها للتعاون مع الاممالمتحدة بهذا الخصوص. ودعا المسؤول الاممي الى إعادة فتح مطار الحديدة من اجل إيصال المساعدات الإنسانية وكذا الافراج عن المعتقلين معربا في ذات الوقت عن قلقه بسبب تسرع وتيرة العمليات القتالية في محافظة صعدة وتكثيف القصف في المناطق اليمنية الاخرى بما في ذلك صنعاء ومأرب والحديدة وغيرها. ويأتي وصول غريفث صنعاء في ظل تصعيد عسكري كبير تشهده مدينة الحديدة وتقدم القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي إلى المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ اكتوبر 2014. وبدأت القوات اليمنية مدعومة بالتحالف العربي يوم لأربعاء الماضي عملية عسكرية أطلق عليها اسم النصر الذهبي لاستعادة مدينة وميناء الحديدة من قبضة مسلحي جماعة الحوثي التي سيطرت على محافظة الحديدة وعاصمتها التي تحمل الاسم ذاته في أكتوبر من العام 2014 دون قتال. وتدور المعارك في داخل مطار الحديدة الدولي بعد ان تمكنت القوات اليمنية من اقتحامه من الجهة الجنوبية بدعم واسناد جوي كثيف لطيران التحالف العربي بقيادة السعودية، إلا ان المعارك مستمرة في المطار ومحيطة من اتجاهات اخرى حيث كثافة الالغام والعبوات الناسفة وانتشار القناصة بشكل كبير يعيق تقدم القوات بشكل سريع واحكام السيطرة كليا على المطار الدولي. وتواصل القوات اليمنية، بحسب مصادر إعلامية، مدعومة من التحالف العربي تقدمها في اقتحام مطار الحديدة الدولي وسط معارك عنيفة تدور في محيطه وقد تمكنت القوات اليمنية من دخول موقع المطار، إلا ان حرب كمائن تدور في شارع الخميس وفي قرية المنظر المحاذية للمطار. واضافت المصادر ان القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على المدخل الشمالي الغربي للمطار بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين والمعارك متواصلة بغرض بسط السيطرة الكاملة على مطار الحديدة وهو عبارة عن مطارين مدني وعسكري بالإضافة الى معسكر دفاعي جوي. قرابة ال20 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية وقد آثار استمرار القتال في اليمن مخاوف الاممالمتحدة من اندلاع كارثة إنسانية في بلد تمزقه الحرب ويواجه مخاطر التعرض لأكبر مجاعة في تاريخه. ومن هذا المنطلق، قال نائب الامين العام للامم المتحدة، مارك لوكوك، ان الازمة السياسية والامنية في اليمن أنتجت وضعا يتميز بحاجة قرابة ال20 مليون يمني الى مساعدات إنسانية داعيا كافة الاطراف لبذل جهود من اجل تسهيل وصول توريدات الاغذية والمواد الاساسية الاخرى عبر الموانئ اليمنية. وقال ان 1.2 مليون ممن يحتاجون الى المساعدات يعيشون في مناطق لا يمكن الوصول إليها محذرا من خطر اندلاع وباء الكوليرا مرة اخرى في اليمن. من جهتها، اعلنت وكالات اغاثة تابعة للامم المتحدة ان نحو 1.5 مليون طفل في اليمن مصابون بسوء التغذية منذ بداية النزاع الدامي بين القوات اليمنية والحوثيين الذي خلف اكثر من 8650 قتيل واكثر من 58 ألف جريح. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي اعلنت أن المعارك في الحديدة تسببت في حدوث وضع كارثي وأنه من المنتظر أن يغادر المدينة عشرات آلاف من المدنيين خلال الأيام القادمة