وجه فلاحون متخصصون في إنتاج نباتات طبية وعطرية أمس، دعوة للسلطات العليا لتسريع عملية إنشاء مخبر وطني أو هيئة تسند لها مهمة تسليم شهادات المطابقة، بما يسمح لهم بإنشاء وسم جغرافي جزائري لعدد من الأعشاب و النباتات لتسهيل عملية تصديرها، على غرار نبتة الزعفران المنتجة اليوم بطريقة محتشمة من طرف عدد من الفلاحين. وحسب تصريح ممثل «تجمع كونسورسيوم ألجيريا للنباتات العطرية والطبية والزيوت المستخلصة» الفلاح شايب جمال، ل»المساء» فإن منتجي النباتات العطرية والطبية ملزمون اليوم بالتعامل مع مخبر تونسي للحصول على شهادات المطابقة لإثبات أن المنتوج طبعي 100 بالمائة، وهو ما يعتبر تكاليف إضافية للمنتجين الذين يسعون اليوم إلى استرجاع مكانة هذه النباتات الجزائرية في الأسواق العالمية. وقصد جمع جهود الفلاحين في هذه المجال تقرر أمس، خلال لقاء جمع مختلف المتدخلين في مجال زراعة الزعفران تنصيب أول جمعية مهنية للمنتجين تسهر على متابعة عمليات زارعة هذه النبتة، و تحسيس الفلاحين بالتقنيات الحديثة في مجال الزراعة والجني لضمان الحصول على شهادة المطابقة، من منطلق أن الزعفران نبتة يكثر عليها الطلب من طرف القطاع الصيدلاني ومصانع إنتاج مستحضرات التجميل. من جهته وجّه المدير العام للغابات السيد عز الدين سكران، دعوة لكل الفلاحين الراغبين في تطوير زراعة النباتات الطبية والعطرية لإنتاج الزيوت الطبعية للتقرّب من محافظي الغابات عبر كامل التراب الوطني للتعرّف على دفاتر الشروط للامتياز الفلاحي داخل الغابات، مشيرا في تصريح ل»المساء» عن تخصيص 100 ألف هكتار للاستثمار الفلاحي الخاص بشرط أن تتماشى الزراعات والطبيعة الغابية ولا يتم إلحاق ضرر بالمحيط، مع العلم أن المديرية العامة للغابات سلّمت إلى غاية اليوم عقود استغلال 13 ألف هكتار للفلاحين الناشطين في مجالات الأشجار المثمرة وتربية النّحل، مشيرا إلى توجه الوزارة بالنسبة لعصرنة نشاط مديرية الغابات يرتكز على تطوير زراعة النباتات العطرية والطبية التي تنمو عبر الغابات الجزائرية، وذلك بهدف تطوير الصناعات التحويلية وتصدير المنتوج للخارج. كما كشف سكران، عن التحضير للتوقيع على عقود شراكة مع كل من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب «أنساج»، وصندوق الوطني للتأمين عن البطالة «كناك» بهدف توجيه الشباب المقاول للنشاطات الزراعية وسط الغابات، متعهدا بضمان توفير العقارات الملائمة لكل نشاط، وهو السبيل الذي ستحارب به المديرية العامة للغابات السوق الموازية للمنتجات الغابية خاصة بعد ارتفاع حالات قطع وحرق الأشجار بطريقة غير قانونية لبيع الخشب والفحم، مشيرا إلى أن عدد محاضر شرطة الغابات بلغت هذه السنة 6 آلاف محضر يمس كل أشكال الاعتداء على المحيط الغابي. بالمقابل توقع مدير الغابات تطور نشاط تسويق المنتجات الغابية السنة المقبلة، وذلك تزامنا مع تنفيذ مقترح الحكومة القاضي بتطوير الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص على غرار زراعة الفلين الذي يطمح رفع قيمة إنتاجه لبلوغ 70 ألف طن، بالإضافة إلى إنتاج ما بين 100 و110 ألف طن من الخشب. كما أعرب رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة السيد قويدر مولوة، عن ارتياحه لوعي الفلاحين بأهمية تنظيم نشاطهم في فروع وشعب فلاحية لتسهيل عملية تسييرها و التكفّل بانشغالات المهنيين، مشيرا إلى أن تنظيم نشاط زراعة النباتات الطبية والعطرية من شأنه تنويع الصادرات الجزائرية خارج المحروقات. ❊ نوال/ح