تزامنا مع دخول شهر ربيع الأنوار أجواء ونفحات روحانية متميزة في أدرار تعيش ولاية أدرار هذه الأيام أجواء ونفحات روحانية متميزة عبر مختلف أقاليمها تزامنا مع دخول ربيع الأنوار (ربيع الأول) شهر مولد خير الأنام محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ت. يوسف شرعت مختلف المساجد والمدارس القرآنية والزوايا المنتشرة عبر بلديات ولاية أدرار منذ مطلع شهر ربيع الأول في إحياء حلقات للمديح النبوي إضافة إلى إلقاء الدروس والمحاضرات الدينية من طرف مشايخ وأئمة حول السيرة النبوية العطرة حسبما أشار إليه رئيس مصلحة الثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية. ويحرص أئمة المساجد في هذه المناسبة الدينية العظيمة على إقامة عديد الأنشطة تشمل إنشاد مختلف مصنفات المديح التي تم تأليفها في مدح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) وتعديد خصال وشمائل خير الأنبياء والمرسلين حيث تستقطب هذه الجلسات الروحانية مختلف شرائح المجتمع من شيوخ وأطفال الذين لا يفوتون هذه الأجواء الدينية التي تقام أمسية كل يوم من هذا الشهر بين صلاتي المغرب والعشاء. وتختلف مصنفات المديح التي يتم إنشادها طيلة شهر ربيع الأول من منطقة لأخرى حيث تتنوع تلك المؤلفات والقصائد بين عدة عناوين على غرارمدائح البردة و الهمزية و تخميس البغدادي و ابن مهيب وغيرها حيث يشكل إنشاد هذه القصائد فرصة لإبراز مختلف جوانب السيرة النبوية العطرة وترسيخها في الأذهان للإقتداء بها في تهذيب النفوس والسلوك وتربية النشء على القيم النبيلة والسامية الكفيلة بصون المرجعية الوسطية للأمة. كما أصبح الملتقى الوطني حول السيرة النبوية الذي تنظمه المدرسة القرآنية أنس بن مالك لشيخها الراحل مولاي التهامي غيتاوي محطة علمية بارزة في هذه المناسبة الدينية المباركة ويدرك هذه السنة طبعته السابعة التي ستحمل عنوان دور العرف في التلاحم والإستقرار الإجتماعي منطقة توات نموذجا وينتظر تنظيمها ضمن الفعاليات الإحتفالية بالمولد النبوي الشريف.
إحياء طقوس وعادات اجتماعية واحتفالية راسخة يكتسي شهر ربيع الأنوار أهمية كبيرة في أوساط المجتمع بولاية أدرار تترجمها تلك الطقوس والعادات الإحتفالية التي ما يزال السكان متشبثين بها منذ أزمنة عريقة إذ تبلغ هذه المظاهر الإحتفالية ذروتها في الثاني عشر ربيع الأول حيث تشهد بلدية تيمي القريبة من عاصمة الولاية توافد عديد المواطنين والضيوف لحضور واحد من أبرز المحطات الإحتفالية بالمولد النبوي الشريف للإستمتاع بالعروض والأهازيج الشعبية والفلكلورية التي تقدمها الفرق المحلية . وتشمل هذه الأنشطة المتنوعة التي تشكل عنصر تشويق واستقطاب جماهير غفيرة عروض البارود والحضرة والقرقابو والفنتازيا لفرق الخيالة إلى جانب الرقصة الشهيرة بالمنطقة والمعروفة ب برزانة والتي تستهوي الكثير من الشباب الذين يطلقون فيها العنان للتعبير عن مشاعرهم في حب المصطفى {صلى الله عليه وسلم} مشكلين حلقة كبيرة تتوسط الجمهور حاملين فيها العصي والعكاكيز في مشهد صوفي لا يتكرر إلا في هذه المناسبة الدينية المباركة. وتتواصل الإحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف عبر مختلف مناطق ولاية أدرار إلى أن تبلغ محطتها البارزة الأخرى التي تقام بعد مرور أسبوع من إحياء ذكرى ميلاد خير البرية عليه الصلاة والسلام ممثلة في تظاهرة أسبوع المولد التي تقام بكل من المقاطعة الإدارية تيميمون (220 كلم شمال الولاية ) وبلدية زاوية كنتة (70 كلم جنوب أدرار) حيث تعرف هذه الإحتفالية الشعبية غمرة الإستقطاب الجماهيري والتوافد السياحي والإعلامي من داخل وخارج الوطن. وتساهم هذه التظاهرة الإحتفالية الكبيرة بشكل مباشر في إنعاش الحركة السياحية بالمنطقة والترويج لوجهتها وتشكل أيضا فرصة أمام الحرفيين لعرض وتسويق منتجاتهم التقليدية من خلال المعارض والصالونات التي تقيمها الهيئات والمرافق التابعة لقطاع السياحة بالولاية.