تعيش مدينة الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين على وقع الحدثين الثقافيين (المهرجان الجهوي للثقافة والفنون الشعبية والمهرجان الدولي للسينما في صحراء في طبعته ال 14) والذين دأبت السلطات الصحراوية على تنظيمهما وتسخير كل ما لديها لانجاحهما. الحدثان الثقافيان اللذان انطلقا أمس الاثنين بالداخلة يشهدان مشاركة مسؤولين صحراويين ووفود أجنبية وجمع غفير من سكان الولاية. فقد انطلقت مساء أمس فعاليات الطبعة ال 14 من المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية، المعروف اختصارا ب "في صحراء"، تحت شعار "تعزيز الجبهة الثقافية من أجل حماية الهوية الوطنية"، بحضور والي الولاية السالك بابا حسنة والأمين العام للثقافة أحمودي لبصير وجمع غفير من سكان الولاية. كما يحضر المهرجان الذي يستمر إلى غاية نهار غد الأربعاء عدد كبير من الأجانب من مختلف قارات العالم، بالإضافة إلى متضامنين مع القضية الصحراوية العادلة، وفق ما صرح به المدير المركزي للسينما بوزارة الثقافة عمار أحمد. وفي كلمة له بالمناسبة أكد والي الداخلة، استعداد الولاية سلطات وجماهير لإنجاح الطبعات الثقافية (المهرجان الجهوي للثقافة، مهرجان السينما(. وسيتم عرض العديد من الأفلام لمخرجين سينمائيين إضافة إلى أفلام تتناول القضية الصحراوية من جانبها السياسي والاجتماعي. وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) في تقريرها عن الموضوع أن المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية نافذة للإطلاع على الثقافة الصحراوية التي أصبحت سلاحا مهما في معركة التحرير والبناء، إضافة إلى أن تنظيمه بمخيمات اللاجئين الصحراويين، يعد "منبرا" للدفاع عن حقوق الإنسان والمطالبة بالحق المشروع للشعب الصحراوي، كما أن مهرجان السينما يعطي دفعا قويا للشعب الصحراوي في كفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال. وكان الوزير الأول الصحراوي محمد الولي أعكيك أشرف أمس على تدشين المحصر التقليدي المنظم في إطار الاحتفال بالمهرجان العالمي للسينما في طبعته ال 14، والذي يضم مظاهر فنية وتراثية صحراوية، من مأكولات والعاب ووسائل تقليدية. ويضم المحصر التقليدي كذلك خيما تجسد الحياة اليومية للإنسان الصحراوي البدائي من مأكل وملبس ومسكن وعادات وتقاليد، كما يأتي المحصر التقليدي هذا من أجل المحافظة على ثقافة الشعب الصحراوي الأصيلة، التي يحاول الاحتلال المغربي طمسها، إلا أنها تبقى عصية على الابتلاع. كما يحوي المحصر التقليدي صورا من مكونات ثقافة الشعب الصحراوي، كاللوحات التقليدية التي تبرز الدراعة والملحفة، والخيمة والجمل، كمظاهر لهذه الثقافة المتميزة . وفي إطار المهرجان الجهوي للثقافة، احتضن مقر المديرية الجهوية للصناعة التقليدية بولاية الداخلة معرضا للصناعة التقليدية، يبرز جانبا من المورث الثقافي للشعب الصحراوي . وأوضحت (واص) أن المعرض يضم نماذج من الصناعات التقليدية واللوحات التشكيلية التي ترمز في مجملها إلى الموروث الثقافي والنضالي المتأصل والذي يرسمه يوميا الشعب الصحراوي عبر صموده وتحديه لسياسة القمع والانتهاكات التي يتعرض لها يوميا على يد قوات الاحتلال المغربي ومساعيه في طمس الثقافة الصحراوية المتجذرة.