واجه قرار الولاياتالمتحدة وقف تمويل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تنديدا ورفضا فلسطينيا ودوليا واسعا وكذا مخاوف من تبعات وقعه السلبي على حياة الفلسطينيين والسلم الاستقرار بالمنطقة. قرار الإدارة الأمريكية هذا يأتي ضمن سلسة من القرارات التي تصدرها واشنطن بخصوص الفلسطينيين وقضيتهم والتي أثارت كلها وفي كل مرة ضجة وموجة من الغضب العارم منها قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القس المحتلة. وقد حذرت السلطة الفلسطينية أمس من أنها ستتوجه إلى المحافل الدولية لمواجهة قرار واشنطن بشأن تمويلات الاونروا والذي اعتبرته جزء من مسلسل القرارات والتوجهات الأمريكية "المعادية للشعب الفلسطيني". العديد من الأوساط السياسية والشعبية الفلسطينية عبرت عن رفضها للقرار الأمريكي كما أدانته العديد من الدول والمنظمات الإقليمية. القرار الأمريكي اعتداء على حقوق الفلسطينيين وفي رد فعلها عن القرار قالت السلطة الفلسطينية أنها تدرس إمكانية التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لمواجهة القرار الأمريكي، وذلك لاتخاذ ما يلزم لمنع تفجر الأمور. وقالت هيذر ناويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن إدارة ترامب "قد راجعت بعناية هذه المسألة، وخلصت إلى أن الولاياتالمتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا". وأوضحت ناويرت أن الولاياتالمتحدة لن تقوم بعد الآن بدفع المزيد من التمويل لهذه الآلية "المعيبة بشكل لا يمكن إصلاحه" على حد قولها . وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أبدت هي الأخرى "استغرابا" إزاء القرار الذي رفضته بشكل تام وقالت على لسان المتحدث الرسمي باسمها، سامي مشعش، انه "قرار مفاجئ بالنظر إلى قيام الوكالة والولاياتالمتحدة بتجديد اتفاقية التمويل في ديسمبر من عام 2017، والذي يعبر عن اعتراف الولاياتالمتحدة بالإدارة الناجحة والمتفانية والمهنية للوكالة". وأضاف أن الأونروا ترفض الانتقاد الموجه إلى مدارسها ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة ووصفها بأنها "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه"، مؤكدا أن هذه "البرامج تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية وأبهرها نتائج في الشرق الأوسط". غوتيريس يجدد ثقته في الانرو وجدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس وهو يأسف ازاء القرار الأمريكي، وضع الثقة بالاونروا التي قال " إنها توفر خدمات أساسية للاجئي فلسطيني وتسهم في استقرار المنطقة". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول الأخرى إلى المساعدة في سد الفجوة المالية المتبقية، "لتتمكن الأونروا من توفير هذه المساعدة الحيوية، بالإضافة إلى الشعور بالأمل للسكان الضعفاء". وتقدم (الأونروا) المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والأرض الفلسطينيةالمحتلة. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأممالمتحدة. من جانبه استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إعلان وقف الولاياتالمتحدة عن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، معتبرا أنه قرار يفتقر للمسؤولية والحس الإنساني والأخلاقي. وحمل في بيان أمس، واشنطن المسؤولية عما سيلحقه هذا القرار من أضرار كبيرة بنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون في معيشتهم اليومية على ما تقدمه الوكالة من خدماتي خاصة في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل . وحذر أبو الغيط من أن القرار الأمريكي "يعقد من المشكلات في الشرق الأوسطي ولا يسهم في استقرار المنطقة بأي حال". وحسب المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية محمود عفيفي فان أزمة الاونروا ستكون على رأس الموضوعات التي ستجري مناقشتها خلال الاجتماع الدوري لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العربي الذي يعقد بمقر الجامعة بالقاهرة خلال الفترة المقبلة. ردة فعل الاتحاد الأوروبي إزاء قرار واشنطن كانت واضحة حيث طالب هذه الأخيرة بإعادة النظر فيه. وقال متحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي أن "القرار المؤسف للولايات المتحدة بألا تكون بعد اليوم جزءا من هذا الجهد الدولي والمتعدد الطرف يخلف فجوة كبيرة" . وقد شدد الأردن من جهته على أن أي تراجع في خدمات الوكالة وأي محاولة للانتقاص من دورها وفق تكليفها الأممي يهدد بتبعات خطرة، خصوصا في هذا الوقت الذي يشهد غياب أفاق لإنهاء الاحتلال وحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو 1967.