تفتح المؤهلات الفلاحية التي تتمتع بها منطقة غرداية لاسيما في شعبة النباتات العطرية و الطبية "آفاقا واعدة" للتنمية الإقتصادية المحلية, حسبما علم يوم الأحد من محافظة الغابات بالولاية. و تمنح النتائج المسجلة من خلال مشاريع مصغرة للشباب المزارعين و التي أطلقت خلال السنوات الأخيرة عبر مختلف المستثمرات الفلاحية العائلية بالولاية, إمكانية إيجاد بدائل اقتصادية "مناسبة, ملموسة و مستدامة", حسبما أوضح لوأج محافظ الغابات, محمد عباس. و لا تزال هذه الشعبة الفلاحية و النباتات الأخرى كالتوابل التي تتم زراعتها عن طريق الطبقات الأرضية داخل واحات و بساتين النخيل بالولاية "محتشمة" و موجهة للإستهلاك المحلي و لكنها توفر مداخيل إضافية للفلاحين الصغار المحليين, كما أضاف نفس المسؤول, مشيرا إلى أن ما مجموعه 20 هكتارا قد خصصت لهذا النوع من الزراعات العطرية و الطبية و البهارات . و نجد بين أهم النباتات العطرية و التوابل والنباتات الطبية التي تتم زراعتها على سبيل التجربة بمنطقة غرداية عشبة "إبرة الراعي" و "الخزامى" و "الورد" و "المورينجا" و "المريمية" و "الزعتر" و "التيزانة" و "النعناع" و "الزعفران" و "الإكليل" و "الصبار" و "البقدونس" و "الريحان" و "البابونج" و "الصبار الشوكي" و كذا "الأرغان". و أبدى ما يناهز مائة (100) فلاح شاب من الولاية حماسهم و استعدادهم لزراعة النباتات العطرية و التوابل و النباتات الطبية داخل مستثمراتهم, كما ذكر محافظ الغابات. و بالرغم من ذلك فإن إنتاجا هاما يتم توفيره من خلال النباتات العطرية و الطبية التي تنبت بطريقة عشوائية في حين أن تلك التي تتم زراعتها بشكل منظم تساهم بشكل ضعيف في الإنتاج, يقول السيد عباس الذي ذكر أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري و المديرية العامة للغابات توليان أهمية خاصة من أجل تحقيق ربح أفضل في هذه الشعبة. و قد أعطت تجارب زراعة الزعفران و المورينجا و الأرغان و الصبار الشوكي و الصبار بمناطق بريان (شمالا) و المنصورة و المنيعة (جنوبا) نتائج "مشجعة", حسب ذات المسؤول. و تتوفر الجزائر -كما أضاف- على رصيد هام من النباتات الطبية و العطرية بما في ذلك العديد من النباتات المتوطنة التي يمكننا استخدامها لأغراض عديدة كالطب البديل و العطور و التجميل و حفظ الأغذية و استخراج النباتات الخام و الزيوت الأساسية. -- إعطاء ديناميكية لشعبة النباتات العطرية و الطبية -- و لهذا الغرض وضعت الوزارة الوصية إستراتيجية تهدف إلى تعزيز ديناميكية تنمية و تطوير شعبة النباتات العطرية و الطبية و دعم المؤهلات الفلاحية لكل منطقة. و تقوم هذه الإستراتيجية على استحداث جمعيات مختصة و مجالس مهنية للنباتات العطرية و الطبية في كل ولاية من أجل تشجيع الإستثمار في هذه الشعبة و ضمان التكفل في مجال التكوين و الدعم التقني و العلمي لفائدة الفلاحين. و قد تم إنشاء المجلس المهني للنباتات العطرية و الطبية لولاية غرداية في انتظار الإعتماد و ذلك بهدف حماية و توسيع الموارد النباتية الموجودة إلى جانب تثمين قيمة المنتجات الجديدة. و يرى مسؤولو كلية البيولوجيا و علوم الطبيعة بجامعة غرداية في اتصال مع "وأج" بأن تنمية و تطوير هذه الشعبة لاسيما بمنطقة غرداية يمكن أن تساهم وبقوة في الإقتصاد الوطني و في الصادرات خارج المحروقات. و أبرزوا في هذا الإطار أهمية الثروة النباتية بغرداية معربين عن "عدم ارتياحهم" لانعدام إستراتيجية و تنظيم للممارسات التجارية اللازمة في تنمية هذه الشعبة الناشئة والتي تم تحديدها كعامل في التنمية الفلاحية. و تتمتع النباتات العطرية و الطبية بقدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المناخية و التنمية في الأراضي الوعرة أو قليلة الخصوبة إلى جانب مكافحتها للتصحر كما ذكر من جهته مهندس رئيسي بمديرية المصالح الفلاحية لولاية غرداية. و تتواجد ما لا يقل عن 50 عشبة التي تنبت بشكل غير منظم و برية عبر إقليم ولاية غرداية يتم استخدامها في الأدوية حسب دراسة قامت بها جامعيات بغرداية مثلما أوضح خالد جبريط. و برأيه فإن النباتات العطرية و الطبية ستشهد ازدهارا "كبيرا" مؤكدا أن التحدي الوحيد الذي سيتم رفعه من أجل تنمية و تطوير هذه الشعبة هو التوفيق بين المحافظة على التنوع البيولوجي و حماية الموارد الطبيعية و الحاجة إلى توفير بيئة ملائمة لكي تتمكن الساكنة بالريف من المساهمة في نشاطات التنمية الإقتصادية و الجني الغير منظم في الوسط الطبيعي. و يتعين تنظيم و متابعة صارمة من أجل ضمان النجاح و تحقيق الأهداف المرجوة في هذه الشعبة الناشئة لاسيما من خلال تشجيع الإستثمارات و ضمان التكوين لفائدة الفلاحين كما خلص إليه ذات المسؤول .