أكد مشاركون في الملتقى الوطني السابع حول السيرة النبوية العطرة الذي نظم يوم الأربعاء بأدرار على أهمية إبراز الأعراف الإيجابية لإستثمارها في تعزيز انسجام و استقرار المجتمع. وذكر الإمام مولاي محمد المهدي شيخ المدرسة القرآنية مالك بن أنس وهو نجل الشيخ مولاي التهامي غيتاوي خلال تدخله في هذا اللقاء الذي يحمل عنوان " دور العرف في تحقيق الإستقرار وانسجام المجتمع... منطقة توات نموذجا", أن كل المجتمعات تسعى لبناء قاعدة للعيش في كنف الهدوء و الإستقرار و السلم الإجتماعي. و أضاف أن المجتمعات لجأت في هذا الإطار إلى الإستثمار في العرف كوسيلة لضبط مختلف العلاقات الإنسانية تفاديا للمساس بالسلم الإجتماعي على غرار العرف المتبع بمنطقة توات (أدرار) في توزيع مياه نظام السقي التقليدي بالفقارة وعرف التويزة و تجارة المقايضة و غيرها من الأعراف التي لا تتعارض مع قيم ديننا الحنيف. و قد قامت الزوايا باعتبارها مؤسسات روحية متجذرة في العرف الإجتماعي بأدوار و وظائف دينية و علمية و اجتماعية مما ساهم ذلك في تعزيز الإستقرار و التكافل الإجتماعي بشتى مظاهره كما ذكر شيخ المدرسة القرآنية. كما تمت الدعوة إلى تثمين الأعراف التي تحقق القيمة المضافة للمجتمع وفق ضوابط الشرع و نبذ الأعراف السلبية و المتناقضة التي تجلب المفسدة للمجتمع على غرار ظاهرة غلاء المهور و التباهي بالتكاليف الباهضة في الأعراس. وتم التطرق خلال هذا اللقاء الذي حضره جمع غفير من مشايخ و أئمة و طلبة إلى جملة من القضايا و الجوانب المتعلقة بالعرف حيث شرح الأساتذة المؤطرون التأصيل الشرعي للعرف و كيفية الإستفادة منه و دور العرف بمنطقة توات في التربية و السلوك. كما أبرز متدخلون كذلك الحالات التي يكون فيها العرف مصدرا للتشريع الإسلامي و تطبيقات العرف في بعض قوانين الأحوال الشخصية و دوره في إرساء دعائم الأسرة المسلمة و مكانة العرف في المذهب المالكي وأثره كذلك في فك النزاعات و الخلافات و إشاعة الصلح واستقرار المعاملات. وتتواصل أشغال هذه الفعاليات التي تنظمها المدرسة القرآنية مالك بن أنس بقصر أوقديم ببلدية أدرار للشيخ الراحل مولاي التهامي غيتاوي على مدار يومين بالتطرق إلى محاور أخرى ذات صلة بالموضوع من بينها دور العرف في استقرار الأسرة والعرف والتحديات المعاصرة . و ينشط مداخلات الملتقى الوطني السابع حول السيرة النبوية العطرة الذي ينظم في إطار البرنامج السنوي للمدرسة القرآنية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كوكبة من المشايخ والأئمة وأساتذة جامعيين حيث أصبحت هذه التظاهرة الدينية محطة احتفالية سنوية بأدرار حسب المنظمين.