شدد الباحث في تاريخ الحركة الوطنية, عامر رخيلة يوم الاثنين بالجزائر العاصمة, على أهمية حماية بيان أول نوفمبر 1954 من التشويه, مشيرا إلى أنه تم في وقت سابق إحصاء 75 نموذجا لهذه الوثيقة التأسيسية نتيجة عمليات الترجمة. و في مداخلة له خلال ندوة تاريخية نظمها المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954, تخليدا للذكرى ال 64 لاندلاع الثورة التحريرية, أكد عامر رخيلة على ضرورة المحافظة على ما جاء به بيان أول نوفمبر في نسخته الأصلية, حيث "عرفت هذه الوثيقة التأسيسية خلال التسعينات و بداية القرن العديد من الترجمات مما أدى إلى إحصاء ما لا يقل عن 75 نموذجا مختلفا بسبب الترجمة", خاصة في المشرق. و أضاف بأنه و "لحسن الحظ, تداركت وزارة المجاهدين الوضع من خلال اللجوء إلى ترجمة تتطابق مع الوثيقة الأصلية", مما يعد "مكسبا كبيرا" لضبط هذه الوثيقة المرجعية التي "لا تزال تستدعي و إلى غاية اليوم العناية و الاهتمام من طرف المؤرخين و الدارسين المحققين", يقول السيد رخيلة الذي أضاف بأن بيان أول نوفمبر 1954 "لم يكن بيانا سياسيا فحسب, بل برنامجا متكاملا أسس لميلاد جديد للجزائر". و عرج المتدخل على أهم المبادئ التي يستمد منها بيان أول نوفمبر أهميته التاريخية, حيث "نقل الحركة الوطنية من مرحلة التصور إلى التجسيد الميداني" كما أنه "وضع حدا لكل أشكال التردد في المرور نحو العمل المسلح", مما جعل منه "تتويجا ناضجا لكل المواثيق و النصوص التي تبلورت خلال ثلاثة عقود من الرؤية التحريرية". كما يعود لبيان أول نوفمبر الفضل في "إنقاذ الحركة الوطنية من التأزم الذي عرفته, من خلال تجاوز الخلافات الحزبية و التوجه نحو مصدر الثورة, أي الشعب", يضيف السيد رخيلة. و في ذات السياق, ثمن وزير المجاهدين الطيب زيتوني ما تضمنه بيان أول نوفمبر من مثل عليا و مبادئ الحرية و السيادة و التقدم و الوحدة الوطنية التي "كانت و ستظل الدرع الواقي و السد المنيع للأمة الجزائرية". كما تابع مؤكدا على أن الشباب الجزائري لا يزال يستمد من كفاح أسلافه و ينهل من القيم النبيلة لثورته المجيدة, مما "يستوجب اليوم و أكثر من أي وقت مضى, تثبيت هذه المرجعية المقدسة". للإشارة, شهدت الندوة تكريم المجاهد و المؤرخ جمال قنان صاحب العديد من المؤلفات على غرار "العلاقات الجزائرية-الفرنسية" و "نصوص سياسية جزائرية في القرن 19م" و "التعليم الأهلي في الجزائر في عهد الاستعمار" و غيرها. و يجدر التذكير بأن الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 64 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 تنظم هذه السنة تحت شعار "الجزائر رسالة شموخ, نوفمبر دليل قيمها و مبادئها".