شددت منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب أحزاب ومنظمات جزائرية اليوم السبت، بالجزائر، على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية و وحدة الأراضي باعتبارها المهمة الراهنة وذات الأولوية الوطنية لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني. وخلال إحياء الذكرى المزدوجة، الثلاثين لاعلان قيام الدولة الفلسطينية والرابعة عشر لوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات- بسفارة دولة فلسطينبالجزائر، ذكر مستشار سفير دولة فلسطينبالجزائر السيد عيسى معماري، بان الذكرى ال 30 لإعلان وثيقة الاستقلال عام 1988 بالعاصمة الجزائرية، بصوت الفقيد ياسر عرافات كانت "ايذانا ببدء مرحلة جديدة لتثبيت الحق الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وجدد السيد معماري، التأكيد على أن "حركة فتح متمسكة بالثوابت الوطنية وحماية منجزات الثورة المتمثلة في الشرعية الفلسطينية"، و"بعقم ما يعرف بصفقة القرن والعمل على افشالها" اضافة الى رفض الدور الأمريكي وقطع العلاقات والاتصالات مع واشنطن باعتبارها جزء من المشكلة. كما أشار الى أن المرحلة القادمة تتمثل في "تعليق الاعتراف بدولة الاحتلال إلى حين اعترافها بدولة فلسطين ووقف التنسيق الامني بكل اشكاله مع وجوب إسناد حركة مقاطعة اسرائيل ودعوة دول العالم لفرض عقوبات عليها خاصة على ضوء قانون القومية العنصري"، مشددا على أن "المصالحة الفلسطينية ووحدة الأراضي والنظام السياسي هي المهمة الراهنة وذات الاولية الوطنية". وخلال تطرقه الى الذكرى ال 14 لوفاة القائد ياسر عرفات نوه مستشار السفير الفلسطيني بمناقب الفقيد وقال "أنه يعتبر أطول حكاية نضال في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني" وساهم في "إخراج القضية الفلسطينية من دائرة الاهمال والتهميش الى الاهتمام ومن كونها قضية إنسانية الى قضية سياسية وصولا الى اقامة سلطة فلسطينية". وابرز ان هذا الزعيم التاريخي يمثل لكافة الشعب الفلسطيني "الرمزية الوطنية"، ولازالت ذكراه حاضرة في ابعادهم وسلوكياتهم مضيفا ان ياسر عرفات رحل بعد أن "كرس الثوابت الوطنية الفلسطينية مع رفقائه في القيادة كما شكل القوة الجامعة لكل الفلسطينيين باختلاف شرائحهم فكان مانعا للإنشقاق واستطاع بحكمته إستيعاب مختلف وجهات النظر فلم تتحرك بوصلته الا باتجاه فلسطينوالقدس". من جهته اعتبر رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين السيد محمد عليوي، ان ذكرى اعلان قيام الدولة الفلسطينية انما تمثل "أسس نضال وصمود الشعب الفلسطيني"، مبرزا ان الدولة الفلسطينية لا تمثل للجزائريين مجرد دولة إنما هي "إمتداد من تاريخنا وحضارتنا وهويتنا العربية والإسلامية". وبعد ان ذكر بمختلف الاحداث التي رسمت مسيرة الثورة الفلسطينية منذ قيام دولتها الى اليوم أكد ان "الثورة لازالت مستمرة جيلا بعد جيل" وتمكنت من الظفر بالعديد من المكاسب الدبلوماسية التي تستدعي اليوم كما قال" الابقاء عليها من خلال تحقيق وحدة فلسطينية كاملة الى غاية الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". أما رئيس التحالف الوطني الجمهوري السيد بلقاسم ساحلي، فذكر في مداخلته أن مشاركة حزبه احتفالات قيام الدولة الفلسطينية "انما ينبع من التزام تاريخي وثوري ودستوري" للشعب والقيادة الجزائرية . وأكد ان دعم الجزائريين للشعب الفلسطيني "دعما متواصلا وشاملا" مشددا على ضرورة التأكيد من جديد على وحدة الصف الفلسطيني والذي اعتبره "الشرط لقيام الدولة الفلسطينية بكل حقوقها التاريخية المشروعة". كما دعا رئيس التحالف ، العالم العربي "لتعزيز مواقفه للتصدي للمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد القضية الفلسطينية لا سيما بعد تقرير الولاياتالمتحدةالامريكية نقل سفارتها إلى القدس والذي يعتبر من اخطر الخطوات التي ستكون لها تداعيات على امن واستقرار المنطقة". كما دعا المجتمع الجزائري من جهة اخرى "لإبتكار انواعا جديدة من التضامن الحزبي والشبابي والإنساني مع الشعب الفلسطيني دعيا الطبقة السياسية في الداخل لإنشاء لجنة حزبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق للرفع من مستوى دعم القضية الفلسطينية". وثمن الأمين العام لحزب جبهة الجزائر الجديدة بن عبد السلام ، المبادرة التي اقترحها بلقاسم ساحلي ودعا هو الآخر "لابتكار مبادرات ذاتية جديدة وتجسيد أليات وأساليب مختلفة لدعم نضال الشعب و الفصائل الفلسطينية من أجل نبذ الانفصال والدعوة الى وحدة الصف" داعيا بعض الاطراف الدولية "لان يكفوا ايديهم" عن القضية الفلسطينية. أما وزير الاستشراف الجزائري السابق، بشير مطيطفى، فدعا في كلمة له إلى "ضرورة وضع خطة استشرافية مقابلة و وموازية لمخططات الكيان الاسرائيلي مع إستكمال الرؤية من خلال وضع رؤية للتنمية الاقتصادية والعسكرية في الأراضي الفلسطينية من أجل إمتلاك الآلية السليمة والاسترايجية الحكيمة للتصدي لكل المخططات سواء للمحتل الاسرائيلي أو الاجنبي التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وأرضه يوميا".