لاتزال الاشتباكات متواصلة بين جماعة أنصار الله (الحوثيون) والقوات الحكومية المدعومة بالتحالف بقيادة السعودية, في محافظة الحديدة شمال غرب اليمن, على الرغم من الاعلان عن جهود دولية وأممية ومساع مبذولة لعقد جولة مشاورات جديدة في الايام القادمة, في السويد, من أجل التهدئة واحلال السلام بهذا البلد. و اعتبرت مصادر حكومية أن التحرك الميداني العسكري للحوثيين هو "رسالة واضحة لرفضهم المساعي الرامية لعقد جولة جديدة من المشاورات السياسية برعاية الأممالمتحدة", و هو ما ينفيه الحوثيون, لاسيما من خلال ما صرح به المبعوث الاممي لليمن الذي أبلغ مجلس الامن الدولي بأن أطراف الأزمة في اليمن أبدوا "التزاما متجددا" بالعمل على حل سياسي وقدموا "ضمانات مؤكدة" بأنهم سيحضرون المشاورات. من جهته, أعلن الجيش الوطني اليمني, امس السبت, عن سيطرته على جبال تحيط بمديرية حيدان في صعدة وتفرض عليها سيطرة نارية, وكان الجيش اليمني قد سيطر في وقت سابق على حصن باقم في محافظة صعدة والعديد من المواقع والقرى المحيطة به, بعد معارك خاضها ضد جماعة الحوثي. وأفادت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأممالمتحدة, كارين بيرس, بأنها ستطرح على مجلس الأمن الاثنين القادم مسودة قرار تتضمن الطلبات الخمسة التي قدمها مارك لوكوك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة, التي تحث إحداها على التوصل لهدنة حول البنية الأساسية والمنشآت التي تعتمد عليها عملية المساعدات واستيراد المواد التجارية مضيفة أن هدف القرار هو وضع دعوة لوكوك "موضع التنفيذ". غير أن المندوبة لم تحدد ا إطارا زمنيا للموعد الذي سيطرح فيه مشروع القرار للتصويت. وتشمل الطلبات الاربع الأخرى لمسودة القرار حماية إمدادات المواد الغذائية والسلع الأساسية وزيادة وسرعة ضخ العملة الأجنبية في الاقتصاد من خلال البنك المركزي اليمني وزيادة التمويل والدعم الإنساني وانخراط الأطراف المتحاربة في محادثات سلام. ويسعى المبعوث الأممي إلى جمع أطراف النزاع في اليمن قبل نهاية العام الجاري وذلك بعد أن تم تأجيل مشاورات الأزمة اليمنية التي كان من المقرر انطلاقها بمدينة جنيف في 6 سبتمبر الماضي بين أطراف النزاع بسبب غياب وفد الحوثيين. وبررت جماعة أنصار الله تخلف وفدها عن المشاورات آنذاك بعدم تمكن الأممالمتحدة من استخراج ترخيص للطائرة التي ستقل وفدها المفاوض إلى جنيف فيما أعلن الوفد الحكومي أن "الحوثيين" دأبوا على "اختلاق" الأعذار لعدم حضور المفاوضات. وكانت تلك رابع جولة مشاورات مفترضة بين أطراف الصراع اليمنية منذ اندلاع الحرب قبل نحو 4 سنوات, والأولى برعاية المبعوث الأممي غريفيث. وعقدت المشاورات في جولتيها الأولى والثانية في 2015 في مدينتي جنيف وبال السويسريتين فيما عقدت الجولة الثالثة في الكويت عام 2016 دون أن تثمر جميعها عن نتائج تذكر. ويشهد اليمن, منذ نحو اربع سنوات حربا بين القوات اليمنية وبين المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014. وحذرت عدد من المنظمات الإنسانية الدولية, من تداعيات التوقف المحتمل لنشاط ميناء الحديدة بسبب المواجهات الدائرة في هذه المحافظة الساحلية بالنظر إلى أهمية الميناء في استقبال نحو 70 بالمائة من الواردات والمساعدات الموجهة إلى اليمن.