يشكل موضوع ''الإستراتيجيات التنموية للمدن وإدارتها و تخطيطها'' محور دورة تكوينية التي انطلقت اليوم الأحد لفائدة إطارات الجماعات المحلية والهيئة التنفيذية والمنتخبين لولاية أدرار. ويندرج اللقاء الذي يؤطره خبراء في المجال من جمهورية الصين الشعبية في إطار إتفاقية الشراكة الجزائريةالصينية المبرمة في 14 يوليو 2015 بين المديرية العامة للموارد البشرية والتكوين والقوانين الأساسية لوزارة الداخلية و الجماعات المحلية والتهيئة العمرانية و الأكاديمية الصينية للحوكمة، حيث تمتد تلك الإتفاقية إلى غاية السنة الجارية ي حسبما أشار إليه المنظمون. كما تأتي هذه الدورة التكوينية تنفيذا لمخطط العمل للسنة الجارية المتفق عليه مع الجانب الصيني الذي يتضمن تنظيم دورات تكوينية بالجزائر و الصين من خلال تنظيم أنشطة تكوينية بالجزائر لفائدة إطارات الإدارة المركزية لوزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية إلى جانب تنقل إطارات سامية إلى بكين للتكوين في مجال "الإستراتيجيات التنموية للمدن و إدارتها وتخطيطها" وحول "القيادة الإستراتيجية و بناء السياسات العامة" مثلما أوضح ممثل الوزارة الوصية ظاهر الطيب توفيق. ولعل ما يميز هذه الشراكة هو المقاربة المستمرة والمندمجة للأنشطة التكوينية التي تنطلق في الصين و تختتم بالجزائر إلى جانب المقاربة المتعلقة بتحديد احتياجات التكوين و هي مقاربة تقوم على التنقل و المعاينة بعين المكان للإطلاع على مستوى التنمية بمختلف مناطق الجزائر و الإحتكاك بالإطارات عن كثب لتحسين مستوى التكوين من طرف الأكاديمية الصينية للحكامة، مثلما أشير إليه . ومنذ انطلاق هذه الدورات التكوينية زار المؤطرون عدة مناطق عبر الوطن، حيث كانت البداية بالوادي و عنابة و تلمسان و ورقلة مرورا بأدرار و وصولا إلى وهران مما يعكس حجم تبادل الخبرات على المستوى الوطني إلى غاية اليومي وفق ما جرى التذكير به . كما تم تنقل 130 إطارا ساميا تابعين للجماعات المحلية إلى مقر الأكاديمية الصينية للحكامة بالعاصمة بكين ضمن البرنامج التكويني واستفادوا من دورات تكوينية، حيث انطلق اليوم الأحد آخر فوج للتكوين في هذه الأكاديمية ببكين يضم ولاة و ولاة منتدبين و إطارات . تحسين المعلومات ومهارات التخطيط الإستراتيجي الموجه للتنمية الإقليمية ويهدف البرنامج التكويني أساسا إلى تحسين معلومات المشاركين و مهارات التخطيط الإستراتيجي و المناجمنت الموجه للتنمية الإقليمية عن طريق الإستلهام من الخبرة الصينية خاصة في مجال التخطيط الإقليمي وإدارة نجاعة المرافق العمومية و تعزيز قدرة المشاركين على التفكير و التصرف بشكل إستراتيجي في إدارة المدن و استكشاف طرق للمساهمة في النجاعة المستدامة لقطاع الإدارة الداخلية و المحلية . وبالمناسبة أكد مدير قسم العلوم الإقتصادية بالأكاديمية الصينية للحوكمة شانغ جان في تدخله أن أهمية إتفاقية الشراكة الإستراتيجية الصينيةالجزائرية تنبع من عمق العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين، مشيرا إلى أن الصين أصبحت ثاني أكبر قوة إقتصادية في العالم و تهتم بتبادل خبرتها مع شركائها حول العالم خاصة في مجال الإقتصاد و التجارة و الثقافة. وأضاف أنه بإمكان الصين الإفادة بخبرتها من خلال هذه الدورات التكوينية لتبادل الخبرات و التجارب و النماذج الناجحة بين الجزائر و الصين في المجالات الحيوية و كيفية إدارتها عن طريق الحوكمة. وجرى خلال اللقاء عرض حصيلة الأنشطة و البرنامج الحالي والمستقبلي لأكاديمية الصين الشعبية للحوكمة في إطار هذه الشراكة التي سيشرع في تقييمها تزامنا مع محادثات جارية بين الطرفين لإعادة تجديدها خاصة و أن كل هذه الأنشطة التكوينية اختيرت وفق الإستراتيجيات التنموية للسلطات العمومية للبلاد التي تعمل منذ سنوات على إصلاح الجباية المحلية ومرافقة الجماعات المحلية لترقية الإستثمار في مختلف المجالات الحيوية. وتعالج المداخلات التي يقدمها خبراء في هذه الدورة التكوينية جملة من المحاور من بينها "آليات المثابرة على تعميق نظام الحوكمة على نطاق شامل" و "التنمية الإقتصادية الإقليمية وحوكمة الحكومة في الصين" و "التنمية الخضراء و بناء الحضارة الإيكولوجية في الصين " و "طرق تسوية المشاكل المستعصية في مجال مساعدة الفقراء بالصين''. ويشارك في الدورة (14-16 أكتوبر) إطارات من الجماعات المحلية و منتخبين وممثلي عدد من الهيئات التنفيذية للإستفادة من تلك المداخلات المتضمنة أبعاد ثقافية و بيئية واقتصادية واجتماعية تشمل ثلاثة، مستويات دولية و وطنية ومحلية.