لاستثمارها في تعزيز استقرار المجتمع التأكيد على أهمية إبراز الأعراف الإيجابية أكد مشاركون في الملتقى الوطني السابع حول السيرة النبوية العطرة الذي نظم يوم الأربعاء بأدرار على أهمية إبراز الأعراف الإيجابية لإستثمارها في تعزيز انسجام واستقرار المجتمع في الجزائر. ت. يوسف ذكر الإمام مولاي محمد المهدي شيخ المدرسة القرآنية مالك بن أنس وهو نجل الشيخ مولاي التهامي غيتاوي خلال تدخله في هذا اللقاء الذي يحمل عنوان دور العرف في تحقيق الإستقرار وانسجام المجتمع...منطقة توات نموذجا أن كل المجتمعات تسعى لبناء قاعدة للعيش في كنف الهدوء والإستقرار والسلم الإجتماعي مضيفا أن المجتمعات لجأت في هذا الإطار إلى الإستثمار في العرف كوسيلة لضبط مختلف العلاقات الإنسانية تفاديا للمساس بالسلم الإجتماعي على غرار العرف المتبع بمنطقة توات (أدرار) في توزيع مياه نظام السقي التقليدي بالفقارة وعرف التويزة وتجارة المقايضة وغيرها من الأعراف التي لا تتعارض مع قيم ديننا الحنيف. وقد قامت الزوايا باعتبارها مؤسسات روحية متجذرة في العرف الإجتماعي بأدوار ووظائف دينية وعلمية واجتماعية مماساهم ذلك في تعزيز الإستقرار والتكافل الإجتماعي بشتى مظاهره كما ذكر شيخ المدرسة القرآنية كما تمت الدعوة إلى تثمين الأعراف التي تحقق القيمة المضافة للمجتمع وفق ضوابط الشرع ونبذ الأعراف السلبية ولمتناقضة التي تجلب المفسدة للمجتمع على غرار ظاهرة غلاء المهور والتباهي بالتكاليف الباهظة في الأعراس. وتم التطرق خلال هذا اللقاء الذي حضره جمع غفير من مشايخ وأئمة وطلبة إلى جملة من القضايا والجوانب المتعلقة بالعرف حيث شرح الأساتذة المؤطرون التأصيل الشرعي للعرف وكيفية الإستفادة منه ودور العرف بمنطقة توات في التربية والسلوك كما أبرز متدخلون كذلك الحالات التي يكون فيها العرف مصدرا للتشريع الإسلامي وتطبيقات العرف في بعض قوانين الأحوال الشخصية ودوره في إرساء دعائم الأسرة المسلمة ومكانة العرف في المذهب المالكي وأثره كذلك في فك النزاعات والخلافات وإشاعة الصلح واستقرار المعاملات. وتم التطرق خلال أشغال هذه الفعاليات التي تنظمها المدرسة القرآنية مالك بن أنس بقصر أوقديم ببلدية أدرار للشيخ الراحل مولاي التهامي غيتاوي على مدار يومين إلى محاور أخرى ذات صلة بالموضوع من بينها دور العرف في استقرار الأسرة والعرف والتحديات المعاصرة. ونشط مداخلات الملتقى الوطني السابع حول السيرة النبوية العطرة الذي ينظم في إطار البرنامج السنوي للمدرسة القرآنية لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف كوكبة من المشايخ والأئمة وأساتذة جامعيين حيث أصبحت هذه التظاهرة الدينية محطة احتفالية سنوية بأدرار.