الداخلة (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - تميزت الإحتفالات المخلدة للذكرى ال41 للوحدة الوطنية الصحراوية التي انطلقت يوم الأربعاء بالداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين بمشاركة قوية للوفود الأجنبية. و تشهد هذه الإحتفالات التي أشرف على انطلاقها الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي رفقة أعضاء من الأمانة الوطنية والحكومة الصحراوية حضورا شعبيا ورسميا منها عشرات الوفود الأجنبية من مختلف دول العالم الداعمة لكفاح الشعب الصحراوي في الحرية والإستقلال والمشاركة في الطبعة ال 13 للمهرجان العالمي للسينما في الصحراء الغربية. وأوضح الأمين العام لوزارة الثقافة الصحراوية مصطفى محمد فاضل في كلمة بالمناسبة "بأن الشعب الصحراوي يحتفي اليوم بحدث بارز من تاريخ كفاحه العادل واستحضار لأبعاد و مغازي الوحدة الوطنية في ذكراها الحادية والأربعين". وأشار ذات المسؤول الصحراوي إلى أن إعلان الوحدة الصحراوية "يشكل عظمة ومكانة وأساسا متينا للمقاومة من أجل تكريس حقوق الشعب الصحراوي المشروعة في الحرية والإستقلال وصمام أمانها وضامن وجودها في انسجام وطني والتحام واتحاد تنتفي معه كل أسباب النعرات والتفرقة والعصبية القبلية وكلها عوامل يسعى الإحتلال المغربي جاهدا لإذكائها بكل بما يملك". ومن جهته أبرز سفير جمهورية جنوب إفريقيا بالجزائر و الجمهورية الصحراوية دينيس تولومو في كلمته "أن وحدة الشعب الصحراوي و التفافه حول قيادته الرائدة منذ أكثر من 41 سنة لهو الدليل القاطع على صلابة هذا الشعب الأبي النقي و إرادته في التحرر و قدرته على دحض الإحتلال الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لتشتيت الشعب الصحراوي الذي يثبت في كل مرة صلابة الموقف و الإعتزاز بالإنتماء إلى هذا الوطن الذي لا بديل عنه". وفي تدخله ضمن والي مخيم ولاية الداخلة السالك بابا حسنا في كلمته معاني الثناء و العرفان للوفود المتضامنة مع القضية الصحراوية من كل قارات العالم و في مقدمتها الوفد الجزائري و الوفد الجنوب إفريقي مؤكدا بأن الوحدة الوطنية هي أهم محطة من تاريخ الكفاح الصحراوي طيلة أزيد من أربعة عقود. وجسدت الإستعراضات التي نظمت بالمناسبة جوانب من حياة المجتمع الصحراوي من عادات و تقاليد و مظاهر ثقافية تناوب على أداءها أطفال و مواطنو مخيم الداخلة من خلال لوحات تنوعت بين مراحل بناء الخيمة التقليدية والصيد البري وطقوس الزفاف. كما عبرت تلك الإستعراضات أيضا عن طقوس "تغانجا" التي هي عبارة عن عادة اجتماعية لدى الصحراويين تمثل استسقاء المطر زمن القحط والصناعة والألعاب التقليدية وعادات إكرام الضيف و الزينة عند المرأة الصحراوية و الكتاتيب و بعض اللوحات المهنية الأخرى التي تعكس تجربة البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية. وتميزت هذه الإحتفالات المخلدة للذكرى ال 41 للوحدة الوطنية الصحراوية بانطلاق المهرجان الجهوي للثقافة من خلال نصب مخيم تقليدي أو ما يعرف في الثقافة الصحراوية بالمحصر التقليدي الذي ضمت أجنحته معروضات و لوازم معدات إستعملها الإنسان الصحراوي في حله و ترحاله. وقد اطلعت الوفود المشاركة بقاعة المعارض التي تحتوي على أوجه و مناحي كفاح الشعب الصحراوي عسكريا وإعلاميا وإقتصاديا وثقافيا و إجتماعيا وأيضا من خلال الإنتفاضة.