قامت الإدارة الأمريكية أمس، بتنفيذ وعيدها بوقف مساعداتها لوكالة «غوث» لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في سياق سياسة العقاب الجماعي التي نفذها الرئيس دونالد ترامب ضد الفلسطينيين. وجمدت الإدارة الأمريكية بمقتضى هذا القرار الجائر مبلغ 65 مليون دولار من أصل 125 مليون دولار التي كانت تقدمها سنويا لإحدى أكبر المنظمات الأممية المكلفة بتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين. وبقدر ما شكل هذا القرار ضربة للأمم المتحدة، فقد شكل في الحقيقة ضربة قوية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن، والذين يعتمدون بشكل يكاد يكون كليا على المساعدات التي توفرها لهم مختلف منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية. يذكر أن المساعدات الأمريكية عادة ما تخصص لدفع أجور المعلمين وموظفي قطاع الصحة الفلسطينية في مختلف مناطق تواجدهم، وبدونها سيكون ذلك مستحيلا مما سيعمق من حدة معاناة اللاجئين الفلسطينيين المعقدة أصلا بسبب شح المساعدات المالية من الدول المانحة. يذكر أن القرار الأمريكي جاء بعد تهديدات الرئيس الأمريكي بمراجعة طريقة عمل منظمة «أونروا» وسبل تمويلها ضمن خطوة أولى جعلته بعدها يجمد نصف المبالغ المخصصة لها رغم معرفته بالمهام الموكلة لها بقناعة أن بلاده لا يمكنها أن تمنح 30 بالمائة من ميزانية هذه المنظمة لوحدها وبما يتعين على الدول الأخرى تقديم مساهمة أكبر لصالح اللاجئين الفلسطينيين. ورغم التبريرات التي قدمتها الإدارة الأمريكية إلا أن ذلك لم يمنع منظمات إغاثة إنسانية دولية من توجيه انتقادات حادة باتجاه الرئيس الأمريكي، واعتبرت قراره بمثابة عقاب غير مبرر لملايين اللاجئين الذين يعيشون ظروفا كارثية في مخيمات اللجوء. وهو ما جعل بيار كراهوبوهل، رئيس وكالة «أونروا» يعبّر عن قلقه إزاء هذا القرار وحث الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى المساهمة بمبالغ إضافية من أجل تغطية العجز الذي سيخلفه القرار الأمريكي. وعبّر الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس، عن قلقه إزاء القرار الأمريكي، وقال إن ذلك سيتسبب في مشاكل متعددة ومعقدة للتكفل بأعباء منظمة الإغاثة الأممية في الأراضي الفلسطينية. وأضاف معاتبا الإدارة الأمريكية أن وكالة «أونروا» ليست هيئة فلسطينية ولكنها هيئة أممية مهمتها تقديم خدمات حيوية للاجئين حاثا إياها بضرورة الالتزام بتعهداتها. وحسب متتبعين فإن قرار الإدارة الأمريكية سيتسبب في أعقد أزمة مالية تواجهها وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين منذ إنشائها سنة 1949، وهو ما قد يدفع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي ومطالبة دوله بمساعدات أكبر من أجل تعويض المبلغ الذي قرر الرئيس الأمريكي اقتطاعه من المساهمة التي اعتادت الولاياتالمتحدة تقديمها لوكالة إغاثة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون منذ أكثر من سبعة عقود حياة التعاسة والحرمان. وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العم لجامعة الدول العربية من جهته أمس، إن قرار الرئيس الأمريكي يهدف في جوهره إلى طي قضية اللاجئين الفلسطينيين، معتبرا أن ذلك يدخل في سياق مواقف الرئيس الأمريكي القاضية بالاعتراف قامت الإدارة الأمريكية أمس، بتنفيذ وعيدها بوقف مساعداتها لوكالة «غوث» لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في سياق سياسة العقاب الجماعي التي نفذها الرئيس دونالد ترامب ضد الفلسطينيين. بمدينة القدسالمحتلة عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي والاستعداد لنقل سفارة بلاده إليها في تحد صارخ لكل اللوائح والقرارات الدولية في هذا الشأن.