يوم الأحد متأثرا بإصابته في هجوم شنته جماعة انصار الله المسلحة (الحوثيون) على قاعدة "العند" الجوية بمحافظة لحج جنوب شرق صنعاء, مما أثار غضبا دوليا واسعا, وسط إنتقادات لسعي الحوثيون الدائم لخرق اتفاق استكهولم. وشن الحوثيون الخميس الماضي هجوما بطائرة مسيرة من دون طيار على قاعدة العند -أكبر قاعدة عسكرية يمنية, تتخذ منها القوات الحكومية وقوات التحالف العربي, مركزا لإدارة العمليات العسكرية في معاركها ضد الحوثيين- وذلك خلال عرض عسكري كان يحضره قيادات الصف الأول بالجيش الوطني اليمني, بمناسبة تدشين هيئة الأركان العامة في الجيش, العام التدريبي الجديد 2019. وقد أسفر الهجوم عن سقوط ستة قتلى وأكثر من 20 مصابا, من بينهم قيادات عسكرية بارزة في الجيش الوطني اليمني.وتوفي رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش اليمني, اللواء محمد صالح طماح, متأثرا بإصابته في الهجوم الذي يعد الأول من نوعه على القاعدة الجوية منذ تحريرها من قبضة الحوثيين في أغسطس 2015, بعد نحو أربعة أشهر من سيطرة الجماعة عليها.وطماح (69 عاما) من مواليد محافظة لحج, وتقلد عددا من المناصب العسكرية من بينها قائد محور العند العسكري, وآخرها رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع في الجيش اليمني بقرار رئاسي صدر في 23 ماي 2018.وقالت جماعة الحوثي أنها شنت الهجوم, "ردا على استمرار الغارات الجوية والتصعيد العسكري للقوات الحكومية والتحالف العربي بقيادة السعودية في مختلف الجبهات".وغداة الهجوم أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية تدمير مركز اتصالات وتحكم بالطائرات بدون طيار تابع للحوثيين باليمن.وذكرت قناة (الإخبارية) السعودية أن التحالف "دمر شبكة اتصالات عسكرية للحوثيين وكهف خبراء أجانب للتحكم بالطائرات بدون طيار", موضحة "أن الحوثيين استولوا على موقع لشركة اتصالات يمنية وحولوه إلى مركز عملياتي", دون أن يكشف عن موقع هذه الشركة, معتبرا أن تدمير المركز "يتوافق مع القانون الدولي الإنساني".وقال التحالف العربي "إن الاستهداف يحيد العمليات الإرهابية للحوثيين ويحقق الأمن الإقليمي والدولي", بحسب القناة.تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي بعد يوم من مطالبة المبعوث الأممي مارتن غريفيث طرفي النزاع في اليمن بالعمل على تحقيق "تقدم كبير" بعد الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الطرفين في ديسمبر بالسويد.وقال غريفيث في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي إنه لا بد من إحراز "تقدم كبير" قبل جولة مفاوضات جديدة. @@إدانات محلية ودولية لهجوم العند- أعقبت الواقعة إدانات محلية ودولية واسعة, فبعد ساعات من الهجوم على قاعدة العند الجوية دعا الرئيس اليمني, عبد ربه منصور هادي, القوات الحكومية إلى "تفعيل جبهات القتال في مختلف المناطق".ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن الرئيس هادي تأكيده خلال لقاء مع مسؤولي عدد من المحافظات اليمنية "أهمية تفعيل الجبهات والمقاومة في محافظاتصنعاء وصعدة وإب وتضييق الخناق على الحوثيين واستكمال التحرير لتطهير الوطن منهم", مشددا على "دور المقاومة الوطنية في التحامها مع الجيش والمكونات المجتمعية في تحرير مختلف المناطق وإنهاء الانقلاب وبسط سلطة الدولة في كافة مناطق البلاد".من جهته عبر المبعوث الأممي عن قلقه من أن يؤثر ذلك على الوضع في اليمن, حيث أعرب عن قلقه إزاء الهجوم الذي جاء في توقيت كان يأمل فيه تحقيق مزيد من التقدم في المفاوضات الهادفة لإنهاء الحرب.وحث غريفيث في تغريدتين على حسابه في (تويتر) "كل أطراف الصراع على ممارسة ضبط النفس والامتناع عن المزيد من التصعيد". وناشد المبعوث الأممي "أطراف الصراع العمل على خلق مناخ ملائم للحفاظ على الزخم الإيجابي الناتج عن مشاورات السويد وعن استئناف عملية السلام اليمنية".من جهتها نددت الولاياتالمتحدة بالهجوم ودعت أطراف النزاع للإمتناع عن العنف و الإستفزازات.وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن "الهجوم ينافي روح وقف إطلاق النار في الحديدة و التقدم الذي تم تحقيقه الشهر الماضي أثناء المفاوضات التي جرت في السويد", مضيفة آن "واشنطن تحث أطراف النزاع على التمسك بالإلتزامات التي أخذتها على عاتقها أمام المواطنين اليمنيين والإمتناع عن العنف و الإستفزازات". @@اشتباكات جديدة في مدينة الحديدة تبدد وقف إطلاق النار الهش- ورغم الهدنة الهشة في مدينة الحديدة الإستراتيجية إندلعت تجددت الاشتباكات اليوم الأحد, بين الجيش الوطني اليمني و عناصر جماعة "انصار الله" الحوثي, جنوبي محافظة "الحديدة" شمال غربي اليمن.وقالت مصادر عسكرية في الجيش الوطني, إن الاشتباكات "تركزت في محيط جامعة "الحديدة" ومحيط المطار, وإن عناصر جماعة الحوثي تواصل إرسال تعزيزات عسكرية واستقدام مسلحين جدد إلى منطقة "السويق والجبلية", جنوب مديرية "التحيتا", موضحة أن "من ضمن التعزيزات أسلحة ثقيلة ودبابات ومدفعية".وكان طرفا الأزمة اليمنية قد اتفاقا بالسويد في ديسمبر الماضي برعاية الأممالمتحدة على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة غرب اليمن, وسحب قواتهما منها, تمهيدا لهدنة أشمل ووضع إطار لمفاوضات سياسية, وشكلت الحديدة أبرز نقاط المفاوضات التي جرت في السويد, وكانت على مدى أشهر الجبهة الأبرز في الحرب باليمن, غير أن المدينة يسودها هدوء حذر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي.ويعمل غريفيث على تسريع تطبيق اتفاقات السويد, خصوصا تلك المتعلقة بإعادة نشر قوات في مدينة الحديدة الساحلية الاستراتيجية والأساسية لإيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى البلاد, ويأمل أن يتمكن خلال يناير الجاري من أن يجمع طرفي النزاع, على الأرجح في الكويت, لاستكمال المفاوضات التي بدأت في السويد.